x

راوية راشد: لم أقصد تمجيد عصر الملك

الأحد 12-09-2010 15:58 | كتب: اخبار |

رحلة راوية راشد مع نازلى بدأت منذ أوائل تسعينيات القرن الماضى، فقد آمنت بتلك الشخصية وأحبتها وجمعت عنها الكثير وتفرغت لها حتى سنحت الفرصة، وعرض عليها إسماعيل كتكت تحويل كتابها إلى مسلسل.

■ لماذا تحمست وتابعت منذ البداية شخصية غير محبوبة مثل نازلى بل قدمت عنها كتاباً؟

- بصراحة نازلى «لبستنى زى العفريت»، فقد كنت فى أمريكا فى أوائل تسعينيات القرن الماضى، وقابلت سيدة بالصدفة، وكنت أقف أمام إحدى الفيلات فقالت لى: «هذه الفيلا منحوسة، فقد حدثت فيها أحداث مأساوية وكان آخر من سكنها الملكة نازلى»، ودفعنى حب الفضول لدخول الفيلا والبحث فى أسرار نازلى.

■ وهل صحيح أنك نقلت إقامتك لأمريكا لجمع المعلومات؟

- كنت شبه مقيمة فى أمريكا لظروف، وتعمدت وقتها التفرغ من أجل نازلى وتعرفت على أشخاص يعرفونها جيداً وهم مصريون هاجروا إلى أمريكا وتعرفوا على نازلى هناك وربطتهم بها علاقات صداقة.

■ ولماذا لم تحاولى جمع معلوماتك من مصادر التاريخ فى مصر؟

- بصراحة شديدة التاريخ فى مصر ظلم نازلى ظلماً بيّناً ووصفها بالمرأة اللعوب الحمقاء الفاسدة، ومنهم محمد التابعى وعادل ثابت قبل الثورة، ثم شُوهت أيضا على يد من كتبوا التاريخ من رجال الثورة، لذلك قررت جمع معلومات موثقة وحيادية، لكن ما حكمنى فى الكتابة عن نازلى ليس التاريخ بل الدراما التى تملأ حياة تلك المرأة ولم تغرنى فكرة أنها أم الملك فاروق وكانت ملكة مصر، فلو لم تكن كذلك لكنت بحثت عن تاريخها وحياتها وكتبت عنها.

■ كيف تتهمين كل ما كتب عنها فى مصر بالتضليل، وما كتب فى أمريكا بالحيادية؟

- لأن نظرة من كتبوا التاريخ فى مصر لنازلى ظالمة من منبعها لأنها كانت امرأة أرستقراطية متحررة تحب الحياة والأناقة وترى حياتها بمنظورها، وبعد الثورة كتب التاريخ أشخاص يكرهون الملكية وعناصرها وعصرها، لكن فى أمريكا لم يتعذر بحثى وكان كل شىء موثقاً بالمستندات.

■ لكن نازلى لم تكن بتلك الملائكية التى ظهرت فى المسلسل بدليل أنك أسقطت معلومة اعتناقها المسيحية ودفنها بناء على طلبها فى إحدى الكنائس؟

- أولا لم أقدم نازلى على أنها ملاك بل هى امرأة وإنسانة ولها أخطاء تدخل فى نطاق العيوب البشرية والسقطات الطبيعية، ولم تكن شريرة أو مجرمة كما يحاول البعض تصويرها، ولم أتحيز لها أو أظلمها بل قدمتها بشكل حيادى بحت فى إطار تاريخى موثق والأهم الإطار الإنسانى والنفسى، وبالنسبة لحكاية اعتناقها المسيحية فلم أغفلها إطلاقا فى المسلسل لكنها معلومة غير مؤكدة ولا يوجد أى دليل على اعتناق نازلى المسيحية، وفى بحثى لم أعثر على وثيقة تؤكد أنها ماتت مسيحية.

■ هل صورها فى الكنائس وطلبها أن تدفن فى كنيسة لا يكفيان كدليل على اعتناقها المسيحية؟

- نازلى ذهبت لأمريكا واستقبلها هناك أقباط المهجر المصريون والعرب وعاشت معهم واقتربت منهم وتأثرت بحياتهم وكانت تشاركهم طقوسهم، وهذا ما روته السيدة زوزو غطاس إحدى جارات نازلى القبطيات، التى أكدت أن نازلى لم تعتنق المسيحية.

■ لكنها كانت على علاقة برياض غالى وزوجته ابنتها الأميرة فتحية رغم أنه قبطى؟

- المعلومات تؤكد أن نازلى أصرت أن يعلن رياض غالى إسلامه قبل الزواج من فتحية ولم تتزوجه فتحية وهو قبطى، ولو كانت نازلى اعتنقت المسيحية، فلماذا أصرت أن يشهر رياض إسلامه كما أكد الجميع وجاء فى أحداث المسلسل.

■ لكنك لم تتعرضى من الأساس لنقطة أنها اعتنقت المسيحية حتى ولو بالنفى؟

- رغم إصرارى على موقفى إلا أنى أريد أن أؤكد نقطة مهمة، فوظيفة الفن ليست نفس وظيفة التاريخ، وقد تحركت نحو نازلى تحت تأثير الدافع الإنسانى، وليست وظيفة الفن البحث فى سرائر الناس ونيتهم، وبالنسبة لنازلى لم أضع ببالى أن أثبت كونها مسيحية أو مسلمة، فأنا لست داعية وهذا لا يخصنى، وسواء ماتت مسيحية أو مسلمة فهذا لا يغيّر قدرها.

■ هناك اتهام بأنك حاولت تمجيد العصر الملكى، أو عصر ما قبل الثورة؟

- هذا غير حقيقى على الإطلاق فلم أقصد ذلك لا شكلا ولا مضمونا، كل ما تعمدته أن أقول إن هناك إنسانة اسمها نازلى عاشت ملكة وماتت فى المنفى، ولا أعتقد أبداً أن أى مسلسل مهما كان يستطيع أن يغير توجهات الناس ويحببهم فى عصر سواء الملكى أو غير الملكى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية