استقبلت هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، مساء الخميس، أولى شحنات لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركة (سينوفارم) الصينية، بمطار القاهرة الدولي، قادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور كل من السفير الصيني لدى مصر، والقائم بأعمال السفير الإماراتي.
ولكن ماذا نعرف عن اللقاح ومن له الأولوية؟
تم الكشف عن أول معدل فعالية للقاح سينوفارم الصيني ضد فيروس كورونا، بعد أن قالت وزارة الصحة الإماراتية إن لقاح سينوفارم التجريبي الصيني بنسبة فعالية 86٪ ضد فيروس كورونا بناءً على تحليل مؤقت، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الإماراتية.
وقد أجريت تجارب سريرية للقاح سينوفارم على 3 آلاف متطوع بمصر خلال الشهرين الماضين، أما في الإمارات فقد ضمت التجربة 31 ألف متطوع.
وقال وكيل وزارة الصحة الإماراتية جمال الكعبي لشبكة CNN، إن قرابة 100 ألف شخص في الإمارات تلقوا اللقاح كجزء من برنامج التطعيم الوطني الطوعي.
وجدَدت الصين في بيان للخارجية، التزامها بالمساهمة في التوزيع العالمي للقاحات وتعزيز «استدامة اللقاحات والقدرة على تحمل تكاليفها في البلدان النامية».
وقال بيان أرسلته وزارة الخارجية الصينية إلى شبكة (سي إن إن)، إن نتائج التجارب السريرية في دولة الإمارات العربية المتحدة للقاحسينوفارم «تثبت بشكل كامل سلامة وفعالية اللقاح الصيني».
وذكرت الصين إن الباحثين ومطوري لقاح سينوفارم لديها «يتبعون بدقة المعايير الدولية والقوانين واللوائح ذات الصلة لتنفيذ التعاون الدولي».
وزارة الصحة المصرية
ونشرت وزارة الصحة والسكان على موقعها ومنصات التواصل الاجتماعي خاصتها، إنفوجراف، يوضح أن لقاح كورونا الصينى يتم حفظة في درجة حرارة من 2 إلى 8 مئوية بمعنى أنه يتم حفظه في الثلاجة بشكل طبيعي، ويمكن نقله في صناديق التطعيمات عادية إلى مديريات الشؤون الصحية، مشيرة إلى أن الـ 50 ألف جرعة هي جرعات أحادية بمعنى أن الـــ 50 ألف يكفون 25 ألف شخص ممن هم أولى بالتطعيم ويفصل بين الجرعة الأولى والثانية 21 يوما بعد الحصول علية في عضلة الكتف.
الأولوية لمن؟
قال خالد مجاهد مستشار وزير الصحة والسكان لشئون الإعلام، والمتحدث الرسمي للوزارة، إن الأولوية في توزيع لقاح كورونا الصيني ستكون للعاملين بالقطاع الصحي، مع إعطاء الأولوية للعاملين بمستشفيات العزل، والصدر، والحميات، ومرضى الأورام والفشل الكلوي، لافتًا إلى أنه يتم تناول اللقاح في عضلة الكتف على جرعتين يفصل بينهما 21 يوماً.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد مستشار وزير الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أن هذا اللقاح أثبت فاعلية بنسبة 86% في الوقاية من فيروس كورونا المستجد، و99% في إنتاج الأجسام المضادة للفيروس، و100% في الوقاية من الوصول للحالات المتوسطة والشديدة.
من سيحصل على التطعيم؟
أكد أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بإعطاء جرعات لقاح فيروس كورونا للمصريين مجانا.
وقال هيكل إن الدفعات الأولى سيتم منحها للفئات الأكثر تعرضا للإصابة، ومنهم أطباء وأطقم مستشفيات العزل، وكبار السن وبعض الفئات التي تمثل الإصابة خطورة على حياتهم.
وأكد «هيكل» أن مصر هي أول دولة في إفريقيا تحصل على لقاح فيروس كورونا، وثاني دولة عربية تحصل عليه بعد الإمارات، مشيرا إلى أن مصر حصلت على اللقاح قبل دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية؛ ما يعكس نجاح الحكومة في جهودها المتواصلة منذ بداية الأزمة.
وأضاف وزير الدولة للإعلام أن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد خضعت بنفسها للتجارب الإكلينيكية الأولية للقاح الصينىي، كما أوضح أن حصول مصر على اللقاح مبكرا بهذه السرعة يعكس قدرها ومكانتها الدولية.
وأعلن هيكل أن هذا اللقاح حصل على موافقة الطوارئ من منظمة الصحة العالمية، وأن اللجنة العلمية بوزارة الصحة وافقت على استخدامه بعد نجاح تجاربه الإكلينيكية.
هل الحصول على اللقاح إجباري أم اختياري؟
أكدت الدكتورة نهى عاصم، مستشار وزيرة الصحة لشؤون الأبحاث، أن الحصول على لقاح «سينوفارم» لفيروس كورونا المسجد والذي وصلت منه الشحنة الأولى اختياري وليس إجباري، مشيرة إلى أن وزارة الصحة ستطلق الموقع الإلكتروني المخصص لحجز اللقاح قريبًا لتنظيم آلية الفئات ذات الأولوية للحصول على اللقاح خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت «عاصم»، أنه على الراغبين في اللقاح التقدم عبر الموقع المخصص لذلك، على أن يتم اختيار الفئات ذات الاولوية مركزية من وزارة الصحة، مضيفة أن اللقاح يتم الحصول عليه على جرعتين في عضلة الكتف ونظريًا وفقًا للجانب الصيني فإن المدة الفعالة للقاح ستكون سنة، بحيث تكون موسمية مثل لقاح الأنفلونزا الموسمية لكن عمليًا سنرى خلال الفترة المقبلة لأن جهاز المناعة له متغيراته.
مدى فاعليته؟
قال الدكتور على الوعري، أستاذ جراحة الصدر والباحث في التكنولوجيا البيولوجية، إن اللقاح الصيني سيوفارم أثبت فعاليته في الوقاية من فيروس كوورنا.
وكشف، أن اللقاح الصيني انتهى من التجارب السريرية في المرحلة الثالثة، لكن لم تنشر على المواقع الطبية، موضحا أنه تم تطعيم نحو مليون شخص في الصين باللقاح الصيني، وتم إعلان نتائج المرحلة الأولى والثانية.
وكشف أن الأعراض المصاحبة لمن تلقى اللقاح الصيني شعور بآلام في مكان العضلة، التي تم حقنها مع صداع خفيف، وهي أعراض تزول بعد أيام، ولم تظهر أعراض جانبية فوق المتوسطة أو استمرت لفترة طويلة، وهذا اللقاح آمن جدا.
وأكد أن اللقاح الصيني سيوفارم أثبت فعاليته بنسبة 86% من الحماية من الإصابة بالفيروس كورونا، فهو يستخدم تقنية الفيروس المعطل.
وأوضح أن اللقاح يحتاج إلى فترة 6 أشهر إلى عام حتى يتم ظهور النتائج الملومسة على أرض الواقع، مع ضرورة التبعاد الاجتماعي، مؤكدا أن الصين ما زالت تتبع أساليب الوقاية لمنع انتشار فيروس كورونا.
بينما قال الدكتور أشرف حاتم، عضو اللجنة العليا للفيروسات بالتعليم العالى، أن اللقاح الصيني يحفز مناعة الجسم على إخراج أجسام مضادة ضد الفيروس، ويساعد في إفراز أجسام مضادة ويعطي الشخص مناعة، مضيفا: «التطعيم الصيني اللي عندنا يعطى مناعة 85%».
وتابع: «اللقاح الصيني بهذه النسبة معناه أنه لو أصيب أي شخص بكورونا بعد اللقاح ستكون أعراضه خفيفة ولن يتعرض لأعراض شديدة»، لافتا إلى أن الفارق بين كل اللقاحات التكنولوجيا وطرق التخزين والتصنيع ثم النقل.
بينما قالت نها عاصم، مستشار وزيرة الصحة للأبحاث، إن الأبحاث على اللقاح الصيني لفيروس كورونا تتم بدقة وبمتابعة مستمرة، ولم يتم رصد أي آثار جانبية ناجمة عنه حتى الآن.
وتابعت في تصريحاتها: «لم نرصد أي آثار جانبية قصيرة للقاح سينوفار على المواطنين الذين خضعوا له، ووزيرة الصحة شاركت في التجربة الإكلينكية للقاح الصيني».
وحول شروط التسجيل الطارئ لاستخدام أي لقاح، قالت عاصم: «من شروط التسجيل الطارئ لأي لقاح المتابعة الدقيقة لكل الحالات الذين خضعوا للقاح حتى بعد الإجازة الطارئة وأجرينا تجارب لقاح سينوفار على 3 آلاف فرد وتأكدنا من درجة الأمان».
قال الدكتور أشرف عمر أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بقصر العيني إن اللقاح الصيني سينوفارم يعتمد على فكرة حقن الإنسان بفيروس غير نشيط لتحفيظ الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة لفيروس كورونا حتى عندما يتعرض للفيروس الحقيقي يتم مواجهته.
وأضاف أن اللقاح الصيني نجح بنسبة 99 % في إنتاج الأجسام المضادة للفيروس وأثبت فاعلية في الوقاية من الفيروس وهو آمن تماما.
وتابع أن اختلاف إنتاج الأجسام المضادة من شخص لآخر تحدد نسبة الوقاية ولكن حتى لو كانت الأجسام المضادة ضعيفة فإن الوقاية ستكون ضد الأعراض القوية .
وأوضح الدكتور أشرف عمر أن اللقاح لا يسبب أي أعراض جانبية خطيرة ما تم إثباته من خلال التجارب الإكلينيكية والسريرية وتم التصريح به نهائي بتداوله فهو آمن ولا خطورة منه على صحة الإنسان.
وأشار إلى أن الأطقم الطبية لها أولوية في الحصول على التطعيم مؤكدا أنه لابد من استكمال الجرعتين خلال 21 يوما فلا تكفي جرعة واحدة للوقاية. وشدد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا بعد وصول اللقاح .