x

«متلازمة جنون ترامب».. ماذا تعرف عنها ؟ (تقرير)

مجلة أمريكية : الرئيس الأمريكي يحترف "صناعة الأساطير " و "التلاعب بالعقول "
السبت 17-10-2020 20:40 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
تصوير : آخرون

أنت مصاب بـ«متلازمة جنون ترامب».. هي إحدى الانتقادات المألوفة والشائعة التي يقذف بها أنصار الرئيس الأمريكي دونالد الترامب خصومه، وهي اتهام يعني ببساطة أنهم يعانون من هذه المتلازمة التي تجعلهم يترصدون كلماته وتحركاته.

وتتمثل أعراض «متلازمة ترامب» في أنها وسواس وهاجس نفسي يحوم حول الرئيس واستفزازاته وعدم قدرته على الفصل بين العاطفة وسلوكه الغريب، مما يؤدي في النهاية إلى تصورات مشوهة عن الواقع.

وقالت مجلة «بوليتيكو» السياسية الأمريكية المتخصصة إن «متلازمة جنون ترامب» ليست مرضا بالمعني الطبي المعروف، ولكنها «عبارة ساخرة».

- صورة أرشيفية

وأشارت المجلة- في عددها الأسبوعي الجديد- إلى أن مؤيدي ترامب يحبون إطلاق «تحليلا تهكميا» قائلين: «دعه (يقصدون ترامب) يعيش في رأسك بدون إيجار».

يذكر أن ترامب هو أول من استعمل هذه العبارة، حيث اتهم ناقديه، العام الماضي، بأنهم مصابون بما سماه «متلازمة جنون ترامب»، في وقت تستمر فيه موجة النقد اللاذع لقمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

- صورة أرشيفية

واستدرك التقرير بأن الأيام القليلة الماضية أثارت كشفت عن احتمال مفاجئ وهو أن ترامب نفسه يبدو أنه يعاني من «متلازمة جنون ترامب».

وقال التقرير ساخرا: «الأمر ليس مثيرا للدهشة، فمحترف الحرب الجرثومية سوف يحتاج إلى ارتداء بدلة محكمة الإغلاق كي يتجنب الإصابة بالفيروس، الذي يستهدف به أعداءه، وما لم يكن ترامب حريصا جدا في المعمل، فإنه ليس من الصعب تصور أن تجاربه المختلفة في نظرية المؤامرة، وإحاطه نفسه بالأساطير والعظمة وتوجيه الإهانات وإنكار الحقائق، كلها أمور قد تتسرب إلى وعيه، فهناك، على الأقل تقدير، كثير من الناس يعيشون في رأسه، ومن الصعب تصديق أنه يجمع الإيجار منهم جميعا».

وأضاف التقرير أنه عندما يتعلق الأمر بمناقشات حول صحة ترامب النفسية، فإن هناك سؤالين، أحدهما يتعلق بالمعيار، فهو ظل يقول أشياء «جارحة» منذ وقت طويل، أما السؤال الثاني، فيتعلق بالدافع، فهو يقول أشياء طوال الوقت تبدو «حمقاء» أو على الأقل ستبدو هكذا من أي سياسي آخر.

ونبه إلى أن مرض «متلازمة جنون ترامب»، العيش في حالة نفسية مثارة، والذي تطلب أن يجعل أداءه مقنعا، ربما يؤدي إلى أداء لم يعد في حقيقته أداءً على الإطلاق (أي أنه لا يفعل شيئا سوى الوهم )، باختصار ترامب مارس «تلاعب العقول» على نفسه.

- صورة أرشيفية

وأشار إلى أن كلماته الأخيرة كانت تتبع منطقا غامضا حتى لكثير من أنصاره، فعلى سبيل المثال استغل ترامب الوقت، في الأيام الختامية لحملته الانتخابية، للحديث عن خصمه في 2016 وهي هيلاري كلنتون قائلا إنها قامت بحذف 33 ألف رسالة إلكترونية، كان ينبغى أن تسجن على هذا، كما وصف «لي برون جميس» بأنه «حاقد» وقناة «إن بي إيه» قائلا «لا أستطيع مشاهدتها ولا أريد فقط أي اهتمام بها ثانية»، وقال على مراسلة نيويورك تايمز ماجي هيبرمان: «لم أرها، لم أتحدث إليها، منذ عام ونصف»، كما انتقد محطة فوكس نيوز الإخبارية، لتوجهها المزعوم بمعاداة ترامب، وربما لأن رئيس مجلس النواب الجمهوري السابق، بولو راين في مجلس إدارتها .

وأردف التقرير أن هناك تصرفات أخرى قام بها ترامب، منها أنه ألقى بالأشواك أي انتقد نقدا لاذعا، المحامي العام لأنه لم يتهم جو بايدين وباراك أوباما وغيرهم على دورهم في «مؤامرة تنطوى على خيانة»، زاعما أن كاملا هارس (المحامي ) «وحش» و«شيوعي».

- صورة أرشيفية

كما لفت إلى أن ترامب دمج بشكل وثيق بين حياته الشخصية وبين «ماركة ترامب» مع أبنائه الذين يعملون في مؤسسة ترامب، فهل يوجد من شخص واحد في حياته قد يقول «أحبك لشخصك، بعض النظر عما يحدث، وليس لأنك ثري أو لأنك الرئيس ؟وتساءل التقرير هل لدى ترامب صديق واحد مقرب منه عنده الشجاعة ليقول له :» يا رجل أنا قلق بشأن الضغط العصبي الذي تتعرض له، ما رأيك بأن نذهب إلى كامب ديفيد ونلتقط صورا هناك ونتنفس النسيم، وربما نتريض بشرط أن تكون القاعدة الوحيدة، هي ألا نتحدث في السياسة أو البزنس؟.

وقال التقرير إن الأشخاص الذين يعيشون في فلك ترامب يلقون الضوء على التكاليف الباهظة للعيش في ساحة معركة أبدية وصنع أساطير حول عالم ترامب.

ولفت التقرير إلى أن «متلازمة جنون ترامب» ذات علاقة بمفهوم نفسي انتشر في عهد الرئيس الأمريكي، يطلق عليه مصطلح «التلاعب بالعقول» ( وهو الذي يمارسه شخص على غيره كي يرع بذور الشك في عقله هو أو مجموعة معينة، مما يجعلهم يشكون في ذاكرتهم وإدراكهم وسلامتهم العقلية، وذلك باستخدام الإنكار المستمر والتضليل والمناضة والكذب، فضلا عن محاولة زعزعة استقرار الضحية وتشكيكها في إيمانها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية