في أقل من اسبوعين تشهد فرنسا هجومين إرهابيين، بعد مقتل ثلاث اشخاص اليوم أمام كنيسة نوتردام بمدينة نيس الفرنسية، سبق ذلك بأسبوعين حادث قطع رأس معلم فرنسي على يد إرهابي، بعد عرضه رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد.
هذا النوع من الحوادث ليس غريباً في الساحة الفرنسية، فقد شهدت البلاد هجمات إرهابية متكررة طوال الخمس سنوات الماضية، وفيما يلي نستعرض أبرزها.
هجمات عام 2015
وفي مطلع 2015، بالتحديد شهر يناير، شهد فرنسا حادث مروع، حين أطلق مسلحان إسلاميان النار على اجتماعاً لهيئة التحرير مجلة «شارلي إبدو» الاسبوعية، ما أسفر عن مقتل12 شخصا، بينهم ثمانية من طاقم المجلة الساخرة، تلي ذلك احتجاز مسلح لرهائن في متجر سوبرماركت وقتله لشرطي، قبل أن ترديه الشرطة قتيلا بالرصاص. وتبنت داعش تلك الهجمات.
الهجوم الإرهابي الأعنف طوال السنوات الماضية حدث في نوفمبر من العام نفسه، حين شهدت مدينة باريس عدة هجمات متزامنة، أسفرت عن مقتل 130 شخص، وإصابة 369 اخرون، في حادث هو الأعنف ليس في فرنسا بل في أوروبا طوال السنوات الماضية، وبدأت الهجمات بتفجير 3 إرهابيين ملعب في فرنسا ثم إطلاق نار في مقاهٍ ومطاعم وإطلاق رصاص على الفرنسيين في مسرح باتكلان، وتبنت داعش الهجوم.
هجمات عام 2016
وفي 14 يونيو 2016، كان فرنسا على موعد مع حادث إرهابي جديد حين طعن فرنسي من أصل مغربي أحد شرطياً خارج بيته في إحدى ضواحي باريس ويقتل رفيقته التي تعمل أيضا في الشرطة، وقال المهاجم لرجال الشرطة الذين تفاوضوا معه أثناء حصاره إنه استجاب لنداء من تنظيم الدولة الإسلامية.
هجمات إرهابية أخرى لكن تلك المرة تشهدها مدينة نيس، وفي ذكرى الثورة الفرنسية 14 يوليو، حين شهدت البلاد حادث دهس راح ضحيته 86 شخصا وإصابة 458 آخرين، نفذه التونسي محمد لحويج بوهلال، وتبنى تنظيم «داعش» العملية، وتعد تلك الحادثة هي الأعنف في تلك المدينة.
حادث أخر مروح شهدته البلاد لكن تلك المرة في مدينة «روان» شمال البلاد، في اغسطس من نفس العام، حين قطع إرهابيان رأس قس فرنسي يدعى «جاك هامل»- 85 عاما- عند كنيسته، ورئيس فرنسا آنذاك «فرانسوا أولاند» يقول إن المهاجمين سبق أن بايعا تنظيم الدولة الإسلامية.
هجمات عام 2017
عودة لباريس من جديد وبالتحديد في شارع الشانزليزيه قرب متحف اللوفر، ففي شهر فبراير 2017، أصيب جندي فرنسي بجروح خطيرة أمام متحف اللوفر خلال حادث طعن من قبل إرهابي بسكين، وأعلنت السلطات الفرنسية أن الحادث إرهابي وأن منفذ الهجوم الذي تم توقيفه كان يحاول اقتحام المتحف.
حادث أخر يشهده شارع الشانزليزيه في 20 أبريل من نفس العام، بعد مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين، نتيجة إطلاق نار.
هجمات عام 2018
وشهدت بلدة «كاركاسون» بمدينة «تريب» جنوب غربي فرنسا، في شهر مارس 2018، قيام إرهابي مسلح بقتل ثلاثة أشخاص بعد احتجاز سيارة وإطلاق النار على الشرطة واحتجاز رهائن في متجر سوبر ماركت وهو يردد «الله أكبر»، وقامت الشرطة بتصفية الإرهابي، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي الحادث
في 15 مايو، قام أحد النزلاء بسجن «فلوري ميروجي» (قرب باريس) بطعن أحد حراس السجن وإصابته، وأعلنت إدارة السجن أن المتهم تم تطرفه داخل السجن.
وفي يونيو، شهدت مدينة «سين-سور-مير»، جنوب شرق فرنسا، حادث طعن بعد أن قامت امرأة تحمل آلة حادة بإصابة اثنين في مركز تجاري، وأعلنت السلطات آنذاك أن دوافع الحادث إرهابية.
وفي شهر 12 مايو، بحي الاوبرا بباريس، هاجم شاب مدنيين ورجل شرطة، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابي الحادث.
وفي ختام العام، وفي شهر ديسمبر، شهدت مدينة «ستراسبورج» الفرنسية عمل إرهابيا، حيث أطلق مسلح النار على مارة وسط المدينة في سوق لعيد الميلاد، وأسفر الحادث عن سقوط 4 قتلى و12 مصابا، قبل أن يلوذ القاتل بالفرار.
هجمات عام 2019
ورغم إعلان القضاء على داعش في 2019 إلا أن الهجمات الإرهابية ما تزال متواصلة في أرجاء فرنسا، في مطلع اكتوبر، شهد مقر شرطة العاصمة الفرنسية باريس حادثة طعن من أحد العاملين بالمكان، ويدعى ميكايل هاربون، خبير الكمبيوتر -45 عاما- مما ادى لمقتل أربع اشخاص، قبل ان ترديه قتيلا، وأعلنت الشرطة وقتها أن المنفذ اعتنق الإسلام، قبل 10 سنوات وله ميول متطرفة.
هجمات عام 2020
وفي يناير من العام الحالي، حدث هجوم في حديقة جنوب باريس، حين قال الشاب «ناتان سي» -22 عام-، بطعن رجلاً كان يسير مع زوجته وجرح شخصين اخرين، وتبين فيما بعد أن ناتان أعتنق الإسلام.
وفي إبريل من العام الحالي، شهدت بلدة «رومان سور إيزير» بجنوب شرق فرنسا، حادث هجوم قتل على إثره شخصين، وتبين أن المنفذ لاجئ سوداني – 33 عام- وتبين من التحقيقات أن الجريمة لها علاقة بمشروع إرهابي
وفي الشهر الماضي -سبتمبر- قام رجل يحمل ساطور بمهاجمه شخصين ويصيبهما بجروح خطيرة أمام المقر السابق لـ “تشارلي إيبدو«، وذلك بعد ثلاثة أسابيع على بدء جلسات محاكمة منفذي هجوم عام 2015.
يذكر أن مجلة تشارلي إيبدو كانت تعرض رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد، الأمر الذي يعتبره العديد من المسلمين إساءه للإسلام، بينما يراه أخرون أنه جزء من حرية التعبير عن الرأي هكذا يرى المعلم الفرنسي صامويل باتي- 47 عام- الذي كان ضحية هجوم إرهابي الشهر الحالي.
حين قام لاجئ روسي من أصل شيشاني- 18 عاما-، بقطع رأسه قرب مدرسة في منطقة «كونفلان سانت -أونورين»، في الضاحية الغربية لباريس، بعد عرضه صور مسيئة للنبي محمد في المدرسة أثناء حديثه عن حرية التعبير.
أخر الهجمات الإرهابية كان اليوم، في مدينة نيس، حين قام شاب يدعى إبراهيم بقطع رأس امرأة وقتل أتنين أخرين، في هجوم عند كنيسة بمدينة نيس الفرنسية، مرددا عبارة «الله أكبر»، بحسب ما أفادت مصادر أمنية فرنسية.