دارت رحى معركة القادسية في العراق، وبدأت في السادس عشر من نوفمبر ٦٣٦، وانتهت بانتصار المسلمين على الفرس «زي النهارده» في ١٩ نوفمبر ٦٣٦.
ومثلت هذه المعركة فصلاً من فصول فتوحات المسلمين في بلاد فارس، وعلى إثر المعركة ألحقت العراق وفارس إلى الخلافة الإسلامية، وكان سعد بن أبى وقاص هو قائد المسلمين في هذه المعركة، وكان قائد الفرس هو رستم فرّخزاد، الذي قتل في نهاية المعركة، وكانت مقدمات هذه المعركة أن حشد «يزدجرد» جيشه لملاقاة المسلمين، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فاستنفر جيش المسلمين لنجدة أهل العراق، وأراد أن يخرج على رأس الجيش، وأشار عليه الصحابة أن يبعث على رأس الجيش رجلاً من أصحاب الرسول واقترحوا عليه سعد بن أبى وقاص، فولاه «عمر» الجيش، وتتابعت الإمدادات حتى صار مع سعد ستة وثلاثون ألفاً.
وجعل على الميمنة عبدالله بن المعتم وعلى الميسرة شرحبيل بن السمط الكندى وجعل خليفته، إذا استشهد، خالد بن عرفطة، وجعل داعيتهم سلمان الفارسى، ووصل رستم للقادسية ومعه سبعون فيلاً وعبر الفرس النهر في الصباح، ونظموا جيشهم، ونظم سعد جيشه وحثهم على السمع والطاعة لنائبه خالد بن عرفطة، لأن «سعد» أصابته دمامل في جسده فكان ينام على وجهه وفى صدره وسادة، ويقود المعركة من فوق قصره، وبعد صلاة الظهر كبر «سعد» التكبيرة الأولى فاستعدوا وكبر الثانية فلبسوا عدتهم، وكبر الثالثة فنشط الفرسان، وكبر الرابعة فزحف الجيش وبدأ القتال، وأمكن للمسلمين التغلب على الفيلة التي استخدمها الفرس، ودارت رحى المعركة على مدى ثلاثة أيام، وانتهت بانتصار المسلمين.