مواصفات العشق والهوى تختلف من إنسان إلى آخر، فهكذا خلقنا البارى عز وجل. فهناك من يعشق الجمال الساحر الخلاب. أما كثيرون فيرون أن المواقف التى نمر بها تكشف لنا المعادن، وحينها سوف يقع اختيارنا على من نعشق فيها مواصفات معينة، كالطيبة والحنان والخلق الحسن والصبر أو الشجاعة وقوة الإرادة. وهناك من يعشق المرح والمفعم بحب الحياة ودائما يشعر بالسعادة، ولا يهتم بهموم الدنيا ضاربا كل مشاكلها عرض الحائط، وهذه الصفة بات نادرا من يمتلكونها. باعتقادى أننى من شريحة نادرة، فلقد طرق الحب «بابى» بسبب إنسانة «لحزنى الشديد» عليها للغاية. فلقد أضاعت سنوات عمرها وهى تهتم بأمها المريضة، منذ أن كانت فى منتصف دراستها المدرسية، وبعد أن توفيت والدتها عاشت سنوات صعبة مستسلمة لألم الفراق، وابتعدت عن الأضواء لسنوات طويلة. وحتى عند عودتها كانت خجولة ومتواضعة.
هى رائعة بكل المقاييس، والحزن أضاف لها جاذبية، لم أجدها كمثيلاتها ممن تفرش لهن السجادة الحمراء، وتؤخذ لهن الصور على يد أمهر المصورين. نعم وبكل تأكيد هناك فروقات بينى وبينها، لكن الحب والمودة والاحترام قادر على تحطيم كل شىء.
حسين على غالب- كاتب وأديب عراقى مقيم فى بريطانيا