من يتعمق في البحث في إيميلات هيلاري كلينتون يجد أن هناك سيدة تدعى «شيري بلير»، سعت لتوطيد العلاقة القطرية وخاصة الشيخة موزة والدة الأمير القطري الحالي، وهيلاري كلينتون التي كانت وزيرة لخارجية الأمريكية آنذاك.
ففي إيميل بعنوان 13 مايو 2009، أرسلت بلير إلى كلينتون وقالت: «تعرفين أنني على مدار السنوات الأربع الماضية عملت مع القطريين بشكل وثيق وتحديدا الشيخة موزا، وبنيت معهم علاقات طيبة، وقد تواصلت معي الشيخة موزة سرا وقالت إنهم حريصون على بناء علاقات إيجابية مع الولايات المتحدة وتأمل في لقائك في إطار تجمع نسائي، وأنها ستأتي بسرور إلى واشنطن إذا سمح الوقت بذلك».
وبلير هي محامية بريطانية بارزة وزوجة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير، الذي كان من أبرز صناع القرار في تلك الفترة، ومكث في داونينج ستريت قرابة 10 سنوات.
لم يكن هذا هو الإيميل الوحيد الذي ظهرت فيه شيري بلير وهي تحاول بناء جسر التواصل بين كلينتون وقطر، ففي 7 مايو 2010، أرسلت بلير إلى كلينتون إيميلا تعبر فيه عن رغبة الشيخة موزة في بناء علاقة دبلوماسية بين ابنها ولي العهد تميم، وكلينتون، من منطلق أنها تتمنى لابنها علاقات خارجية واسعة.
وقالت شيري: «نجل الشيخة موزة هو ولي العهد البالغ من العمر 32 عامًا وهي حريصة على أن يبدأ في بناء علاقات دولية أوسع. تم تعيينه رئيسًا لبرنامج الأمن الغذائي القطري الذي يهدف إلى التعامل مع قضايا الأمن الغذائي في قطر والتي تبلغ تكلفتها 30 مليار دولار. إنه يدرك أن الأمن الغذائي هو موضوع تتخصصين فيه ويود مقابلتك شخصيًا لمناقشة هذا الأمر واستكشاف مجالات الشراكة المحتملة بين الولايات المتحدة وقطر بما في ذلك المشاركة المحتملة في صندوق الأمن الغذائي الأمريكي. كما أنه حريص على التحدث بشكل أكثر عمومية عن التعاون بين الولايات المتحدة وقطر واقترح أنه يمكنهم المساعدة في قضية مشكلة التسرب النفطي».
وجاء رد كلينتون على طلب شيري بلير بعد 8 أيام، حيث أعربت عن سعادتها إذا تم اللقاء وسألت عن الإجراءات اللازمة لإتمام ذلك، وأرسلت بلير إيميلا آخر تطلب فيه رقم هيلاري الذي يمكن أن يتواصل معها ولي العهد من خلاله.