فى غابة كبيرة جدًا، وبعيدة بعيدة، كان فيه حيوانات كتييرة، وبحيرة جميلة، وكانت الحيوانات بتحب دايمًا تستريح جنب البحيرة، وتقضِّى وقت جميل مع بعض، منهم اللى يحب ينام، ومنهم اللى يحب يلعب مع الحيوانات الصغيرة، ومنهم اللى ينزل يعوم فى البحيرة، وفى آخر اليوم كله يروَّح ينام.
وفى يوم من الأيام، والحيوانات متجمَّعة عند البحيرة، كانت النعامة بتلعب مع أولادها، جه الحمار وقال: أنا عايز انام، وانتم عاملين دوشة جامدة هنا، روحوا شوفوا مكان تانى العبوا فيه. ردّت النعامة: بس ده أحلى مكان فى الغابة، وكلنا بنحب نلعب هنا، وانت عارف كده، وتانى يوم راحت النعامة لقيت الحمار كاتب لوحة كبيرة هى «ممنوع دخول صغار الحيوانات». زعلت النعامة جدًا، وراحت للحمار، وقالت له: إنت مش من حقك تمنعنى ألعب فى المكان ده؟ قالّها: أنا شايف انك تشوفى مكان تانى، قالت له: بس الولاد بتحب تلعب هنا، والبحيرة بتاعتنا كلنا، وماينفعش تقرر القرار ده لوحدك!
فضل الحوار يزيد، وكل واحد مصمم على رأيه، لحد ما راحوا للأسد عشان يحكم بينهم، قال الأسد إن الغابة مِلْك الجميع، رد الحمار: بس البحيرة مافيش غيرها فى الغابة، وبنحب نستريح فيها، لكن هُمّه ممكن يلعبوا فى أى مكان تانى، الغابة واسعة. رد وقال: كلام صحيح، فردّت النعامة: بس ده ظلم كبير، والأطفال ذنبهم إيه؟! حقهم هما كمان يستمتعوا بالبحيرة ويلعبوا فيها. قال الأسد: برضه كلامك صحيح، كل واحد وجهة نظره تُحترم، بس خلُّونا نشوف رأى الأغلبية من الحيوانات إيه لأن دى حاجة تخصهم كلهم، وزأر الأسد، وجمّع كل الحيوانات، وعرض عليهم المشكلة، وسمع ليهم كلهم، منهم اللى وافق الحمار، ومنهم اللى وافق النعامة، وزادت الحيرة أكتر لحد ما اقترح النسر، وقال: طب احنا ممكن نعمل وقت مخصص للأطفال، وبكده نحل المشكلة.
عجبت الفكرة الجميع، وقالت النعامة: أهو ده التفكير السليم، وبكده أولادى هيكونوا مبسوطين، وهيقابلوا أصحابهم فى نفس المعاد، وكله يلعب مع بعضه وهو مبسوط، وقال الأسد إن رأى النسر صحيح، وخلص النقاش، وكل واحد مبسوط ومرتاح، وكل ده لحكمة الأسد، اللى أخد جميع الآراء.