أظهرت دراسة نُشرت حديثًا أن المريخ يحتوي على وفرة من المياه السائلة في البحيرات الجوفية في قطبه الجنوبي. ووجد البحث الذي نُشر في مجلة «Nature Astronomy»، ثلاث بحيرات في منطقة «Ultimi Scopuli»، بالقرب من القطب الجنوبي للمريخ، ويعتقد العلماء أنها مليئة بالمحلول الملحي أو المياه المالحة.
ووفقا لـ «فوكس نيوز» قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة إيلينا بيتينيلي في بيان: «لم نؤكد فقط موقع ومدى وشدة العاكس المحدد في دراستنا لعام 2018»، مضيفة «لكننا وجدنا أيضًا ثلاث مناطق جديدة عاكسة للغاية». في عام 2018، توصل العلماء إلى اكتشاف مذهل لـ «جسم مستقر من الماء السائل» على سطح المريخ. ويبلغ عرض البحيرات الثلاث ما يقرب من 6 أميال، وعمق ما يقرب من ميل وحوالي 12 ميلا من البحيرة المكتشفة في عام 2018.
وبحسب «فوكس نيوز» كتب الباحثون في ملخص الدراسة: «تعزز نتائجنا الادعاء باكتشاف جسم مائي سائل في منطقة»Ultimi Scopuli«وتشير إلى وجود مناطق رطبة أخرى قريبة». واقترحوا«أن المياه عبارة عن محلول ملحي فوق الكلورات شديد الملوحة، ومن المعروف أنها تتشكل في المناطق القطبية المريخية ويعتقد أنها تعيش لفترة طويلة من الزمن على نطاق جيولوجي في درجات حرارة أقل من الانصهار. ونظر بيتينيلي والعلماء الآخرون في الدراسة إلى بيانات الرادار من»MARSIS«(رادار المريخ المتقدم للرصد تحت السطح والأيونوسفير)، والذي وصفته وكالة ناسا بأنه»مسبار للرادار تحت السطح بهوائي بطول 40 مترًا (130 قدمًا) على المركبة المدارية مارس إكسبريس «. وتتمتع البحيرات بإمكانية أن تكون موطنًا للحياة الميكروبية، والتي من المعروف أنها موجودة في الصقيع في الظروف القاسية.
وأضاف المؤلف المشارك للدراسة والباحث الرئيسي في تجربة «MARSIS» روبرتو أوروسي في البيان: «بينما يمكن أن يُعزى وجود بحيرة تحت جليدية واحدة إلى ظروف استثنائية مثل وجود بركان تحت الغطاء الجليدي، فإن اكتشاف نظام بحيرة كامل يعني أن عملية تكوينها بسيطة نسبيًا وشائعة، وأن هذه البحيرات لديها من المحتمل أن تكون موجودة في معظم تاريخ المريخ». و«لهذا السبب، لا يزال بإمكانهم الاحتفاظ بآثار أي أشكال حياة يمكن أن تكون قد تطورت عندما كان المريخ يتمتع بجو كثيف، ومناخ أكثر اعتدالًا ووجود ماء سائل على السطح، على غرار الأرض في وقت مبكر.»
وذكرت «فوكس نيوز» ان إنريكو فلاميني، رئيس مدرسة البحوث الدولية لعلوم الكواكب في جامعة جامعة كييتي بيسكارا، الذي لم يشارك في الدراسة أوضح: «من غير الواضح ما إذا كان اكتشاف 2018 مرتبطًا بالاكتشاف الحالي، ولكن قد يكون علامة على وجود المزيد من المياه لاكتشافها». وأضاف فلاميني: «القول بأن هذه النتائج الجديدة تجعلني سعيدا لا يكفي.» «السؤال الحقيقي الوحيد الذي لا يزال مفتوحًا بعد عملنا الأول هو: هل هذا هو الدليل الوحيد على وجود الماء السائل تحت الجليد؟ في ذلك الوقت لم تكن لدينا بيانات لنقول المزيد عنها، الآن يُظهر هذا البحث الجديد أن اكتشاف 2018 كان مجرد أول دليل على نظام أكبر بكثير من المسطحات المائية السائلة في باطن الأرض المريخية. هذا بالضبط ما كنت أتمناه: نتيجة رائعة، حقًا!»
في أبريل 2019، اقترحت مجموعة منفصلة من الباحثين أن المياه التي يُعتقد أنها مسؤولة عن الخطوط المظلمة على الكوكب الأحمر قد تأتي من تحت السطح. واقترحت مجموعة منفصلة من الباحثين في يناير 2020 أن الماء على سطح المريخ كان يحتوي ذات مرة على المكونات الصحيحة لدعم الحياة. وفي مارس، اكتشف باحثون آخرون وجود جزيئات عضوية «متوافقة مع الحياة». وأطلقت وكالة ناسا مؤخرًا مركبة «Perseverance» الجوالة في الفضاء لاستكشاف المريخ. وأثناء تواجدها على الكوكب الأحمر تؤدي المركبة الجوالة مجموعة متنوعة من الوظائف المختلفة، بما في ذلك البحث عن أدلة على الحياة القديمة.