x

صحة.. فارق كبير بين الوحدة وأن تكون وحيدًا

الجمعة 02-10-2020 22:35 | كتب: آية كمال |
أيقونة أيقونة تصوير : آخرون

الوحدة هى ما تشعر به وأنت تبحث عمن تريد التواصل معه، شريك أو صديق، أو ربما زميل، وقد لا تجد أحدا لهذا التواصل، وربما يكون هذا الشريك غير متاح الآن.. قد تشعر بالوحدة وكأنها شعور صعب للغاية وهناك سبب وجيه لذلك. عندما كنا صغارًا، إذا بكينا ولم يأتِ أحد، كنا نشعر وكأنه الموت، لذلك يربط الكثير منا، دونما تخطيط، بين الشعور بالوحدة والموت.

كأطفال، نتعلم القيام بأشياء كثيرة لتغطية هذا الشعور، مثل الانفصال عن أجسادنا، حيث توجد مشاعرنا، فيما يبقى التركيز فى رأسنا حيث منبع الأفكار.. إذا حكمنا على أنفسنا عندما نرتكب الأخطاء، بأننا لا نتلقى الحب الذى نحتاجه، باعتبارنا غير جيدين بما فيه الكفاية، سنشعر بالفعل ببعض الإحساس بالسيطرة، أى أنه إذا كان بإمكاننا تغيير أنفسنا وأن نكون جيدين بما يكفى، سنحصل على الحب ونتجنب الألم.

نستخدم الطعام أو التليفزيون، أحيانا لتخدير الشعور، أو حتى التحول إلى السجائر أو الكحول فى سن مبكرة، وتعد محاولات جعل والدينا أو الآخرين أن يمنحونا الحب والاهتمام الذى نحتاجه، وسيلة للتحكم فى سلوكياتنا كالغضب أو الانفعال، أو حتى الدخول فى علاقات مترابطة مماثلة، خاصة فى مرحلة البلوغ، أو التحكم فى السلوكيات مع شريك رومانسى.

المشكلة فى كل استراتيجيات البقاء هذه هى أنها أشكال من التخلى عن أنفسنا، وكذلك محاولة السيطرة على الآخرين، ما يجعلنا نشعر بالوحدة والفراغ بداخلنا، فى حين أن الشعور بالوحدة هو الرغبة فى التواصل مع شخص ما عندما لا يتوفر أحد للتواصل معه، فالوحدة، إذن، هى الشعور الأجوف الذى تشعر به عندما تتخلى عن نفسك بأى من الطرق السابقة. وقد تشعر أحيانًا وكأن روحك تسبح فى الفضاء دون حبل.

الجلوس مع وحدتنا

وللتعبير عن ذلك الشعور الذى يمكن أن نستخلص منه تجربة واقعية، يصف أحدهم مشاعره فيقول: «لقد ترعرعت كطفل وحيد مع أبوين نرجسيين لم يكن لديهما أى فكرة عن كيف يشعرانى بالحب، وكيف يتواصلان معى. كانت الوحدة التى شعرت بها فى بيتى شديدة لدرجة أننى اضطررت لتعلم طرق تجنبها. لقد تعلمت كيفية إدارتها من خلال التعطش للقراءة، وأن أرسم، وأحترف بعض المهن، وأنفق الكثير من الوقت قدر الإمكان فى الخارج أو فى منازل الأصدقاء. ولم أكن وحيدا فى المدرسة. فى الواقع، لقد اكتشفت العديد من الطرق لإدارة الشعور بوحدتى بشكل إيجابى لدرجة أنه عندما سألنى الناس ما إذا كنت وحيدًا، كنت دائمًا أرفض ذلك».

يضيف: «فى زواجى كنت أشعر بالوحدة مع زوجتى.. طوال هذا الوقت كنت أتخلى عن نفسى من خلال الانفصال عن جسدى والبقاء فى رأسى حتى لا أشعر بالوحدة أكثر، ولكن نتيجة لذلك، كنت أشعر بوحدة فى داخلى، كنت قد تعلمت فى هذا الوقت كيف أكون على اتصال مباشر بإرشادى الروحى». «الوحدة.. شعور كنت أتجنبه، فهو يؤلمنى كثيرًا. ولكن ماذا يفترض بى أن أفعل بهذا الشعور؟.. لقد تدربت بضعة أشهر حتى تعلمت دروسا أكثر عمقا.. فما هى؟

● تعلمت أن المواقف والناس يخلقون وحدتى، لكننى خلقت وحدتى الخاصة من خلال التخلى عن ذاتى.

● تعلمت أننى شعرت بالوحدة وأنا مع زوجتى أو مع شخص آخر، بسبب إغلاق أحدنا أو كلينا لقلوبنا، فلم نكن متاحين للتواصل الروحى، وعلمت حينها أننى إذا كنت منفتحا وأشعر بالوحدة، فهذا يعنى أن زوجتى أو الشخص الآخر منغلق.

● تعلمت أنه عندما يتم إغلاق شخص ما، قد أكون منفتحًا على معرفة السبب، أو يمكننى فك الارتباط بمودة، ما يعنى أننى أنهيت التفاعل لأعتنى بنفسى فقط، وليس بمعاقبة زوجتى أو صديقى.

● تعلمت وبعد أن أصبحت بالغًا أننى يمكننى بسهولة التحكم فى الشعور بالوحدة، مع الاهتمام والتعاطف مع نفسى والسماح لها بالتحرك من خلالى. ثم يمكننى أن أفعل شيئًا ما إذا لم تكن زوجتى متاحة للتواصل، كالاتصال بزميل ما فى هذا الوقت.

● تعلمت أنه إذا تخليت عن نفسى وقت الشعور بالوحدة، سأجمع بين هذا الشعور وأن أكون وحيدا على حد سواء، ما جعلنى أشعر باليأس والإحباط، ولكن عندما بقيت على تواصل فى قلبى مع روحى الداخلية، غاب عنى الشعور بالوحدة فى الداخل، وبعدها تمكنت من إدارة الشعور بالوحدة بسهولة.

الآن، لم أشعر أبدًا بهذا الشعور المرعب الذى طالنى مع الإحساس بالوحدة التى كنت أتجنبها لسنوات عديدة. الآن يبدو الأمر وكأنه خصلة صغيرة فى الداخل، وما أدركه الآن يعنى أننى نادرا ما أشعر بالوحدة، عندما أكون وحيدا أو بعيدا عن الآخرين، وأننى يمكننى أن أختار خيارًا محببا لنفسى، للاستفسار عما يحدث بداخلى أو للبحث عن الحب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية