x

«الجائحة» أجبرت «نعمة» على العودة للعمل بمصانع الملابس بعد توقف 15 سنة

السبت 14-11-2020 18:52 | كتب: سحر المليجي, ولاء نبيل |
نعمة أثناء عملها فى المصنع نعمة أثناء عملها فى المصنع تصوير : إسلام فاروق

لصناعة الملابس في مصر مشوار طويل، فهى صناعة كثيفة العمالة، حيث تمتلك مصر 1200 مصنعا يعمل بشكل رسمي، تضم 500 الف عامل وعاملة، إلا انه في واقع الأمر فإن هناك الاف المصانع الصغيرة «بير السلم»، والتى تعمل بعيدا عن الاجراءات القانونية والقواعد الحكومية.

في شبرا، حقق احد الشباب حلمه، بعد سنوات طويلة من العمل وجنى المال وادخاره، لا لانفاقه، بل لعمل مشروع له واسرته، وتحقيق رفاهية لاولاده حرم منها، اطلق ابو فارس، مصنعه الخاص بصناعة الملابس الجاهزة.

«10 ماكينات خياطة، هم كل ثروة المصنع، الموجود في دور أرضي بإحدى البنايات، في حى شبرا الشعبي، تعتمد في تشغيلها على الفتيات والسيدات» مشهد مبهج لقصة كفاح ناجحة، لكنها تحمل وجها آخر مرير، زاد من سوءه جائحة كورونا، فصاحب المصنع ليس لديه رفاهية خسارة ماله، وليس لديه القدرة للعمل في النور والحصول على تراخيص بالعمل، وبالتالى فلا تحصل العاملات لديه على تأمين اجتماعى أو صحي، كما انهن لا تمتلكن رفاهية الحصول على «يومية» بدون عمل،أو حتى تخفيف ساعات العمل.

«نعمة حمدى»، رحلتها في العمل بمصانع الملابس تجددت مع كورونا، وبعد سنوات طويلة من كونها ربة اسرة ترعى اطفالها، حيث كانت تعمل في احدى مصانع الملابس منذ اكثر من 15 عاما، عندما كانت فتاة صغيرة، تدخر من اجل «تجهيز متطلبات زفافها»، لكنها الآن عادت إلى العمل بسبب كورونا.

تقول نعمة، بعد انتشار كورونا، قام المصنع الذي يعمل به زوجى بتخفيض اعداد العمالة، ثم تخفيض الرواتب، ومعه اضطررت للنزول إلى العمل «»بصراحة كان لازم أرجع اشتغل، الحياة بقت صعبة، وكان لازم أدور على شغل قريب من البيت علشان أقدر بردوا أراعى الأولاد«.

وتضيف: العمل في مصنع قريب لبيتى، هو فرصة، لأننى قريبة لأولادى، كما أننى لن انفق من «اليومية» في مصروفات الانتقال وتضيف، يومى يبدا من السادسة صباحا، حيث اقوم بتحضير وجبة الأفطار لاولادى، ثم اتوجه للمصنع، والذى اعمل فيه من الثامنة صباحا وحتى الخامسة عصرا، لأبدأ مهامى تجاه اسرتى، في تحضير الغداء وتنظيف المنزل، ومتابعة مذاكرة الاولاد، لينتهى يومى في الساعة ال12 صباحا.

«كورونا» بالنسبة لنعمة، لم يكن وباءا، وانما «فوضي»، فمرتب زوجى أصبح ضعيف جدا، ونفقات الأسرة زادت جدا، فالمكوث في المنزل طوال اليوم، زاد من استهلاك الغاز والكهرباء، واصبح هناك ضرورة من الانترنت لعمل الابحاث الدراسية، وزاد معه الخلافات الاسرية، لذا اضطررت للنزول والعمل.
«الكمامة والمطهر»، ليست حلال للقضاء على الفيروس من وجهة نظر نعمة، فالأهم هو غسل الأيدى وتعليم الأطفال عدم المصافحة، هذا هو الدرس الذي تعلمه نعمه لأبنائها، والحقيقة انها تفعل ذلك لأنها تمتلك ثمن الصابون بينما لا تستطيع شراء كمامات يومية وكحول ومطهرات.

أما عن نفسها وعملها تقول«لا ارتدى الكمامة إلا في حالة استلام اقمشة مستوردة، أو عند الذهاب للدكتور»مؤكدة ان حمايتها وزملائها في نطاق العمل قائمة على الضمير والود بينهم، فالعاملة التي تشعر بأى أعراض برد أو تعب، تعزل نفسها في المنزل، وتُبلغ صاحب العمل، حتى لا تكون مجال لعدوى زملائها.
أمنيات كثيرة تحلم بها «نعمة» أهما الستر في ظل تلك المخاوف، فأسرتها لن تتحمل أي أعباء في حال إصابة أحدهم لا قدر الله، خاصة أنها تضطر للنزول للعمل، حتى وإن كان الخطر لا يزال قائماً.

ومن جانبه أكد محمد عبدالسلام رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة بإتحاد الصناعات أن القوة النسائية العاملة في قطاع الملابس تمثل 70% من طاقته، وعلمياً هن الأنسب، لأنه ثبت أن الأصابع الرفيعة تساعد في دخول الأقمشة أسفل الماكينات بشكل ايسر وأسهل من الأصابع الكبيرة.

وأضاف: الإلتحاق بمجال صناعة الملابس الجاهزة أمر غاية في السهولة، فهو لا يتطلب مهارات بعينها، ولا يشترط مؤهل دراسى، فقط بعض الدورات التدريبة للعمل على مختلف الماكينانت، وهو ما جعل الغالبية العظمى من العمال به سيدات وفتيات.

وقال:«أغلبهن يلتحقن بالعمل من أجل توفير مصدر رزق لتجهيز العرائيس منهن، أو أن تكون ربة منزل وترغب في تحسين دخل اسرتها، وهن أكثر إلتزماً في العمل، من حيث المواعيد والإنتاجية.

وتابع: ثأثر القطاع كغيره مع حلول أزمة كرونا :«40% من المصانع قفلت، والباقى كان يعمل بإنتاجية تصل لـ50 %، وهناك مصانع كانت أكثر مرونة، اتجهت لتصنيع الكمامات، وآخرى كانت تغلق بشكل جزئى، لمدة 15 يوم بعد ظهور حالات اشتباه فيها، لذلك من مصلحة تلك المصانع الإلتزام بالإجراءات الاحترازية، بالتطهير والتباعد، لتفادى الغلق، الذي يعد كارثة بالنسبة لهم».

ونفى وجود مخاوف من الأقمشة المستوردة في ظل إنتشار العدوى، لأن الأقمشة تظل في الجمارك قرابة 10 أيام، وهى المدة التي يموت خلالها الفيروس إن كان متواجد على أي من الأسطح.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية