نظمت اللجنة الوطنية للكائنات الدقيقة وهي أحد التشكيلات العلمية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ورشة عمل لمناقشة أخر التطورات في مجال الكائنات الدقيقة والأمراض البيطرية وغيرهما، بحضور أكثر من 100 عالم وخبير عبر تطبيق زووم، وتم استعراض الأمراض المشتركة والقابلة للانتقال من الحيوان للإنسان والتي زاد الأهتمام بها مع ظهور وباء كورونا المستجد وما تبعه من تساؤلات حول إمكانية انتقال فيروس كوفيد ١٩ من خلال الحيوانات خاصة مع ازدياد ثقافة تربية الحيوانات الأليفة في البيوت بين أفراد المجتمع المصري.
أصبحت مشكلة الأمراض المشتركة تشكل تهديدًا عالميًا، وتتطلب إجراءات عاجلة للسيطرة عليها، وسط ما تعرض له المجتمع العالمي من انتشار فيروس الكورونا، سواءاَ عن طريق الأكل أو الملامسة أو الانتقال المباشر.
تعد الحيوانات مخزن للعدوى والتي تنقل أكثر من 200 مرض معدى، وهذه الأمراض تنتقل من الحيوان إلى الإنسان بطرق مختلفة، حيث تكمن خطورة هذه الأمراض في أنها تؤثر على الحالة الصحية للأفراد وتؤثر على الثروة الحيوانية والتي تعد أحد مصادر الغذاء للإنسان، ولقد زادت حدة وخطورة هذه الأمراض خلال جائحة كورونا فإن زيادة الطلب على الغذاء (وخاصة الحيواني المصدر) نتيجة للزيادة الرهيبة في معدلات النمو السكاني بدون زيادة مقابلة في الثروة الحيوانية وما أدى إلى زيادة لحركة نقل الحيوانات بين الدول وتغير أساليب الرعي وتربية الحيوانات، كما أدى قرب الحيوان من الإنسان وتلازمه معه في البيت مثل الحيوانات الأليفة تسبب له إصابات بدرجات متفاوتة وتنتقل بطرق مختلفة ويمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان.
وقامت أكاديمية البحث العلمي من خلال اللجنة الوطنية لعلوم الكائنات الدقيقة بتنظيم هذه الفاعلية والتي تأتي ضمن نشاطات اللجنة في عامها الثاني في دورة الانعقاد الحالية لدراسة وتسليط الضوء على هذه المشكلة التي تحتاج إلى تكاتف الجهود من كافة الأطراف للوصول إلى حلول فعالة ومستدامة، وانطلاقاً من دور الأكاديمية التي لا تألوا جهدا في هذا المجال من خلال قطاعتها المختلفة فافردت مجلساً نوعياً للثروة الحيوانية؛ لرسم سياسات وخرائط للطريق لحل المشكلات المستقبلية، بالإضافة للجان الوطنية لعلوم الكائنات الدقيقة المتعدة مثل اللجنة الوطنية لعلوم الكائنات الدقيقة والعلوم البيولوجية لتخدم هذا القطاع.