وسط مشاعر وطنية خالصة، قضت «المصري اليوم» أجواء تجهيز وانطلاق قرع أجراس الكنائس الارثوذكسية، الثلاثاء، بالكنيسة المرقسية بمقر دار مطرانية المنيا للأقباط الارثوذكس بمدينة المنيا، وتعالت الأصوات في سماء محافظة المنيا.
وداخل الكنيسة المرقسية بمطرانية المنيا، وقف الشماس جرجس، الخادم والعامل بالمطرانية، يستعد لقرع الجرس، الذي لايزال يعمل بالطريقة القديمة «بالحبال»، ولكن هذه من المرات القليلة التي لا يقرع الجرس لأغراضه الكنسية المعتادة كتنبيه المسيحيين لبداية القداس الالهي، أو لوجود جنازة أو حضور الاسقف، وكان رنين أجراس اليوم لهدف وطني يخص كل المصريين.
أمسك عم جرجس بعلم مصر، وحمله باحترام وتقديرا لأعلي منارة الكنيسة وهو مكان تعليق الجرس بالكنائس، ليضعه بجانبه كتقدير واحترام للحدث الذي يقرع بشأنه، وبطريقة احترافية تشبث بالحبل الليف حول ذراعيه وجذبه بطريقه معينة، ليبدأ قرع الجرس تحية لمصر العظيمة، معبرا عن ساعدته في ان يكون جزءا من قرع الجرس في هذا اليوم، وكأنها تحية لعلم مصر، وكأن صوت الجرس هو صوت الكنيسة للوطن.
في سياق متصل، حرصت المحطات الفضائية المسيحية المصرية، على بث واذاعة صوت قرع الأجراس من أعلى منارات الكنائس، من اكثر من كنيسة، في مشهد وطني مؤثر تعبر به الكنائس القبطية، عن تذكرها وتحياتها لذكري انتصارات اكتوبر العظيم، بقرع اجراس كل الكنائس في كافة ربع مصر في تمام الثانية وخمس دقائق ظهرا وقت ساعة الصفر في حرب اكتوبر عام 1973.
والمشهد الذي أبكي الكثير من الاقباط في منازلهم حينما انقطع بث ماكان يذاع على القنوات القبطية، ليذاع مشهد قرع الأجراس كتحية وطنية لدماء الابطال الشهداء الذين استشهدوا فداء لمصر الغالية.
وقال الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للأقباط الأرثوذكس بالمنيا، إن مشاركة الكنيسة في الاحداث القومية ليست بجديدة على الكنيسة الوطنية المصرية، ففي كل حدث جلل تساهم الكنائس بمواقفها على مر التاريخ المصري.
واكد الأنبا مكاريويس أن الاحتفالات الوطنية لها مكانتها وقدسيتها بما لايقل عن الاحتفالات الدينية لان الاوطان اسبق على الأديان، فأرض الوطن التي تشربت بدماء الأبطال في الحرب لم تميز بين مسلم ومسيحي.
ولفت إلى انه قد تقرع الأجراس ايضاً في مناسبات وطنية من الانتصارات والثورات الوطنية، وتوفي الرؤساء وتنصيبهم والاحتفالات الوطنية.
وفي الماضي القريب، قرر قداسة البابا تواضروس الثاني قرع الأجراس تضامناً مع اسر الشهداء والمصابين في الحادث الإرهابي البشع الذي حدث للمصلين في مسجد الروضة، نوفمبر 2017.