قالت مصادر إنه لم يصدر بعد عن فريق القيادة الجديد الذي شكله الرئيس دونالد ترامب في وزارة الدفاع ما يشير إلى انسحاب وشيك للقوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان، ما يعزز التكهنات بين المسؤولين الأمريكيين والحلفاء بأن ترامب قد يكتفي بتخفيض جزئي للقوات قبل أن يترك منصبه.
وقال مسؤول أمريكي، مشترطا عدم ذكر اسمه، إن القوات تنتظر تلقي أوامر رسمية خلال الأيام المقبلة بتخفيض أعدادها من 4500 جندي في أفغانستان حاليا إلى نحو 2500 جندي أوائل العام المقبل.
كما أشار مسؤول في حلف شمال الأطلسي أيضا إلى تكهنات بخفض عدد القوات بما يتراوح بين 1500 و2000 جندي.
وأقال ترامب وزير الدفاع مارك إسبر وعين مسؤولين كبارا آخرين في الوزارة الأسبوع الماضي لانزعاجه منذ فترة طويلة من أن وزارة الدفاع لا تتعامل مع أولوياته بالسرعة اللازمة.
وكان من بين تلك الأولويات إعادة كل القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول عيد الميلاد القادم، وهو هدف طموح رحب به المعارضون لأطول حرب خاضتها البلاد، إذ أرسلت الولايات المتحدة أول قوات إلى أفغانستان قبل 19 عاما.
لكن منتقدين لترامب حذروا من أن سحب القوات بالكامل قد يكون خطوة متهورة بالنظر إلى استمرار أعمال العنف التي تقوم بها الجماعات المتشددة في أفغانستان.
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية لرويترز إن أفغانستان كانت قضية بارزة في سلسلة من المكالمات الهاتفية التمهيدية التي قام بها وزير الدفاع بالإنابة كريستوفر ميلر، الذي حل محل إسبر، مع وزراء دفاع وقادة عسكريين لدى حلفاء الولايات المتحدة.
إلا أن المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، قال إن ترامب لن يدفع نحو انسحاب للقوات الأمريكية بشكل أسرع مما تسمح به الظروف على الأرض.
ويحذر المسؤولون الأمريكيون والأفغان من مستويات تثير القلق من العنف من قبل متمردي طالبان واستمرار صلات طالبان بتنظيم القاعدة.
وكانت تلك الصلات هي التي أشعلت شرارة التدخل العسكري الأمريكي عام 2001 في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول التي شنها تنظيم القاعدة. ولقي الآلاف من جنود القوات الأمريكية والحلفاء حتفهم في المعارك في أفغانستان منذ ذلك الحين.
وكان بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين قد حذروا ترامب في أحاديث خاصة من سحب جميع القوات في هذه المرحلة، استنادا إلى الأولويات الأمريكية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان. وأعربوا عن رغبتهم في الإبقاء على أعداد القوات الأمريكية هناك عند نحو 4500 جندي في الوقت الراهن.
وقال المسؤول الرفيع بوزارة الدفاع إن الرئيس «تصرف بطريقة مناسبة فيما يخص الأمر»، ولم يطلب تنفيذ الانسحاب بين عشية وضحاها.
ولم يرد البيت الأبيض بشكل فوري على طلبات للتعليق.