هاجم الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب منتقديه من أعضاء حزبه الجمهورى الذين انتقدوه، واصفا إياهم بـ«الأغبياء»، بينما دعاهم لتوحيد صفوفهم، بعد تزايد انتقاداتهم له والتحذيرات من هزيمة موجعة فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى 3 نوفمبر فى مواجهة منافسه الديمقراطى، جو بايدن الذى يتفوق عليه فى استطلاعات الرأى على المستوى الوطنى، فى حين تتقارب شعبيتهما فى الولايات الحاسمة والمتأرجحة، وقبل المناظرة الثالثة والأخيرة بين المرشحين، المقررة الخميس المقبل، فى ولاية تنيسى.
وخلال تجمع حاشد فى ولاية نيفادا فى غرب البلاد، التى خسرها ترامب فى 2016، تنقل الرئيس الأمريكى من مهاجمة منافسه بايدن والتباهى بسياساته الاقتصادية، والدفاع عن سياسته فى مواجهة فيروس كورونا، وحث ترامب أنصاره على الانتخاب وسط دلائل على تقدم الديمقراطيين فى التصويت المبكر.
وقال السناتور الجمهورى، بن ساس من نبراسكا، للناخبين إن ترامب «يقبّل مؤخرات الديكتاتوريين»، ويسىء معاملة النساء ويستخدم البيت الأبيض كمشروع تجارى، واعتبر ساس أنّ خسارة ترامب «مرجّحة» كما حذّر مسؤولون جمهوريون آخرون من خسائر انتخابية تشمل خسارة مقاعد فى الكونجرس، بما فى ذلك السناتور تيد كروز، الذى حذّر من «مذبحة» انتخابية للجمهوريين، فى حين قال السناتور ليندسى جراهام، أحد أقرب حلفاء ترامب فى مجلس الشيوخ، إن الديمقراطيين لديهم «فرصة جيدة» للفوز فى الانتخابات الرئاسية.
وردا على تلك التحذيرات، قال ترامب: «لدينا بعض الأغبياء»، وتابع: «لدينا هذا الرجل (ساس) كما تعلمون يريد الإدلاء بتصريح، على الجمهوريين أن يتحدوا معًا بشكل أفضل»، وتهكم ترامب من المطالبين له بالإنصات لآراء العلماء لمواجهة كورونا، وقال:«لو كنت أصغيت للعلماء فقط لأصبحنا فى بلد يواجه ركودا هائلا»، وحذر ترامب من إغلاق البلاد فى حال انتخاب بايدن، فيما وجه المرشح الديمقراطى، انتقادا شديدا للرئيس الأمريكى، بعدما قال إن الولايات المتحدة «تجاوزت مرحلة الخطر» فيما يتعلق بجائحة كورونا، وقال بايدن: «إن معدل الحالات الجديدة ارتفع إلى أعلى مستوى فى عدة أشهر، والأمور تزداد سوءا ولا يزال هو يكذب علينا فيما يتعلق بوضع الوباء»، وقال بايدن إن ترامب «بحاجة إلى توضيح الأمور المرتبطة بتعامله الفاشل مع كورونا»، كما قال المتحدث باسم حملة المرشح الديمقراطى، آندرو بيتس إن «الإصابات بكورونا فى ازدياد وتسريح العمال يزداد».
وواصل ترامب حملته وتحرك من نيفادا إلى كاليفورنيا ثم عاد إلى نيفادا، ومنها إلى أريزونا، وحضر قداسا فى كنيسة إنجيلية فى لاس فيجاس، مساء أمس الأول، دون أن يرتدى كمامة، وغادر قبل انتهائه، وأدى الحاضرون صلاة من أجله، وعندما تم تمرير طبق لجمع التبرعات، التقط أحد المصورين، ترامب وهو يرمى حفنة أوراق نقدية من فئة 20 دولارًا.
أما بايدن، وهو كاثوليكى متدين، فحضر قداسًا مع زوجته جيل فى كنيستهما قرب ويلمنجتون بولاية ديلاوير، مسقط رأسه، قبل أن يتوجه لزيارة قبر ابنه «بو»، الذى توفى بسرطان الدماغ عام 2015، ثم توجه بايدن، إلى كارولاينا الشمالية المهمة، وعقد اجتماعا افتراضيا مع زعماء دينيين من أصول إفريقية، وقال لأنصاره إننا «نختار الأمل على الخوف، والوحدة على الانقسام، والعلم على الخيال، ونختار الحقيقة على الأكاذيب».
وأثار ترامب مجددا شبهات بأن رسائل موجودة على كمبيوتر محمول لهانتر نجل بايدن، تكشف تورط نائب الرئيس السابق فى علاقات يعتقد أنها على صلة بالفساد فى أوكرانيا، وقال إنه نتيجة لذلك، كان من «المستحيل» على بايدن «تولى منصب الرئيس على الإطلاق!، ورأى ترامب أن الديمقراطيين يريدون «محو التاريخ الأمريكى وإلغاء القيم الأمريكية وتدمير أسلوب الحياة الأمريكى»، وكان ترامب شن مجددا هجوما على منافسه، وردد أنصاره هتافات «احبسوه» على غرار ما كانوا يهتفون ضد المرشحة الديمقراطية السابقة، هيلارى كلينتون فى انتخابات 2016، فى حين رفضت حملة بايدن مزاعم الفساد، ونفاها المرشح الديمقراطى بنفسه بغضب ووصفها بأنها «حملة تشهير».
وفى الوقت نفسه، بدأ التصويت المبكر فى ولاية فلوريدا الحاسمة، أمس، وحتى الآن، أدلى 28 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل قبل أسبوعين تقريبا من انتهاء الحملة الانتخابية لولاية فلوريدا 29 صوتا فى المجمع الانتخابى، ما يجعلها هى ونيويورك صاحبتى أكبر عدد من الأصوات بعد كاليفورنيا وتكساس فى السباق، لاقتناص 270 صوتا بالمجمع التى تحدد هوية سيد البيت الأبيض، وأظهر استطلاع جديد للرأى أجرته «رويترز/ إبسوس» أن بايدن يحظى بتأييد 49% مقابل 47% لترامب، بهامش خطأ 4 نقاط مئوية فى فلوريدا، كما أظهر استطلاع للرأى أجرته قناة «سى. بى. سى. نيوز» أن بايدن يتقدم على ترامب فى ولايات «حزام الصدأ» وأهمها أريزونا بـ4 نقاط مئوية، وبحوالى 6 نقاط مئوية فى ويسكونسن، وهما ولايتان فاز بهما ترامب فى 2016، كما يتقدم بايدن فى ميتشجان وبنسلفانيا التى فاز بها ترامب أمام هيلارى.
وقبل المناظرة الأخيرة التى تتناول قضايا العنصرية وأزمة كورونا والتغير المناخى والوضع الاقتصادى، أوصى الفريق المشرف على حملة ترامب، الرئيس بالتزام الهدوء وعدم مقاطعة بايدن خلال المناظرة، ونقلت بوابة «أكسيوس» عن مصادر بمقر حملة ترامب أن مساعديه نصحوه بأن يتحدث بصوت أكثر هدوءا.