سادت حالة من الغموض حقيقة الوضع الصحى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذي يتلقى العلاج من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، بعد تصريحات متناقضة مصحوبة بمخاوف من تحقق نبوءة عرافة بلغارية عمياء.
وقال ترامب، الذي بدا منهكا، من غرفته بالمستشفى للأمريكيين إن الأيام القليلة المقبلة ستكون «الاختبار الحقيقى» في علاجه من فيروس كورونا. ومع ذلك قال في مقطع فيديو من 4 دقائق على حسابه بموقع تويتر إنه يشعر «بتحسن كبير».
وأضاف الرئيس الأمريكى، وهو يجلس على مائدة مستديرة مرتديا سترة بدون رابطة عنق بمركز والتر ريد الطبى العسكرى، «خلال الأيام القليلة المقبلة أعتقد أنها ستكون الاختبار الحقيقى، لذلك سنرى ما سيحدث خلال اليومين المقبلين».
وجاءت الكلمة بعد ساعات من تقييمات متناقضة من مسؤولين بالإدارة الأمريكية أعطت صورة غير واضحة عن الوضع الصحى للرئيس منذ اكتشاف إصابته بالفيروس مساء الخميس.
وقال فريق أطباء البيت الأبيض إن وضع الرئيس يتحسن وإنه يتحدث بالفعل عن عودته إلى البيت الأبيض. ونقل أحد الأطباء عن ترامب قوله «أشعر بأننى أستطيع الخروج من هنا اليوم».
وقبل ذلك بدقائق، قدم كبير موظفى البيت الأبيض مارك ميدوز تقييما أقل تفاؤلا، وقال للصحفيين إن وضع المؤشرات «الحيوية للرئيس كان مقلقا للغاية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وستكون الساعات الثمانى والأربعين المقبلة حاسمة، لم نصل بعد إلى طريق واضح للتعافى».
وغير ميدوز، الذي أدلى بتصريحاته الأولى شريطة عدم ذكر اسمه، نبرته بعدها بساعات وقال لرويترز إن ترامب «يبلى بلاء حسناً» وإن الأطباء سعداء جدًا بمؤشراته الحيوية. ولم يوضح ميدوز سبب التناقض في تعليقاته. وقال مستشار لترامب طلب عدم نشر اسمه إن الرئيس لم تُعجبه تصريحات ميدوز الأولى.
ونُقل ترامب إلى مركز والتر ريد القريب من واشنطن يوم الجمعة بعد 17 ساعة تقريبا من تشخيص إصابته بالمرض. وقال مسؤولون بالإدارة الأمريكية إن نقل الرئيس للمستشفى إجراء احترازى وإنه سيقضى هناك عدة أيام.
وقال مصدر مطلع إن قرار نقل ترامب إلى مستشفى جاء بعد معاناته من صعوبة في التنفس وتراجع في نسبة الأكسجين. وهو ما نفاه طبيب البيت الأبيض شون بى. كونلى، الذي قال إن «الفريق الطبى وأنا سعداء للغاية إزاء التحسن الذي يحققه الرئيس»، لكنه أحجم عن تقديم موعد محدد لخروج ترامب من المستشفى.
وأصدر كونلى بيانا قال فيه إن الرئيس «لم يتجاوز الخطر بعد» لكنه أوضح أن الفريق الطبى يشعر بتفاؤل حذر. وأوضح أن ترامب تلقى أول جرعة من عقار ريمديسيفير المضاد للفيروسات، الذي تنتجه شركة جيلياد ساينسز الأمريكية وأثبت أنه يقلص فترة بقاء مرضى كورونا في المستشفيات.
وأضاف كونلى أن ترامب (74 عاما) يعالج أيضا بدواء شركة ريجينيرون المكون من مزيج من الأجسام المضادة، إلى جانب الزنك وفيتامين د والفاموتيدين والميلاتونين والأسبرين.
من جانبها، لفتت صحيفة «ذا صن» البريطانية إلى العرافة البلغارية العمياء الراحلة، فانغا، التي تنبأت بإصابة الرئيس الأمريكى الـ45 (حاليا دونالد ترامب) بفيروس خطير سيجعله يعانى كثيرا.
وقدمت فانغا، المعروفة أيضا باسم «نوستراداموس البلقان»، قبل وفاتها مباشرة عام 1996 عن عمر يناهز 85 عاما، سلسلة من التنبؤات لعام 2020.
ووفقا لأحد تنبؤاتها، فإن الرئيس الـ45 للولايات المتحدة (وهو حاليا ترامب) سوف يستسلم لمرض غير معروف في وقت ما في المستقبل القريب. وقالت فانغا إن المرض سيتسبب في إصابة الرئيس الأمريكى بفقدان السمع وطنين في الأذن وورم في الدماغ.
وقد تحققت عدة نبوءات للعرافة العمياء، ومن بينها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وأحداث 11 سبتمبر في أمريكا، والتسونامى المدمر في تايلاند.
وكانت فانغا قد تنبأت أيضا بنهاية الكون عام 5079.
في المقابل، أصيب بالفيروس عدد من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهورى منذ إعلان إصابة ترامب ومنهم أعضاء مجلس الشيوخ مايك لى، وتوم تيليس، ورون جونسون وكذلك المستشارة السابقة بالبيت الأبيض كيليان كونواى وحاكم نيوجيرزى السابق كريس كريستى.
ويمثل إعلان إصابة ترامب أحدث انتكاسة للرئيس الجمهورى الذي يتخلف عن منافسه الديمقراطى جو بايدن في استطلاعات الرأى قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 3 نوفمبر.
ومع وجود ترامب في المستشفى أعلنت حملته عن مشاركة نائب الرئيس مايك بنس وأكبر أبناء ترامب، وهما دونالد جونيور وإريك، في أنشطة الدعاية الانتخابية بدءا من اليوم.
ويواجه بنس المرشحة لمنصب نائب الرئيس في حملة الحزب الديمقراطى كامالا هاريس في مناظرة الأربعاء.
وتحدث المرشح الديمقراطى جو بايدن، الذي تجنب إلى حد كبير انتقاد ترامب خلال جولة انتخابية في ميشيجان يوم الجمعة، بلهجة أشد حدة السبت حتى رغم تعبيره عن تمنياته للرئيس بالشفاء.