يجري إعدام ما يزيد على 100 مليون حيوان سنويا بسبب تجارة الفراء، ومن بينها حيوان والثعالب وكلاب الراكون والأرانب والشينشيلة وهو نوع من القوارض، حيث يتم قتل ثلاثة حيوانات كل ثانية لأغراض تجارية.
وفي هذا السياق، تقرر إعدام 17 مليون من حيوان المنك في الدانمارك وحدها، وهو مجموع ثروتها الحيوانية من ذلك الكائن الحي، حيث حذر الخبراء من أن مزارع «الفراء» مكدسة بحيوانات مصابة تشكل خزانات فيروسية ومن ثم يتعين إغلاقها على الفور لحماية الناس وضمان أمانهم.
وقالت صحيفة «الميرور» البريطانية إن هناك مخاول من أن يقوض فيروس كورونا لحيوان المنك، تطوير اللقاح، مشيرة إلى أنه التلفزيون الدانماركي عرض فيلما حزينا نهاية الأسبوع الماضي يوضح حقيقة تجارة الدانمارك في الفراء الذي تعد واحد من أكبر منتجيه في العالم.
وأوضحت اللقطات كيفية إعدام حيوانات المنك بالغاز ثم يجري تكديسها بالحفار استعدادا لحرقها، حيث جرى قتل 1.2 مليون حتى الآن.
ورحب ناشطو الحملات التي حذرت من خطورة المنك المصاب، باغلاق مزارع تربية المنك، وحثوا على إفلاق جميع المزارع إلى أجل غير مسمى، حيث تتسبب الظروف المروعة التي توجد فيها الحيوانات، إلى خلق بيئة خصبة للأمراض، للتحول إلى قنبلة صحية موقوتة، خاصة بعدما انتقلت منها سلالة متحورة من فيروس كورونا إلى البشر.
وقالت صحيفة الميرور إنها تشارك في حملة وقع بيع منتجات الفراء إلى المملكة المتحدة والتي تقوم بها الجمعية الإنسانية الدولية.
وأكدت المدير التنفيذي للجمعية كلير باس أن الاحتفاظ بالحيوانات المصابة بضغط عصبي وبالمرض وغيرها من الإصابات، في حالة تكدس داخل أقفاص صغيرة من الأسلاك له عواقب وخيمة على صحة الحيوانات.
وأضافت: «صار واضحا الآن وبشكل كاف أن تجارة الفراء تشكل خطورة كبيرة ومرفوضة على الصحة العامة، فظروف التكدس القذرة التي بتربى فيها الحيوان تخلق ظروفا مثالية لانتشار الفيروسات، وييدو أن»كوفيد-19 «يتحور بشكل سريع بين المنك».
وتابعت: «مزارع الفراء أصبحت كابوس أمام الرفق بالحيوان، ونحتاج أن تتحرك الحكومات على المستوى العالمي لإنهاء تلك الصناعة السقيمة، وذلك من خلال منع تربية حيوانات الفراء ومنع بيع منتجاته».
واشار التقرير إلى أنه يجري قتل ما يزيد على مائة مليون حيوان سنويا للحصول على فرائها ومن بينها حيوان المنك والثعالب وكلاب الراكون والأرانب والشينشيلة وهو نوع من القوارض، حيث يجري إعدام ثلاثة حيوانات كل ثانية لأغراض تجارية، لافتة إلى أن هذه الحيوانات تقضى حياتها في المعتاد داخل أقفاص مزودة ببطاريات مساحتها لاتزيد على متر مربع ولا يتم تحريكها إلا مرتين فقط، مرة عند الفطام، والثانية في اليوم الذي تقتل فيه.
وأكد الرئيس السابق لجمعية تجارة الفراء البريطانية مايك موزر، والذي يؤيد حملة «الميرور»: «عندما نسير عبر مزرعة الفراء، نحد الأقفاص ملاصقة لبعضها، بينما يلقى الطعام على أسطح هذه الأقفاص ويترك حتى يتساقط من خلالها»، مشيرا إلى أن أرضيات الأقفاص عبارة عن أسلاك شبكية تسمح بسقوط براز الحيوان منها والتي تتكدس وتترك للتتعفن ومن ثم تنتشر الطفيليات والذباب.
وقال: «لم يكن مفاجئا لي أن مثل هذه الظروف غير الصحية، كانت عاملا كبيرا في معدل انتشار الفيروس بين حيوانات المنك، حيث لم يعد الأمر يتعلق بالرفق بالحيوان، بل صارت صناعة الفراء مسؤولة عن التهديدات التي تحدق بصحة البشر».
في حين أكد البروفيسور فيم فان دير بويل، الخبير البيطري بجامعة فاجينينجين، أنه تبين وبأثر رجعي أن الفيروس يتحور في حيوانات المنك في إحدى المزارع الهولندية، ولكنه لم ينتشر إلى البشر.
بينما أكدت الصحيفة أن هولندا شنت عمليات إعدام واسعة النطاق للمنك بعدما ظهرت علامات، في عدد قليل من الحالات أن عددا من البشر أصيب بالفيروس من الحيوان (المنك)، لافتة إلى أن الولايات المتحدة، وإيطاليا وإسبانيا والسويد سجلت حالات كوفيد في المنك، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية.
ومن المقرر أن يقوم موظفون من إدراة الطب البيطري والغذاء الدانماركية بالعمل في إعدام الملايين من المنك.
بينما منعت المملكة المتحدة دخول جميع الأجانب غير المقيمين والذين يصلون من الدنمارك، بينما يجري عزل المواطن البريطاني لمدة 14 يوما، فضلا عن منع الشحنات البحرية والبرية من الدانمارك من عبور الحدود.