منح الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الدكتور بدر عبدالعاطي، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية وسفير مصر السابق في برلين، وسام «صليب الاستحقاق الأكبر» وهو من طبقة أوسمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
ونظمت السفارة الألمانية بالقاهرة، مساء الاثنين، إحتفالية كبري حضرها الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي وخالد العناني وزير السياحة والآثار وعمرو موسي الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ووزراء الخارجية السابقين محمد العرابي ونبيل فهمي والسفيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان السابقة والدكتور مصطفي الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية والدكتور محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان والسفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية والفنانه يسرا والفنان عمرو سعد وعدد من سفراء الدول الأجنبية في مصر، قام خلالها السفير الألماني بالقاهرة سيريل نون سفير ألمانيا بالقاهرة بتقليد السفير بدر عبدالعاطي الوسام.
وقال سيريل نون إن «السفير عبدالعاطي برهن خلال فترة عمله كسفير مصر في ألمانيا على مدي أربع سنوات من عام 2015 إلى عام 2019، مدي أهمية مواصلة تعزيز العلاقات الألمانية المصرية».
وأوضح السفير الألماني أن الترجمة الشهادة الرسمية لمنح الوسام تقول: «تقديرا للإنجازات المتميزة التي قدمها سعادة سفير جمهورية مصر العربية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية الدكتور بدر أحمد عبدالعاطي، فإنني أمنحه بموجب ذلك وسام صليب الاستحقاق الأكبر من طبقة أوسمة جمهورية ألمانيا الاتحادية».
وأضاف أن «العلاقات بين قادة مصر وألمانيا بلغت نقطة ذروة جديدة خلال فترة خدمتكم، حيث قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة ألمانيا أربع مرات في عام 2017 و2018 ومرتين في عام 2019، وللمرة الأولي في تاريخ علاقتنا المشترك قام رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي بزيارة ألمانيا مرتين في عام 2019» مشيرا إلى زيارة المستشارة أنجيلا ميركل للقاهرة في عام 2017، فضلا عن مشاركتها في القمة الأوروبية – العربية التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ عام 2019 والتي تكللت بالنجاح الكبير.
وأشار سيريل نون إلى أن عبدالعاطي قد وقع على أول اتفاقية بين مصر وألمانيا لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، لافتا إلى ارتفاع عدد مشروعات التعاون الاقتصادي مع العديد من الشركات الألمانية من بينها شركة سيمنز وشركة هيرينكيشت وشركة بوش وشركة دايملر وشركة تيسونكروب، منوها إلى أن مصر في عام 2019 أصبحت دولة شريكة في منتدي الأعمال العربي – الألماني الثاني والعشرين لأول مرة في تاريخ المنتدى، والتي مهدت الطريق أمام مشاركة الدكتور مدبولي في المنتدى الذي تكلل بالتوقيع على سبع اتفاقيات ثنائية لتعزيز التعاون بين الشركات المصرية والألمانية .
وقال السفير الألماني بالقاهرة إن حركة السياحة الألمانية إلى مصر، شهدت نشاطا ملحوظا نتج عنه تقدم عدد الوفود السياحية الألمانية على غيرها من الوفود السياحية الأجنبية خلال الفترة من عام 2015 إلى عام 2019، معربا عن فخره بالإنجازات العظيمة في قطاع التعليم، حيث تم وضع حجر أساس الجامعة الألمانية الدولية الجديدة الرائدة في الوقت الذي جرى فيه اتفاقية تأسيسها خلال زيارة الرئيس السيسي لألمانيا في عام 2018
وأوضح السفير سيريل نون أن السفير عبدالعاطي نظم فعاليات ثقافية لا حصر لها ودعم مبادرات، مثل مبادرة متحف المنيا الجديد، مما يظهر القيمة الكبيرة التي أولها للثقافة كإحدى الأواصر التي تربط بين البلدين، مشيرا إلى اهتمامه بالحوار بين الأديان والتسامح وإبراز التنوع في حياة المسلمين والأقباط في مصر، ولهذا تم تنظيم ثلاث زيارات متعاقبة لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى ألمانيا، للتواصل مع عدد من المجتمعات المسيحية والمسلمة هناك، فضلا عن زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني إلى مدينة ديسولدورف.
وفي كلمته خلال الإحتفاليه قال السفير بدر عبدالعاطي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوربية «أقف بينكم اليوم متواضعاً أمام هذا التكريم بمنحي وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية، بما يمثل تقديراً من الحكومة الألمانية بمساهمتي في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا خلال فترة عملي سفيراً لجمهورية مصر العربية من عام 2015 وحتى 2019.
وأضاف «لقد كانت خدمة بلادي سفيراً لها في ألمانيا شرفاً عظيماً بالنسبة لي، إذ تحتل ألمانيا مكانة خاصة في نفسي، حيث قضيت وعائلتي بها سنوات لا يمكن نسيانها، وسط أصدقاء أعزاء، وفي ظل حفاوة وترحيب من الشعب الألماني، وهو شعور أتصور أنه يخالج كل من يزور بلدكم الرائعة.
وتابع السفير بدر عبدالعاطي «لقد شهدت طوال هذه السنوات الأربع تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، وكذا التنسيق المشترك حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وهو الأمر الذي لم يكن مستغرباً بالنظر إلى حجم البلدين العظيمين، وما يربطهما من مصالح وأهداف مشتركة، لاسيما بالنظر إلى كون مصر تمثل دعامة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وبوابة الدخول إلى القارة الأفريقية، وكون ألمانيا قاطرة التكامل الأوروبي.
وأوضح مساعد وزير الخارجية أنه خلال فترة عمله في برلين، شهدت تقارب الرؤى بين قيادتي البلدين نحو تطوير العلاقات في العديد من المجالات، وهو الأمر الذي ساهم فيه بلا شك التقدير والاحترام المتبادلين بين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. لقد كانت هذه العلاقة المميزة أحد أهم العوامل التي ساهمت في فتح مزيد من آفاق التعاون، لاسيما في ظل الزيارات المتعددة التي قام بها الرئيس إلى ألمانيا، وكذا الزيارة الأخيرة التي قامت بها المستشارة الألمانية إلى القاهرة في مارس 2017، فضلاً عن الزيارتين اللتين قام بهما الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء إلى ألمانيا، والزيارات المتعددة المتبادلة بين الوزراء المصريين والألمان.
واكد عبدالعاطي تحقيق هذه الطفرة في العلاقات بين البلدين كان هدفاً مشتركاً لدى الجانبين، ويمكن في هذا الصدد الإشارة على سبيل المثال إلى مشروع شركة سيمنس العملاق في مجال الكهرباء، باعتباره نموذجاً على حجم التعاون والتنسيق الذي آلت إليه علاقات البلدين. هذا بالإضافة إلى عدد من المجالات أخرى، مثل استثمارات شركة «بوش» الألمانية في قطاع المنتجات الكهربائية في مصر، وعودة شركة «مرسيدس بنز» للعمل في مصر، بالإضافة إلى المباحثات المستمرة في مجالات التصنيع والرقمنة والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة.
وقال: «لم تقتصر عوامل استمرار هذه الشراكة على الجانب الاقتصادي، وإنما تضمنت كذلك تنفيذ رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة الاستثمار في العنصر البشري. حيث مثلت مشروعات التعاون مع الجانب الألماني في مجالات التعليم الفني والجامعي والتدريب المهني مجالاً خصباً للتعاون، نتج عنه تأسيس الجامعة الألمانية الدولية في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث سيساهم هذا المشروع في تعليم الشباب وتمكينهم من المنافسة في سوق العمل، وزيادة الكفاءات الوطنية المطلوبة لتطوير الصناعة وجهود التنمية.
وأشار عبدالعاطي إلى أن السياحة كانت أحد أهم القطاعات التي شهدت زخماً متزايداً خلال الأعوام الماضية، وإنه لمن دواعي فخري أن وصل عدد السائحين الألمان إلى مصر إلى نحو 2 مليون سائح خلال عام 2019، وهو ما يتجاوز ما تم تحقيقه بإجمالي 1.3 مليون سائح في عام الذروة في 2010. وإنني على ثقة بأن الزيادة المطردة في أعداد السائحين الألمان إلى مصر، وزيادة التفاعل بين شعبينا ستكون أحد عوامل تعظيم التعاون والتفاهم بين البلدين في السنوات القادمة.
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوربية «من جانب آخر، فإن مصر شريك هام لألمانيا، لتحقيق الاستقرار والأمن والتنمية في الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة في ظل التطورات المتلاحقة التي شهدتها منطقتنا بداية العقد المنصرم، والتي لم تقتصر آثارها على شعوب المنطقة فحسب، بل امتدت للقارة الأوروبية وسط زيادة غير مسبوقة في تدفق المهاجرين غير الشرعيين، وتصاعد الإرهاب والتطرف.
ووجه السفير بدر عبدالعاطي الشكر لكل من ساهم في حصولي على هذا التقدير، وقال «فأود بداية أن أتوجه بالشكر للوزير سامح شكري، وزير الخارجية، والذي كان لدعمه وتشجيعه لي ولزملائي بالسفارة في برلين بالغ الأثر في بذل أقصى جهودنا للوصول إلى هذا المستوى المتميز من العلاقات بين البلدين. كما أتوجه بالشكر كذلك للسادة الوزراء الحاضرين.
وأضاف «أتوجه بالشكر كذلك لوزراء الخارجية السابقين، وجميع السفراء ال شرفت بالعمل معهم طوال السنوات الماضية. أود أن أعرب كذلك عن عميق شكري لأساتذتي الأجلاء بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكل زملائي بالسفارة المصرية في برلين، وكذا للجالية المصرية في ألمانيا لدعمهم المستمر.. وأتقدم بالشكر كذلك للعديد من الوزراء الألمان، والمؤسسات الألمانية خاصة وزارة الخارجية الألمانية، وكذا للقطاع الخاص الألماني لجهدهم المتواصل في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين.. كما أتقدم بالشكر للسفير الألماني بالقاهرة على استضافته لهذا الحفل، ولجهوده المخلصة في تعزيز التعاون بين بلدينا وشعبينا الصديقين.
وتابع عبدالعاطي «وفي الختام، اود ان أهدي هذا التكريم إلى أبنائي ندا، هنا وعلي، وعلى وجه الخصوص إلى زوجتي ورفيقتي في المسار الدبلوماسي نجلاء، والتي تحملت طوال سنوات للمصاعب التي يفرضها علينا العمل الدبلوماسي. لقد كانت شريكاً أساسياً في حصولي على هذا التكريم.