كان على عزت بيجوفيتش أول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك، بعد انتهاء حرب الإبادة التي شنَّها الصرب على مسلمى البوسنة، قاد على عزت بيجوفيتش شعب البوسنة في الدفاع عن استقلالها وقاد مقاومة عنيفة وشجاعة ضد الاجتياح الصربى للبوسنة والتى تعرض فيها المسلمون إلى الإبادة منها مذبحة سيربنتشا وغيرها من مذابح الإبادة التي تعرض لها البوسنيون.
أخبار متعلقة
وصمدت البوسنة تحت قيادته صمودًا سجَّله التاريخ، كما قاد عزت مفاوضات مضنية مع الغرب لأجل حقوق البوسنة، وكان الغرب يمارس الضغط عليه لتقديم تنازلات حتى انتهت مشكلة البوسنة فيما سُمِّى باتفاق دايتون، أما عن سيرة بيجوفيتش فقد وُلد في مدينة بوسانا كروبا البوسنية لأسرة عريقة في الإسلام حتى أن اسم عائلته يعود إلى الوجود التركى بالبوسنة، حيث كلمة (بيج) في اسم عائلته هو النطق المحلى للقب (بك) العثمانى، وعلى ذلك فإن لقبه (عزت بيجوفيتش) يعنى ابن عزت بك تعلم عزت في مدارس البوسنة وهى مدارس لا تهتم بتعليم العلوم الدينية، فعمل مع بعض زملائه في المدرسة على تكوين جمعية أو نادٍ يهتم بالأمور الدينية فأنشأ ناديًّا أطلق عليه (الشبان المسلمين) مع محمد خان نيج، وقاسم دوبراجا، اللذين كانا قد درسا بالأزهر بمصر، واتسع نشاط النادى وتطور ليشمل أنشطة خيرية واجتماعية وأنشأ قسمًا للفتيات المسلمات، وساهم النادى بدور كبير أثناء الحرب العالمية الثانية كإيواء اللاجئين ورعاية الأيتام، واتسع نطاق هذه الجماعة فضمت عددًا من طلاب البوسنة الذين درسوا بالأزهر الشريف، ما ساعد على إرساء فكر هذه الجماعة وتأصيل دعائمها تخرج عزت في كلية القانون، وعمل مستشارًا قانونيًّا طيلة ٢٥عامًا، وبسبب نشاطه وتوجهه الإسلامى تعرض للاضطهاد في الحقبة الشيوعية، حيث سُجن عدة مرات بعد استيلاء الشيوعيين على الحكم بتهمة قيادة اتجاه أصولى إسلامى في يوغسلافيا السابقة، وكان قد ألَّف كتاب (الإعلان الإسلامى) ١٩٧٠ والذى سُجن بسببه والذى دعا فيه إلى إقامة نظام إسلامى يتضمن وحدة الدين والقانون، ووحدة التربية والقوة، ووحدة المثل العليا والمصالح، ووحدة المجتمع الروحى والدولة .
وكانت المسيرة النضالية لعلى عزت بيجوفيتش قد انتهت بوصوله لسدة الرئاسة في جمهورية البوسنة والهرسك «زي النهارده» في ١٩ نوفمبر١٩٩٠ إلى ١٩٩٦، ولعلى عزت مؤلفات فكرية منها (الإعلان الإسلامى- الإسلام بين الشرق والغرب- الهروب إلى الحرية- مذكراتى) وقد توفى في ١٩ أكتوبر ٢٠٠٣ عن ٧٨ عامًا.
