x

محمد كمال هل ستفرق معنا؟ محمد كمال الإثنين 02-11-2020 00:48


يذهب الناخبون الأمريكيون غدا (الثلاثاء) للتصويت فى الانتخابات الرئاسية التى يصفها البعض بالتاريخية، المفاجآت واردة، وصعوبة التنبؤ بالنتيجة لها أسباب كثيرة، منها استطلاع للرأى العام أجرته مؤسسة جالوب الشهيرة منذ عدة أيام لعينة من الناخبين المسجلين، وسألتهم عما إذا كانوا أفضل حالًا مما كانوا عليه قبل أربع سنوات (بداية فترة ترامب)، وكانت المفاجأة أن ٥٦٪، أجابوا بنعم، ولكن فى استطلاع آخر عندما تم سؤال الناخبين عما إذا كانت البلاد أفضل حالًا مما كانت عليه قبل أربع سنوات، قال ٣٩٪، فقط نعم. ومن ثم تبقى المعضلة هى هل سيصوت الناخبون وفقا لظروفهم الخاصة التى يرون أنها تحسنت، أم وفقا لما يرونه من أن بلدهم قد ساءت أحواله بشكل عام.

بمناسبة التصويت تمتلئ وسائل الإعلام الأمريكية هذه الأيام بالمقارنات بين المرشحين ترامب وبايدن، ودرجة التباين والاتفاق بينهما، وما سيحدثه ذلك من فرق فى حياة الأمريكيين.

السؤال وارد بالنسبة لنا أيضا كعرب ومصريين، أى هل سيفرق معنا وصول أى منهما للبيت الأبيض.

البعض سيطرح الإجابات الجاهزة دائما، وهى أن كلاهما ضدنا، وأن أمريكا تحكمها مؤسسات وليس أفرادا، وبالتالى لن يكون هناك تغيير إذا جاء هذا أو ذاك. والواقع أن هذه الإجابات غير دقيقة. صحيح أن أمريكا تديرها مؤسسات، ولكن الرئيس الأمريكى له سلطات ضخمة داخلها، وهو الذى يقود الدفة، ويحركها يمينا أو يسارا، أما موضوع أن الكل ضدنا فهو أيضا نسبى.

باختصار هناك أمور لا فرق بينهما فيها، ومنها على سبيل المثال أن كليهما لا يعطى أولوية لمنطقة الشرق الأوسط، ويرى أن أهميتها الاستراتيجية قد انخفضت، ولا يرغب فى التورط العميق بشؤونها، وبالرغم من حديث بايدن عن عودة القيادة الأمريكية للعالم، وعودة الشراكة مع الحلفاء، فلا أعتقد أن ذلك سوف ينطبق كثيرا على العالم العربى.

وبالتأكيد فإن وصول بايدن للبيت الأبيض يعنى سقوط ما يعرف بصفقة القرن، ولكن لا يعنى ذلك أن إدارته سوف تطرح بديلا لها لتحريك عملية السلام، فهذا الملف ليس من أولوياتها، أى سيستمر قطار التطبيع دون حل للقضية، وبالتالى لن يختلف الأمر عما وصلنا له فى ظل ترامب. أما بالنسبة لإيران، يؤيد بايدن العودة للاتفاق النووى معها، والذى انسحب منه ترامب، وإعادة تأهيل إيران إقليميا ودوليا، وسيترك ذلك بالتأكيد تأثيره على المنطقة، أما ترامب فسيستمر فى سياسة الضغط، ولكن لا أستبعد وصوله لصفقة مع إيران، كثيرا ما تحدث عنها، وفى حالة فشل الرهان الإيرانى على انتخاب بايدن، فقد تغير موقفها الرافض للتعاون مع ترامب، وتدخل فى صفقة معه تجنبا للمزيد من العقوبات، أى سيكون هناك اتفاق أمريكى مع إيران، بغض النظر عن الفائز فى الانتخابات.

بالنسبة لمصر، فقد عبر ترامب عن تفهمه للكثير من المواقف المصرية، وكان آخرها ما ذكره بشأن سد النهضة، سياسات بايدن سوف تكون بالتأكيد أقل تفهما، وقد يعود قدر من الصخب إلى العلاقة بين البلدين، يشارك فيه البيت الأبيض، وسيكون بالأساس ضجيجا كثيرا وطحنا قليلا، ولكن ضعف الاهتمام بالشرق الأوسط سينعكس على درجة الاهتمام بالعلاقات الثنائية مع مصر. ومع ذلك فإن مستقبل العلاقة بين البلدين يظل فى يد القاهرة، وليس فقط من سيسكن البيت الأبيض.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية