x

الصراع العائلى فى الانتخابات: «أنا والغريب على ابن عمى»

الأحد 12-09-2010 21:52 | كتب: محمود رمزي |
تصوير : محمد معروف

لا يقدم الشخص على تقديم أوراقه لخوض انتخابات مجلس الشعب إلا بعد التأكد من وجود «سند» قوى يمنحه فرصا حقيقية للفوز، وتأتى العائلة كـ«سند أول» له، فإذا ما كانت كبيرة وقوية، وتمثل تكتلا تصويتيا يحترم، خاض المنافسة وفى صندوقه الانتخابى «بطيخة صيفى»، أما إذا كان الواقع غير ذلك، فإما أن يلقى فكرة الترشح فى أقرب صندوق قمامة، أو يبحث له عن «سند» جديد، سواء كان هذا السند عبارة عن «ثروة» أو خوض الانتخابات تحت عباءة حزب سياسى.

وفى الانتخابات الحالية، ظاهرة تستحق التوقف أمامها، تتمثل فى «تفتيت» أصوات العائلة الواحدة، بتقدم أكثر من مرشح للانتخابات ربما فى الدائرة الواحدة، فنجد الأخ يصارع أخاه، والاخت تنافس على «الكوتة» أمام أختها، وابن العم يخوض المنافسة أمام ابن عمومته وهكذا. وأبرز صراع العائلات فى انتخابات 2010 نجده فى السادات التى يتنافس فيها «الشقيقان» طلعت وعفت بدائرة تلا بمحافظة المنوفية، وفى أكتوبر تقدم النائب مصطفى القاياتى بأوراقه للحزب الوطنى للمنافسة فى دائرة أطفيح فى مواجهة ابن عمه اللواء عبدالوهاب خليل على مقعد الفئات، وأصبحت المنافسة فى الدائرة تنحصر بينهما فى حالة عدم ترشح نائب الإخوان المهندس جمعة البدرى.

وفى الجيزة، دخل منير الشاهد فى منافسة مع ابن خالته النائب سيد جوهر لتمثيل الحزب الوطنى على مقعد العمال. كما هدد ابن خالته الآخر الأقرب على عبدالوهاب وأمين الحزب الوطنى بمدينة أرض اللواء بالترشح مستقلا فى حالة ترشيح الحزب الوطنى لسيد جوهر. أيضا هناك منافسة بين الشقيقتين داليا ورانيا ابنتى الدكتور ضياء أبو شقة فى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى على مقعد الفئات فى كوتة المرأة،. وفى عائلة «عبدالآخر» بدائرة طهطا محافظة سوهاج، يخوض أحمد مدحت مصطفى عبدالآخر، ابن محافظ الجيزة الأسبق، الانتخابات فى مواجهة ابن عمه محمد حلمى عبدالآخر ابن حلمى عبدالآخر وزير شؤون مجلس الشعب الأسبق.

وقال مصطفى القاياتى: الصراع مشتعل بينى وبين ابن عمى وذلك فى الإطار الحزبى لأننا ننتمى لمؤسسة حزبية محترمة ونلتزم بالمنافسة الانتخابية الشريفة، ولكن من سوء حظ العائلة أن يتواجد فيها سياسيون يتمكنون من تمثيل دائرتهم فى البرلمان.

وأضاف أنه حتى الآن الصراع لم يشتعل بين المرشحين لاختفاء مرشح الإخوان، ولكن فى حالة إعلام اسم مرشح الإخوان ستكون المنافسة على مقعد الفئات مشتعلة. وأشار إلى أن الانتخابات الماضية عام 2005 شهدت صراعاً ملتهباً بينى وبين المهندس جمعة البدرى مرشح الإخوان، على مقعد الفئات وتغلبت عليه فى الإعادة، وفى هذه الدورة أتمنى غياب أى مرشح إخوانى لكى يسهل الطريق أمام مرشحى الوطنى.

وفى المقابل قال عبدالوهاب خليل إن قرار خوض الانتخابات نابع ممن حولى مؤكداً أن مجلس الشعب وسيلة وليست غاية لتقديم خدماته لكل الناس وهو مستمر فى تقديمها حتى دون عضويته بالمجلس، وأضاف: مركز أطفيح مازال يحتاج إلى الكثير من الخدمات وعلى رأسها المرافق والطرق والصحة والتعليم وحل مشكلة البطالة وأنا أسعى جاهداً لتوفير فرص عمل بالقطاعين العام والخاص ولا أنتظر عضوية البرلمان لخدمة أهالى أطفيح. وأوضح حازم خطاب المرشح المستقل على مقعد الفئات بدائرة الهرم أنه قرر الترشح فى مواجهة ابن عمه مجدى خطاب النائب الحالى للدائرة على مقعد الفئات لما لمسه من حب بين أهالى الدائرة ومطالبتهم له بالترشح على نفس مقعد ابن عمه،

وتابع: لا أستطيع التحايل على القانون مثل بقية المرشحين وتغيير صفتى الانتخابية لأهرب من مواجهة مرشح آخر حتى لو كان ابن عمى، ووجود أكثر من مرشح من عائلة واحدة لا يضعف موقفهم فى الانتخابات طالما أن كلاً منهم له مؤيدوه ونجاح أى واحد منهم هو إضافة للآخر وللعائلة وأهالى الدائرة، ونفى مجدى خطاب وجود خلافات شخصية بينه وبين ابن عمه مؤكدا أنهما مازالا متوافقين حتى الآن رغم كونهما متنافسين فى الانتخابات.

 وفى دائرة العياط صراع عائلى أقل حدة وقابل لأن يتحول إلى «تحالف» بين ابنى العم سالم شنب وعصام شنب وترشح الأول على مقعد العمال والفلاحين مستقلا فيما ترشح الثانى على مقعد الفئات وقدم أوراقه للمجمع الانتخابى للحزب الوطنى.

ونفى سالم شنب وجود خلافات أو انشقاقات بينه وبين ابن عمه مشيرا إلى أن الاثنين يخوضان الانتخابات على مقعدين مختلفين، وأضاف: عائلة «شنب» لها تاريخ كبير فى الحياة البرلمانية المصرية، وابن عمى أول مرة يخوض الانتخابات وهو سيلقى الدعم الكامل من العائلة وكل ما يقال عن تفتيت الاصوات داخل العائلة ووجود صراعات داخلية «أمر غير وارد».

من جانبه أكد عصام شنب أنه مادامت الصفتان مختلفتين فلا توجد مشكلة، وبصرف النظر عن صلة القرابة فالمنافسة قائمة والمواطن هو الذى سيحدد ممثله فى البرلمان، وأشار إلى أن لكل منهما أفكاره وبرنامجه الانتخابى للتعبير عن أراء الناس والسعى لتحقيق مطالبهم، وترشيح اثنين من نفس العائلة على مقعد واحد أمر غير لائق لأنه يسبب انشقاقات عائلية ومنافسة تتعدى مسألة الانتخابات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية