x

ظاهرة الحمائية الرقمية تهدد مستقبل الإنترنت العالمي

الخميس 03-12-2020 10:24 | كتب: جبران محمد |
تكنولوجيا - صورة أرشيفية تكنولوجيا - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

أصبح الأن يوجد بالفعل نوعان من الإنترنت، وهما الإنترنت المجاني بلا حدود والذي يستخدم كل يوم، والأخر مثل شبكة الإنترنت على الطراز الصيني معزولة عن بقية العالم وتخضع لمراقبة شديدة من قبل سلطات الدولة.

وفي مقال تحليلي كتبه نك كلج نائب الرئيس فيسبوك للشؤون العالمية، ونائب رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة وعضو سابق في البرلمان الأوروبي، تناول فيه العديد من المخاوف والرغبة في السيطرة على تدفق بيانات المواطنين عبر الإنترنت المفتوح واتجاه الدول لنوع جديد اسماه الحمائية الرقمية او توطين البيانات.

وبدأ كلج مقالة في صحيفة الواشنطن بوست: "على نحو متزايد، بدأت الدول الأخرى في محاكاة نموذج الصين. في روسيا وتركيا وفيتنام وأماكن أخرى، تسعى الحكومات إلى بناء حواجز رقمية على حدودها وفرض سيطرة أكبر للدولة على الإنترنت داخلها، وتقسيم الإنترنت المفتوح إلى سلسلة من الصوامع الوطنية والإقليمية.

ويري كلج انه في العديد من المجتمعات الديمقراطية المفتوحة، هناك حديث عن "سيادة البيانات" وتحركات لتضييق الخناق على الشركات الأمريكية ومشاركة البيانات.

وفي أوروبا، شكك المنظمون والمحاكم في التدفق الحر للبيانات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتعمل العديد من البلدان الأخرى بنشاط على خطط لفرض "توطين البيانات"، مما يتطلب تخزين بيانات المواطنين محليًا ووضع قيود كبيرة على تدفق البيانات عبر الحدود.

ويقول كلج ان هذه الرغبة في مزيد من السيادة أمر طبيعي ومفهوم. ويتصارع صانعو السياسات مع المخاوف المشروعة بشأن القواعد التي تحكم المحتوى واستخدام البيانات على نطاق واسع. وكما أنهم يناقشون الحجم المناسب وقوة شركات التكنولوجيا العالمية.

ويوضح كلج ان هناك فرصة للقيادة الأمريكية لإنشاء تسوية عالمية جديدة تعالج هذه المخاوف مع الحفاظ على أفضل ما في الإنترنت المفتوح وتعزيزه ومنعها من التجزئة أكثر.

وذكر كلج معرفته السابقة بالرئيس بايدن قائلا: "اعرف الرئيس المنتخب جو بايدن قليلاً من حياتي الماضية كنائب لرئيس الوزراء البريطاني خلال إدارة أوباما". وفي الآونة الأخيرة، عملنا معًا للمساعدة في إنشاء لجنة عبر الأطلسي لنزاهة الانتخابات. وأضاف إنه يفهم أن الإنترنت هو جوهر كيفية حل المشكلات العالمية اليوم.

ولا يستبعد كلج المخاوف الحقيقية التي لدى الكثيرين بشأن شركات التكنولوجيا والخدمات التي تعتمد على البيانات بل على العكس تمامًا، يحتاج الإنترنت إلى قواعد جديدة تناسب العصر الرقمي.

ويوضح ان انضمامه إلى فيسبوك ليس فقط لأنه متفائل بشأن الخير الذي يمكن أن تقدمه التكنولوجيا ولكن أيضًا لأن هذه المناقشات ملحة، مشيرا الي أهمية دعوة مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، إلى وضع لوائح جديدة، أكثر تنظيمًا في المستقبل مما نحن عليه الآن.

وقد يكون لتقييد تدفق البيانات عبر الحدود تأثير كبير على الأعمال. وتشارك الملايين من الشركات الأمريكية - والشركات الناشئة على حد سواء - البيانات عبر الحدود، ويعتمد الملايين غيرهم على المنتجات القائمة على البيانات مثل الإعلانات المخصصة للوصول إلى العملاء. وقد يكون للانحراف نحو الحمائية الرقمية تأثير مدمر على التعافي الاقتصادي في جميع أنحاء العالم وتتجاوز ايضا العواقب الاقتصاد بكثير.

ويضع كلج مجموعة من المقترحات التي تساعد على حماية الانترنت المفتوح مثل: إنشاء حصن ضد انتشار الإنترنت على الطريقة الصينية، الالتزام المشترك من القوى الديمقراطية للحفاظ على الإنترنت المفتوح وتعزيزه.

ويجب أن تخضع شركات التكنولوجيا للمساءلة عن الأنظمة والسياسات التي لديها لتعديل المحتوى على منصاتها. وتعاون الدول ذات التفكير المماثل في هيئات وضع المعايير الدولية لضمان أن تظل شبكة الإنترنت مفتوحة وليست مغلقة. ويمكن لإدارة بايدن المساعدة في تأمين ما تبقى من الإنترنت العالمي من السحابة المظلمة للحمائية الرقمية وإبقائها مفتوحة وسهلة الوصول وآمنة للأجيال القادمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية