x

«أكثر تحضرًا و أقل شجارًا».. تفاصيل مناظرة مايك بنس وكامالا هاريس

الخميس 08-10-2020 12:29 | كتب: عمر علاء |
تصوير : آخرون

اتجهت أنظار العالم، فجر اليوم، صوب سولت ليك سيتي في ولاية يوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، لمتابعة المناظرة بين مرشحي منصب نائب الرئيس في الانتخابات الأمريكية، بين نائب الرئيس الأمريكي الحالي مايك بنس، والمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، في مناظرة استغرقت ساعة ونصف.

واكتسبت تلك المناظرة أهميتها من أنها تأتي بعد المناظرة الرئاسية الأولى التي اتسمت بالفوضى بين المتسابقين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عندما قاطع المرشح الجمهوري دونالد ترامب مرارا وتكرارا، منافسه الديموقراطي جو بايدن، ومدير الجلسة كريس والاس.

ومع كبر سن المرشحين لمنصب الرئيس تزداد أهمية منصب نائب الرئيس، وقدرته على إدارة الملفات، ويبلغ عمر ترامب وبايدن 74 و77 على التوالي، فيما يبلغ عمر كامالا هاريس ومايك بنس 55 و61 على التوالي.

وأشاد المراقبون بأداء المتنافسين في المناظرة الأولى والوحيدة بين المتسابقين على مقعد نائب الرئيس، حيث كان أداؤهم أكثر تحضرا من المناظرة السابقة بين ترامب وبايدن، استثناء تصاعد المناظرة في وقت من الأوقات على عندما قاطع بنس، هاريس، فردت السيناتور الأمريكية: «السيد. نائب الرئيس، أنا أتحدث». وعند حديث هاريس خلال مناقشة حول الضرائب وتهرب ترامب منها قاطعها بنس، قائلاً: «سيكون من المهم أن تقول الحقيقة».

لكن في العموم، ساد الاحترام بين المرشحين، حيث قال بنس مخاطباً هاريس «أنه لشرف لي أن أكون على منصة واحدة معك». رغم ذلك، لم تخلوا المناظرة من نقاشات حادة بين الطرفين تناولوا خلالها موضوعات عدة مرتبطة بتعامل الإدارة الأمريكية مع فيروس كورونا، وخلق الوظائف، والسياسة الخارجية، أبرز موضوعات الاختلاف.

فيروس كورونا

اشتبك نائب الرئيس مايك بنس، والسيناتور كامالا هاريس، حول تعامل إدارة ترامب مع جائحة فيروس كورونا، حيث دافع بنس عن أداء البيت الأبيض خلال الأزمة، بينما حملت السيدة هاريس، الرئيس ترامب المسؤولية عن الفشل في التعامل مع الفيروس.

وأشارت السناتور الديمقراطي إلى أن حصيلة الوفيات الوطنية بالفيروس تجاوزت 210 آلاف حالة، مع أكثر من 7.5 مليون حالة إصابة بالفيروس، مؤكدة أن «الشعب الأمريكي شهد أعظم فشل لأي إدارة رئاسية في تاريخنا». في المقابل، شدد بنس، في دفاعه عن الإدارة، على أنه «منذ اليوم الأول وضع الرئيس دونالد ترامب صحة الشعب الأمريكي في المقام الأول»، مدعياً أن الرئيس لديه خطة لحماية الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية، ومشيدا بـ«بسرعة تعافي الاقتصاد الامريكي من آثار فيروس كورونا».

يذكر أن الرئيس الأمريكي تعهد، الأسبوع الماضي، بتقديم العقار للأمريكيين مجانًا، دون الإدلاء بأي تفاصيل، واصفاً إصابته بفيروس كورونا بأنها «نعمة من الله».

وسلطت كامالا هاريس الضوء على ملف اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، مؤكدة أنها لا تثق بالرئيس الأمريكي ترامب وتصريحاته بشأن اقتراب اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، الأمر الذي دفع بنس باتهامها، بتقويض ثقة الأمريكيون في الإدارة الأمريكية لأغراض سياسية،عبر تشكيك الناس في قدرة الإدارة الأمريكية على اكتشاف لقاح لعلاج كورونا.

فيما تغافل الطرفان الحديث عن أحقية الشعب الأمريكي في معرفة المزيد عن وباء الكورونا، وتداعياته في البلاد.

الحرب التجارية

ثاني أكثر الموضوعات اشتعالا داخل المناظرة التي استمرت لساعة ونصف، هي ملفات السياسة الخارجية، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث انتقدت السيدة هاريس أداء الرئيس الأمريكي في ملفات السياسة الخارجية، واصفة أن سياسته أدت إلى تخلي الولايات المتحدة عن حلفاؤها خاصة في الناتو وجعلتهم يواجهوا الخطر الروسي بمفردهم.

على الجانب الآخر، شدد بنس على أن الولايات المتحدة ما تزال ملتزمة بتعهداتها تجاه حلفاؤها، متطرقا إلى إسرائيل، وأشار إلى أن الولايات المتحدة نقلت السفارة الأمريكية للقدس، واستعرض بنس الانتصارات التي حققتها الولايات المتحدة على داعش، ومقتل قيادات إيرانية مطلع العام الجاري.

وشرق أوسطياً، انتقدت هاريس إدارة ترامب في الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني واصفة تلك الخطوة أنها وضعت أمريكا في موقف خطر، جراء احتمالية بناء قدرات نووية لإيران، في المقابل دافع بنس قائلا «إن الإدارة الأمريكية دعت لإعادة صياغة الاتفاق».

وتنازع المرشحون أيضًا حول بكين، حيث انتقد بنس، المرشح الديموقراطي جو بايدن، متهما إياه بأنه «قائد مشجع للصين الشيوعية»، بينما قال إن إدارة ترامب ستحاسب الصين على مسؤوليتها في انتشار فيروس كورونا الجديد، وردت هاريس قائلة إن «إدارة ترامب خلال شنها للحرب التجارية مع الصين فقدت الملايين من الوظائف».

الضرائب

واستندت هاريس في حديثها على التقارير الصحفية التي تشير إلى أن ترامب تهرب من دفع الضرائب، وأنه دفع ما يقرب من 750 دولار في كل من عامي 2016 و2017، على الجانب الآخر، حذر «بنس» من أنه حال فوز بايدن في الانتخابات بأنه سيرفع الضرائب من اليوم الأول.

تعيين قاض المحكمة العليا في أمريكا

تعد تلك القضية إحدى أبرز القضايا العالقة في السياسة الأمريكية، في الأسبوعين الأخيرين، خاصة أن المحكمة العليا أعلى هيئة قضائية في أمريكا، فمنذ وفاة القاضية روث بادر جينسبيرغ، والتى كانت مدافعة عن المساواة بين الجنسين والحقوق المدنية، لكن يسعى ترامب والجمهوريون إلى ترشيح القاضية إيمي كوني باريت، والتي ارتبط اسمها بإحدى الجماعات المسيحية السرية وتسمى «أهل الثقة»، “People of Praise”.

مما يثير مخاوف العديد من مدى دفاعها عن الحقوق المدنية والمساواة بين الجنسين، ودافع بنس بشدة عن القاضية باريت، قائلا: «نأمل بشكل خاص ألا نرى نوع الهجمات على إيمانها المسيحي كما رأينا من قبل». في المقابل، شددت هاريس على عدم الحكم على الناس من منطلق ديني، مؤكدة أنها وبايدن من أهل الأيمان، في ذلك السياق ذكرت أن حال فوز بايدن سيكون ثاني كاثوليكي يشغل منصب رئيس للولايات المتحدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية