قال الدكتور أحمد الجيزاوي، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إنه يجري حاليا إجراء تعديلات على الاستراتيجية الزراعية لمصر حتى عام 2013، لتتواكب مع المتغيرات التي شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير، خاصة الموارد المائية لمصر سواء من نهر النيل أو المياه الجوفية بالصحراء الغربية بما يحقق أعلى كفاءة من استخدامات المياه وترشيد استهلاكها في الزراعة.
وفسرت مصادر رسمية بالوزارة تصريحات الوزير بأنها تشير إلى المصاعب التي تواجهها مصر لتلبية احتياجات خطط الزراعة، التي كان مقررا لها زراعة 2.4 مليون فدان جديدة في الصحراء الغربية والساحل الشمالي وسيناء، بسبب التوقعات بانخفاض حصة مصر من مياه النيل بمتوسط عام يصل بها إلى 12 مليار متر مكعب من المياه السنوية بسبب سد النهضة الإثيوبي.
وكلف وزير الزراعة مركز البحوث الزراعية باستنباط سلالات من المحاصيل الزراعية تتحمل الملوحة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، للحد من استهلاك مياه الري، بينما قالت مصادر بمركز البحوث إنه سيتم التركيز على تعميم أصناف من الأرز الجاف لزراعته في شمال الدلتا، بعد أن أكدت النتائج البحثية أن احتياجاته المائية تصل إلى 4 آلاف متر مكعب من المياه للفدان الواحد خلال 120 يومًا، بدلا من 10 آلاف متر مكعب من المياه للفدان في الأصناف التقليدية من الأرز.
ويبحث المركز تعميم أصناف جديدة من الذرة الشامية قليلة الاستهلاك لمياه الري، والتي تصل احتياجاتها إلى 4 آلاف متر مكعب، بالإضافة إلى دراسة حظر الموز في الأراضي الصحراوية بسبب ارتفاع احتياجاته المائية ومنافسته للأصناف التقليدية من الأرز، مما يهدد بحدوث أزمات نقص لمياه الري في مناطق الاستصلاح الجديدة، خاصة في مناطق النوبارية والسادات ووادي النطرون.
يأتي ذلك فيما أكدت مصادر مقربة من وزير الزراعة أن التعديلات الجديدة لاستراتيجية الزراعة المصرية تركز على التوسع في زراعة نخيل البلح لزيادة أعداده إلى 16 مليون نخلة بدلا من 14 مليونا حاليا، بالإضافة إلى التوسع في زراعة الزيتون، خاصة أنه من المحاصيل البستانية التي تتحمل الملوحة والحرارة وقليلة الاستهلاك للمياه.