x

مسلمو فرنسا بين القمع الأمني والتطرف الديني وسط تصاعد موجة الغضب ضد ماكرون

انتقادات للمداهمات البوليسية للمنظمات والأفراد ..وانتشار الاحتجاجات ودعوات" المقاطعة "
الثلاثاء 27-10-2020 20:14 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
تصوير : آخرون

انتشر رد الفعل الغاضب إزاء إصرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، هو أمر أساسي لحرية التعبير، حيث لاقت هذه التصريحات احتجاجات دولية غاضبة وهجمات سيبرانية عبر الإنترنت ضد المواقع الإلكترونية الفرنسية، وتحذيرات تفيد بأن رد الرئيس غير حكيم، في حين يشعر المسلمون في فرنسا، وغيرها من الدول بالغضب، قائلين إنهم يواجهون إجراءات قمعية مشددة على مجتمعاتهم بعد مضى 11 يوما من مقتل المدرس الفرنسي صامويل باتي .

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها اليوم إن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، دافع عن الإجراءات البوليسية، مصرا على أن فرنسا تسعى إلى اقتلاع التطرف، حيث إنه أشرف على مداهمات ضد المنظمات الإسلامية والأفراد الأسبوع الماضي، وانتقد محال السوبر ماركت التي تخصص أقساما منفصلة لبيع اللحم الحلال للمسلمين والكوشير لليهود .

ونقل التقرير عن دارمانان قوله لصحيفة ليبراسيون الفرنسية: نسعى إلى محاربة أيديولوجية وليس دينا، أعتقد أن الأغلبية الكبرى من المسلمين الفرنسيين يدركون جيدا أنهم أول المضارين من الانحراف الأيديولوجي للإسلام الراديكالي

ورصد تقرير الجارديان ردود الفعل بشأن تصريحات ماكرون التي أصر فيها على عدم إدانة الرسوم الكاريكاتورية .

وأشار إلى تقرير بثه التلفزيون الحكومي الإيراني ،والذي اتهم فيه مسؤول بالخارجية الإيرانية فرنسا بتغذية الكراهية ضد الإسلام تحت ستار حرية التعبير، لافتا في الوقت نفسه إلى قيام رابطة علماء الدين القوية في مدينة قم الإيرانية بحث الحكومة على إدانة تعليقات ماكرون ودعت الدول الإسلامية إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية على فرنسا، في حين وصفت إحدى الصحف الإيرانية المتشددة الرئيس الفرنسي بأنه شيطان ونشرت صورة مرسومة له كشيطان في كاريكاتير بالصفحة الأولى .

كما أشار التقرير إلى الموقف في السعودية، حيث نقلت وكالة الأنباء الحكومية هناك عن مسؤول بوزارة الخارجية لم تذكر اسمه قوله إن المملكة ترفض أي محاولة لربط الإسلام بالإرهاب، وأنها تدين الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي .

وفي بانجلاديش، شارك ما يقدر بـ40 ألف شخص في مظاهرة ضد فرنسا بالعاصمة داكا، وأحرقوا مجسما يمثل ماكرون ،داعين إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، ونظم المظاهرة حزب أندولان بنجلاديش أحد أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد .

وفي فرنسا، تواجه حكومة ماكرون انتقادات بسبب ردها على مقتل مدرس التاريخ باتي على يد عبدالله أنرزوف وهو شيشاني يعيش في فرنسا منذ السادسة من عمره، وذلك بعدما عرض المدرس في أحد الفصول الدراسية بالمدرسة العليا، سلسلة من الصور الكاريكاتورية، من بينها صورة للنبي محمد، وذلك أثناء درس عن حرية التعبير .

وقال التقرير إن الشرطة الفرنسية داهمت عشرات الجماعات الإسلامية المشتبه فيها والأفراد المتهمين بالتطرف، في حين أكد وزير الداخلية أن هذه الإجراءات مصرح بها من جانب القاضي، وأن الهدف منها هو إرسال رسالة، لافتا إلى أن عمليات التفتيش كشفت عن أسلحة ومقاطع فيديو لقطع الرؤوس .

كما أعلن دارمانان عن نيته حل منظمات إسلامية بارزة من بينها جميعة مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا، وبركة سيتي وهي منظمة للعمل الإنساني والتي نفذت مشروعات في توجو وجنوب شرق آسيا وباكستان، حيث أكد أن جميعة مكافحة الإسلاموفوبيا متورطة في مقتل المدرس .

ولفت تقرير الجارديان إلى أن تصريحات مصادر أمنية لوسائل إعلام فرنسية بعد مقتل باتي، بأن السلطات مستعدة لترحيل 213 أجنبيا مدرجين على قائمة المراقبة الحكومية باعتبارهم يعتنقون عقائد دينية متطرفة .

وذكر التقرير أن الدعوات انطلقت من عدة دول إسلامية لمقاطعة البضائع الفرنسية فضلا عن الاحتجاجات عبر العالم الإسلامي في الكويت وقطر والعراق وتركيا والإمارات وغزة، إلى جانب اختراق الهاكرز لعدد من المواقع الفرنسية، والتي وصفها مسؤولون فرنسيون بأنها جهاد سيبراني عبر الإنترنت والذي حدث بعد مهاجمة مقر صحيفة شارلي إيبدو في 2015 مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على أيدي إرهابيين إسلاميين .

كما أشار إلى دعوة منظمة كيج الإسلامية ومقرها في لندن، للحكومة الفرنسية بإنهاء حمت العداء ضد من ينفذون واجباتهم بشكل قانوني، حيث كتبت المنظمة في خطاب مفتوح أن وزير الداخلية أدلى باعتراف عام صدام بأنه تم مداهمة عشرات الأفراد ممن ليس لهم صلة بأي تحقيق جنائي، وذلك ببساطة كي يوصل رسالة إلى المسلمين في فرنسا، فهذا الزعم غير المألوف يؤكد أن الشرطة وغيرها من أذرع الحكومة جرى شحنها أمنيا كي تقوم بترهيب المواطنين المسملمين الأبرياء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية