أعلنت الحكومة الدنماركية أنها مستعدة لنبش وحرق جيَف حيوانات المنك التي دُفنت على عجل في إطار الحرب على جائحة كوفيد-19، وذلك استجابة لدعاوى سياسية حزبية وبرلمانية لاستخراج الحيوانات النافقة، حيث استخدمت السلطات حفر جماعية لدفن حيوانات المنك التي تم القضاء على الملايين منها بعد اكتشاف سلالة متحوّرة من فيروس كورونا المستجد لديها، خشية أن تشكل خطراً على البشر.
وقال وزير الزراعة الجديد راسمون بريهن، في حديث لمحطة «تي في 2» الرسمية ونقلته قناة يورونيوز، في تقرير لها اليوم السبت، إنه يرغب منذ اليوم الأول لاكتشاف هذا الفيروس المتحوّر في التخلص من كل حيوانات المنك وإحراقها، مؤيدا بذلك رأي معظم الأحزاب الممثلة في البرلمان بنبش مدافن المنك تفاديا لفضيحة بيئية هذه المرة.
ويعتبر موقعا الدفن في «جوتلاند» مثيران للجدل كثيراً- واحد بالقرب من بحيرة للاستحمام والآخر ليس بعيداً عن مصدر لمياه الشرب.
وتخشى الطبقة السياسية أن يؤدي تحلل الحيوانات النافقة إلى تلوث بالفوسفور والنيتروجين، وتطالب بإتلافها عن طريق حرقها على سبيل المثال، ويمكن أن تلوث الغازات المنبعثة خصوصاً مياه الشرب ومياه الاستحمام.
وكانت الحكومة الدنماركية أمرت في مطلع نوفمبر الجاري بقتل كل حيوانات المنك في البلاد وعددها 15 إلى 17 مليوناً في محاولة لوقف انتشار تلك السلالة، بعدما أثارت مخاوف في شأن فاعلية أي لقاح في المستقبل. وفي 19 نوفمبر، أعلنت وزارة الصحة القضاء على هذه السلالة.
ودعا أعضاء في البرلمان من المعارضة في الدنمارك وفقا لـ«بي بي سي» الحكومة إلى استخراج رفات الملايين من حيوانات المنك التي دفنت في قبور جماعية وسط مخاوف من انتشار مرض كوفيد-19.
وكان اكتشاف شكل متحور من الفيروس قد تسبب في ذبح حوالي 17 مليون حيوان من حيوانات المنك، ما أدى إلى تدمير صناعة الفرو الدنماركية- وهي الصناعة الأكبر في الاتحاد الأوروبي. في حين اعترفت الحكومة أن عملية الذبح تم التعامل معها بشكل سيء، لكن السياسيين يبحثون الآن في أفضل السبل للتخلص من أكثر من 10 آلاف طن من حيوانات المنك النافقة.
وظهرت عدة آلاف من حيوانات المنك التي تم إعدامها لتقليل مخاطر إعادة نقل فيروس كورونا المستجد إلى البشر من قبورها غير العميقة في غرب الدنمارك بعد تراكم الغازات داخل أجسادها.
ونقلت وسائل الإعلام عن جانيك إلميغارد، من الإدارة البيطرية والغذائية الدنماركية، قوله قبل يومين إن «الغازات تسببت في انتفاخ الحيوانات وفي أسوأ الحالات خرجت أجسادها من الأرض». وأضاف إلميغارد أن ما حدث أثر على «بضع مئات» من الحيوانات.
وتم دفن المنك في خنادق يبلغ عمقها 2.5 متر وعرضها 3 أمتار، حسب تصريحات إلميغارد لوكالة أسوشيتيد برس، ثم تم تغطية الطبقة الأولى من المنك النافق بالطباشير على عمق حوالي متر واحد قبل وضع طبقة أخرى من الحيوانات، وتغطيتها مرة أخرى بالطباشير ثم بالتراب.