استمرت الانتقادات الإيرانية اللاذعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحرب الكلامية بين طهران وأنقرة، حيث استنكر مجلس الشورى الإسلامي الإيراني أبيات من قصيدة شعرية أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عند مشاركته في حفل لاستعراض القوات الأذربيجانية في باكو بمناسبة استعادة السيطرة على أراض كانت محتلة من قبل أرمينيا في إقليم قره باغ، في حين قال حزب العدالة والتنمية التركي إن السياسيين الإيرانيين اتبعوا «أسلوبا قبيحًا».
أخبار متعلقة
واعتبرت طهران الكلمات الشعرية التي قالها إردوغان مساسا بوحدة الأراضي الإيرانية ويمثل «نزعة انفصالية»، حيث قال وزير الخارجية الإيراني في تغريدة له على تويتر: «لم يُخبر أردوغان أن القصيدة التي أخطأ في قراءتها في باكو كانت عن الفصل القسري بين مناطق شمال نهر أرس وموطنها الأصلي إيران. ألم يفهم أنه تحدث ضد استقلال جمهورية أذربيجان؟ لا أحد يستطيع الحديث عن اذربيجاننا العزيزة».
وقال المجلس الشورى في بيان صدر عن الاجتماع الذي عقده اليوم الأحد إن«استخدام الأدبيات المثيرة للانقسام من قبل الرئيس التركي، يعد أمرا مستغربا للغاية وغير مقبول ونحن ندينه بشدة»، مشيرا إلى أنه كان متوقعا من إردوغان حسن الجوار وبذل الجهود من أجل وحدة العالم الإسلامي وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد المجلس أن هذه الأدبيات التي تذكر بالألم الذي أصاب جسد أرض إيران جراء الفصل القسري واللاإرادي لجزء مهم من الشعب الإيراني، هي قصيدة كتبها شاعر وقرأها إيرانيون أعزاء يحزنهم الفراق.
وأدان المجلس الأدبيات المسببة للانقسام، مشددا على «وحدة أراضي إيران ومياهها وسماءها النقية، واستنادا إلى قيم الثورة الإسلامية وتوجيهات ولي أمر المسلمين آية الله الإمام الخامنئي، ومبادئ الدستور ومنها المبدأ الحادي عشر، قائلا إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملزمة ببناء سياستها العامة على تحالف الشعوب الإسلامية ووحدتها، وبذل جهود متواصلة لتحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية للعالم الإسلامي.
وأعلن 214 نائبا بمجلس الشورى الإسلامي عن احتجاجهم على تصريحات رجب طيب أردوغان، حسبما أكد النائب عن أهالي مدينة تبريز سيد محمد رضا تاج الدين، والذي قال لوكالة فارس للأنباء، إن النواب أكدوا أن أدبيات الرئيس التركي «المثيرة للانقسام غير مقبولة»
كما نصح النائب بمجلس الشورى الإسلامي على رضا نظري، الرئيس التركي بمطالعة تاريخ إيران مرة واحدة على الأقل، معربا عن اعتقاده بان أردوغان هو نفسه لم يفهم ما قاله.
وأضاف النائب نظري خلال اجتماع مجلس الشورى: «أدين تصريحات أردوغان بشدة واعتقد أنه هو نفسه لم يفهم ما قاله».
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلوا قد أكد في اتصال هاتفي أمس السبت مع نظيره، الإيراني محمد جواد ظريف رفض تركيا للتصريحات الإيرانية التي استهدفت الرئيس التركي، قائلا إن لقصيدة تتعلق بإقليم قره باغ، والرئيس أردوغان لم يلمح مجرد تلميح إلى إيران.
وأضاف أوغلو: «كان الأجدر بإيران التواصل مع الجانب التركي عبر القنوات المفتوحة رغم أن القصيدة لم تكن تمسها».
وتابع أن «تركيا وقفت بجانب إيران في أيام الشدائد حينما أدار الجميع ظهورهم لها ويجب عدم نسيان هذه الحقيقة»، مردفا: «خيبة الأمل التركية زادت من التصريحات الإيرانية شديدة اللهجة». بينما قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية: السياسيون الإيرانيون اتبعوا «أسلوباً قبيحاً»
في حين قالت السفارة الإيرانية في تركيا،، وحسب وكالة سبوتنيك الروسية، في تغريدة عبر حسابها الرسمي على «تويتر»، إن الطرفين أكدا أهمية تعزيز وتوسيع العلاقات بين البلدين.
