x

ألمانيا تقود السياحة الأوروبية إلى مصر بعد «رفع الحظر عن طابا»

الأربعاء 03-07-2019 00:01 | كتب: أسماء قنديل |
الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة - صورة أرشيفية الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

قفزة جديدة وعالمية حققتها السياحة المصرية بإعلان وزارة الخارجية الألمانية رفع حظر سفر مواطنيها إلى منطقتى طابا والشريط الساحلى على خليج العقبة، استثناء من الحظر الذى فرضته السلطات الألمانية على سياحة الألمان فى سيناء وهو الإعلان الذى وجد ترحيبا كبيرا على مستويات عدة شملت المواطنين ومنظمى الرحلات الألمان، وبالطبع رحب العاملون فى القطاع السياحى المصرى بذلك واعتبروه ثمرة للجهود الرسمية والشعبية التى تدعمها القيادة السياسية لاستعادة مصر مكانتها السياحية العالمية.

ورحبت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، بقرار ألمانيا رفع الحظر عن سفر السياح الألمان إلى مدينة ومنتجع طابا السياحى، مؤكدة أن ذلك سيساهم بشكل كبير فى زيادة حركة السياحة الألمانية الوافدة إلى مصر بوجه عام، وجنوب سيناء على وجه الخصوص، معتبرة أن القرار يعد خطوة مهمة على طريق استعادة السياحة المصرية قوتها، ومؤشرا واضح الدلالة على مناخ الأمن والاستقرار الذى تحظى به مصر، والعلاقات السياسية والاقتصادية المتميزة بين مصر وألمانيا.

وثمنت الوزيرة جهود كل المؤسسات المعنية التى ساهمت بإيجابية فى تجسيد واقع جديد على أرض مصر عنوانه الاستقرار والأمان المتسلح بالإرادة فى غد أفضل ببنية تحتية ووعى وإدراك بطبيعة المرحلة، كما أعربت عن تقديرها لجهود سفارة مصر ببرلين والتى وصفتها بالاستثنائية والتى ساهمت بإيجابية فى خروج هذا القرار الذى أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح.

وطالبت المشاط بوضع خطة عاجلة لتعظيم الاستفادة من القرار الألمانى للاحتفاظ بقوة دفع مستقبلية للاستحواذ على النصيب الأكبر من السياحة الوافدة من المانيا وذلك من خلال برامج تسويقية مبتكرة تستخدم كافة أدوات العصر من تكنولوجيا لطرح المقاصد السياحية المصرية بمختلف أنماطها فى مرمى الاختيار السهل للأصدقاء الالمان وكافة مواطنى دول أوروبا والعالم.

ومن ناحيته أعرب الدكتور بدر عبدالعاطى سفير مصر ببرلين عن سعادته بصدور قرار الخارجية الألمانية، مشيرا إلى أن ذلك يأتى كثمرة لجهود استمرت طوال 4 سنوات مضت كثفت فيها السلطات المصرية اتصالاتها مع نظيرتها الألمانية بتنسيق ورعاية السفارة المصرية لتجميد العمل بقرارات حظر السفر للمقاصد المصرية فى جنوب سيناء على وجه الخصوص.

وأوضح السفير بدر عبدالعاطى أن التوقعات تشير إلى تنامى حركة السياحة الوافدة من ألمانيا إلى مصر وسوف يعمل هذا القرار على دفع هذه المعدلات إلى مؤشرات أكثر إيجابية الا أنه أكد أن هناك تحديات لا زالت تواجه تطلعات مصر فى تدفقات سياحية أكبر من ألمانيا وأهمها ضرورة العمل على تنويع المقاصد السياحية التى يمكن للمواطنين الألمان زيارتها بزيادة الترويج للمقاصد الثقافية، مشيرا إلى التأثير الإيجابى للقاءات وزير الآثار مع المسؤولين الألمان وحديثه عن الاكتشافات الأثرية الجديدة خلال العام الماضى 2018 وحديثه عن المتحف الكبير.

وأضاف: «تحدثت إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى خلال زيارته لفرانكفورت الأسبوع الماضى بصحبة وزراء الاتصالات والاستثمار والنقل بشأن إنشاء خط قطار فائق السرعة ما بين الغردقة والأقصر لما لذلك من تأثير إيجابى كبير على سهولة وأمان نقل وسرعة السائحين فى إطار برنامج سياحى تتنوع مقاصده وأبدى الدكتور مدبولى تفهما كبيرا لأهمية هذه الفكرة وجار دراستها للعمل على البدء فى التنفيذ قريبا».

ويرى الدكتور سعيد البطوطى، أستاذ الاقتصاد الكلى واقتصاديات السياحة بجامعة فرانكفورت، عضو لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا ومنظمة السياحة العالمية، أن القرار الألمانى بشارة تحمل الكثير إلى مصر وتمهد لآثار بعيدة المدى على مستوى بقية البلدان الأوروبية، والمتوقع أن تحذو حذو ألمانيا فى هذا الشأن، موضحا أن الدلائل تشير إلى أن قرار الخارجية الألمانية برفع الحظر عن سفر المواطنين الألمان إلى كل من طابا والشريط الساحلى على خليج العقبة يرجع إلى قناعة الدولة الألمانية باستقرار الأوضاع الأمنية فى عموم جنوب سيناء فضلا عما تعرضت له مؤسسات الدولة الألمانية من ضغوط الرأى العام لديها العاشق للسياحة فى الأراضى المصرية وهى الضغوط التى استجابت لها الدولة رغم إجراءاتها الصعبة التى توصف بالمبالغ فيها بشأن تأمين مواطنيها فى جميع المقاصد السياحية بمختلف أنحاء العالم.

وقال البطوطى إن ما حدث سوف يفتح الباب على مصراعيه لتزايد ضغوط الرأى العام لدى العديد من الدول الأخرى خاصة روسيا وإنجلترا لمراجعة ما فرضتاه من حظر السفر على مواطنيهما إلى ذات المناطق بسيناء ويدعم ذلك بقوة المعلومات المتاحة لدى تلك الدول حول استتباب الأمن فى جنوب سيناء عامة.

وأضاف أن المكاسب المتوقع أن تجنيها مصر من وراء ذلك كبيرة خاصة أن السوق الألمانية أكثر الأسواق العالمية استقرارا من حيث معدلات نزوع المواطنين للسياحة الخارجية حيث تبلغ نسبة معتادى السفر منهم للسياحة نحو 70% من تعداد الدولة وهى نسبة مرشحة للنمو المستمر، مشيرا إلى أن نصيب مصر من السياح الألمان العام الماضى 2018 ورغم قرارات الحظر الألمانية بلغ نحو مليون و707 آلاف سائح وتدور التوقعات حول زيادتها بمعدل نمو يصل إلى 6%.

وأكد البطوطى أن منظمى الرحلات الألمان استجابوا بسرعة لقرار الخارجية الألمانية وبدأوا الإعداد لبرامج سياحية تتضمن منتجعات طابا ودهب ونويبع والاتفاق على تسيير رحلات طيران شارتر مباشرة من مختلف المدن الألمانية إلى مطار طابا، ومن المقرر أن تنظم هذه الرحلات مع بدء الموسم الشتوى مطلع شهر نوفمبر القادم.

من جانبه أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أن القرار الألمانى يعزز الجهود التى تسعى لتحقيق الخير لمصر ويعبر عن فاعلية دعم القيادة السياسية لاستعادة مصر مكانتها اللائقة.

وقال فودة: «وضعت أهدافا محددة منذ تحملى المسؤولية ولن أدخر جهدا فى تحقيق هذه الأهداف التى نسعى من خلالها لتسويق مدن جنوب سيناء كمقصد سياحى عالمى غاية فى التميز والخصوصية ولدينا كل الثقة فى تحقيق مكاسب متتالية على أرض الواقع فى هذا الشأن» مشيراً إلى أن البلاد تسير بثبات فى الاتجاه الصحيح بدعم غير محدود من القيادة السياسية.

وأضاف أن توافد السياح الألمان إلى مدن جنوب سيناء بعد رفع الحظر سوف يكون مقدمة لاتباع دول أخرى نفس النهج الالمانى خاصة مع تتابع التقارير الدولية الإيجابية التى تؤكد استقرار الأوضاع الأمنية فى مصر عامة وجنوب سيناء خاصة، ويعزز ذلك المؤشرات المعلنة لمنظمة السياحة العالمية التى أدرجت مصر فى مقدمة الدول الأعلى نموا فى حركة السياحة الوافدة إليها من جميع بلدان العالم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية