جدد الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، دونالد ترامب، زعمه بأنه فاز فى الانتخابات الرئاسية، التى أجريت فى 3 نوفمبر الجارى، فى مواجهة خصمه الدديمقراطى، جو بايدن،ووصف ترامب الانتخابات بأنها الأكثر تزويراً فى التاريخ، فى تحد جديد يهدد بإطالة أزمة الانتخابات الرئاسية ويؤخر عملية نقل السلطة لبايدن وفريقه الديمقراطى، وذلك رغم تأكيد كل وسائل الإعلام الأمريكية أن بايدن سيكون الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.
وأعلن ترمب على «تويتر»، أمس، فوزه بانتخابات الرئاسة، فيما أضاف موقع «تويتر»، تنويهاً يشير لعدم صحة تلك الادعاءات، بحسب المصادر الرسمية، وفى تغريدة أخرى، قال ترامب إنه سيرفع قريبا دعاوى قضائية «كبيرة» تطعن فى نتائج الانتخابات الرئاسية، رغم خسارة حملته العديد من المعارك القضائية للطعن على النتائج، فى 6 ولايات متأرجحة مثل بنسلفانيا وميتشجان وأريزونا، ولم يحدد ترامب ما إذا كانت حملته سترفع دعاوى جديدة، لكنه قال: «ستُرفع قريبا قضايانا الكبيرة التى تُظهر عدم دستورية انتخابات 2020 والغضب من أمور حدثت لتغيير النتيجة».
وخلال اليومين الماضيين، خيمت حالة من التضارب على تغريدات ترامب، فبعد أن بدا وأنه اعترف، أمس الأول، للمرة الأولى بفوز بايدن، نتيجة تزوير الانتخابات، عاد وقال إنه لم يسلم «بأى شىء»، وكرر اتهاماته بتزوير التصويت على نطاق واسع، ثم كتب: «لقد فاز فقط فى نظر وسائل الإعلام التى تنقل أخبارا كاذبة، أنا لا أسلم بأى شىء! أمامنا طريق طويل لنقطعه، الانتخابات زُورت»، وأضاف أن «اليسار المتطرف، هيمن على الانتخابات، عبر شركاته سيئة السمعة، والأجهزة الفاسدة، إضافة إلى وسائل الإعلام الكاذبة أو الصامتة»، وقال رودى جوليانى، محامى ترامب، المكلف بمتابعة قاضى الطعون على نتيجة الانتخابات، إن إعلان الرئيس الأمريكى على «تويتر»، بأن منافسه بايدن فاز، مجرد إعلان ساخر.
ومنذ أيام، أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية أن بايدن فاز فى الولايات الحاسمة التى فاز بها ترامب فى انتخابات عام 2016، وأن بايدن حصد 306 مقاعد من مقاعد المجمع الانتخابى الـ538، مقابل 232 لترامب، كما تفوق بايدن فى التصويت الشعبى بأكثر من 5.5 مليون صوت أو 3.6%، ويأتى ذلك ذلك قبل أيام من اجتماع المندوبين الكبار فى ولاياتهم، والمقرر يوم 14 ديسمبر المقبل، للتصويت على الرئيس الفائز فى الانتخابات.
وفى الوقت نفسه، تزايد عدد القادة والمسؤولين الجمهوريين الذين طالبوا ترامب بالإقرار بالهزيمة، وحثّ زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الجمهوريين على إعلان الهزيمة، وقال: «استغرق الجمهوريون وقتاً طويلاً وهم يقولون إن الانتخابات ليست شرعية، نحن نعلم أنها شرعية»، وأوضح: «أيها الجمهوريون لقد فاز بايدن وترامب خسر، اعملوا معنا لتمرير حزمة المساعدات التى يحتاجها الأمريكيون بشدة، وحان الوقت للمضى قدماً، الانتخابات انتهت ولا يوجد تزوير، هناك 6 ولايات متأرجحة تحولت لصالح بايدن بفروقات واسعة، ولا توجد محكمة تستطيع تحويل نتيجة هذه الانتخابات، وبايدن سينصب رئيسا لأمريكا». وأكد مايك ديواين، حاكم ولاية أوهايو: «من الواضح أن بايدن هو الرئيس المنتخب، ومن المهم أن يبدأ الانتقال الطبيعى للسلطة»، وقال آسا هاتشينسون، حاكم ولاية أركنساس: «من المهم جدا أن يتمكن بايدن من الوصول للتقارير الاستخباراتية للتأكد من استعداده، وخلال أوقات الانتقال تتاح الفرصة لأعدائنا للاستفادة، ونريد التأكد من وجود انتقال سلس للسلطة»، وقال جيمس لانكفورد، عضو مجلس الشيوخ عن أوكلاهوما، إن «الوصول إلى التقارير الاستخباراتية اليومية الرئاسية أحد حقوق المرشح الرئاسى بعد فوزه، ويجب أن يتلقاها بايدن».
وفى المعسكر الديمقراطى، قال رون كلين، الذى عينه بايدن لمنصب كبير موظفى البيت الأبيض فى إدارته المقبلة: إن «ما يكتبه ترامب على (تويتر)، لا يحدد ما إذا كان بايدن رئيسا، الشعب الأمريكى فعل ذلك»، وأضاف أن الانتقال السريع للسلطة ضرورى لضمان استعداد الحكومة لتنفيذ برنامج محتمل للتحصين من كورونا، مطلع العام المقبل، ودعا كبار مستشارى بايدن إلى اتخاذ إجراء عاجل للتصدى لكورونا وحذروا من أن تأخير ترامب فى نقل السلطة قد يعرض مكافحة الفيروس للخطر، بما فى ذلك خطط توزيع اللقاح، وطالب المستشارون من الكونجرس الموافقة فورا على حزمة مساعدات مالية قبل تنصيب بايدن المقرر فى 20 يناير المقبل، ولكن مع استمرار ترامب فى عدم الاعتراف بالهزيمة، فإن بايدن وفريقه ممنوعون من التواصل مع الجهات الحكومية أو الحصول على التمويل اللازم عادة للإدارة القادمة لضمان انتقال سلس للسلطة.
وقال الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، لهيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» إن الولايات المتحدة منقسمة بشكل أكثر حدة مقارنة بما كانت عليه قبل 4 سنوات، عندما فاز ترامب، وإنها تواجه مهمة ضخمة فى تغيير اتجاه ثقافة نظريات المؤامرة الجنونية التى أدت إلى تفاقم الانقسامات، وأضاف أن فوز بايدن مجرد بداية لإصلاح تلك الانقسامات، وانتقد أوباما، الجمهوريين لدعمهم مزاعم ترامب الخاطئة عن تزوير الانتخابات، موضحًا أن تلك المزاعم تعرض الديمقراطية للخطر، مشيرًا إلى أن الرئاسة وظيفة مؤقتة، وعندما يحين وقت الرحيل فإن الوظيفة تحتم وضع مصلحة البلد فى المقام الأول، ووجه أوباما نصيحة لـ«ترامب» قائلاً: «إذا كنت تريد أن يتذكرك الجميع كشخص وضع أمريكا فى المقام الأول، فيجب أن تتصرف على هذا النحو».