لحظات مليئة بالرُعب، عاشتها 13 سيدة على متن طائرة تابعة للخطوط القطرية، أثناء توجهن من الدوحة إلى سيدني الأسترالية، مطلع أكتوبر الجاري.
بدأت القصة حين عثرت إدارة مطار حمد الدولي في الدوحة على طفل رضيع مُلقى داخل المرحاض، صرخات مُتكررة دون إجابة، الأمر الذي دفع السلطات القطرية بالمطار للبحث عن والدة الرضيع بين راكبات الطائرة من السيدات، متبّعين أسلوب «مُهين» معهن، حسب وصفهن، من خلال إجبارهن على التعري من أجل الفحص والتفتيش.
قالت سيدة ستينية تدعى «كيم ميلز» إنها تعرضت للإهانة، إذ فوجئت بتخصيص عربات إسعاف داخل المطار لإجراء الفحص على السيدات المتواجدات على متن الرحلة، كي يتم التأكد من خوض إحداهن عملية إنجاب مؤخرًا أم لا.
وأضافت، أنها انتظرت إقلاع الطائرة لمدة 3 ساعات، موضحة أنها كانت نائمة، قبل أن يوقظها أحدهم ويطلب منها مغادرة الطائرة، وطلب الشرطة القطرية في التحدث إليها، مما جعلها تشعر بالذعر، وبمجرد رؤية سيارة الإسعاف، توقعت أن الأمر قد يتعلق بفيروس كورونا المستجد، وفقًا لصحيفة «the guardian» البريطانية.
وأضافت «ميلز» التي لم تكن على علم بسبب إخراجهن من الطائرة قبل أن تُقلع ولماذا تم تحضير سيارة أسعاف، أنها سألت إحدى الراكبات بعد خروجها من سيارة الإسعاف باكية عما حدث بالداخل، لتخبرها بقصة العثور على الرضيع ومحاولة السلطات الوصول لوالدته التي تركته في المرحاض.
وأشارت السيدة الستينية إلى أنها الوحيدة التي لم تخضع للفحص، نظرًا لمرحلتها العمرية التي ليس من المنطقي أن تسمح لها بالإنجاب، موضحة أنها كادت أن تخضع للفحص، لكن حين رأها أحد الضباط رفض إدخالها سيارة الإسعاف وسمح لها بالانصراف.
وأكدت «ميلز» أنه بعد خضوع السيدات للفحص والاستجواب تم السماح لهن بالعودة للطائرة، مؤكدة أنهن كُن مصابات بحالة من الذهول واصفة ما تعرضن له بأنه شيء مرعب.
ماذا فعلت الحكومة الأسترالية؟
قالت ماريس باين، وزيرة الخارجية الأسترالية، الإثنين، إن الحكومة الأسترالية تلقت بلاغ من هؤلاء السيدات وقت حدوث الواقعة، وأن الحكومة الأسترالية بحثت الأمر مع السفير القطري في أستراليا.
وأشارت «باين» أن الحكومة الأسترالية تنتظر تقريرًا من السلطات القطرية التي تحقق في الواقعة، في نهاية الأسبوع الجاري.
وفي تقرير سابق، أشارت الحكومة الأسترالية إلى أن أسلوب معاملة السلطات القطرية مع السيدات لم يسمح لهن بإعطاء موافقتهن على هذا الإجراء بوعي، وأشارت إلى إنه تم تحويل الواقعة إلى شرطة الاتحادية الأسترالية.
ماذا عن الرضيع؟
وفقًا للإذاعة الأسترالية، أصدر مطار حمد القطري بيانًا أوضح من خلاله، أنه لم يتم تحديد هوية الرضيع بعد، وهو يتلقى رعاية صحية خلال الوقت الراهن.
وأوضح البيان أن الأطباء قلقين بشأن الوضع الصحي للسيدة التي أنجبت ذلك الرضيع، وطالب المطار بالعثور على هذه السيدة من اجل ترحيلها.