قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن إتفاق السلام الموقع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، في الولايات المتحدة الأمريكية يشير إلى أننا دخلنا مرحلة جديدة في العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل بعد سياسة المقاطعة.
وأضاف خلال لقاءه مع الإعلامي شريف عامر، في برنامج يحدث في مصر، بفضائية إم بي سي مصر، أن الذي حدث هو السلام مقابل السلام، وليس هناك إطار محدد لهذه الإتفاقية فليس هناك بنود إتفاق على قضايا معينة، لافتا إلى أن إسرائيل وعت الدرس في سلامها مع مصر فكان سلام بارد بين حكومات لم يصل إلى الشعوب لذا كان الحديث عن أهمية أن يكون التطبيع مع التوقيع على الاتفاقيات.
وأوضح الفقي، أن الإمارات والبحرين دولتين لهما سيادة ولهما الحق في توقيع أي إتفاقيات دون أن تعترض أي دولة بما فيها فلسطين،متابعا:«قد تكون هذه الاتفاقات محاولة لتحريك المياه الراكدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فدعونا نرى ما سيحدث وقد يكون هناك نتائج مختلفة اذا ما سلكت بعض الدول طرق جديدة في طريق الوصول إلى الحل الشامل للقضية الفلسطينية.
وحول موقف مصر من الاتفاقيات قال الفقي إن مصر لن تكون ملكية أكثر من الملك فقضية فلسطين تبدأ وتنتهي عند موقف الفلسطينين أنفسهم علينا أن ندعم حقوقهم في الحصول على وطن مستقل ولكن في النهاية لا نملك أي نفرض عليهم خيارات بعينها.
وتابع الفقي:«علينا أن ننتظر ونرى ولكي تصل إلى حل للقضية الفلسطينية عليك أن تبذل مجهودا لبناء جذور الثقة للوصول إلى تسوية بين اسرائيل وفلسطين».
ورأى الفقي أن توقيع الاتفاقيات في الوقت الحالي يصب في مصلحة ترامب قبل الانتخابات وهي محاولة للجلوس في البيت الابيض ولاية جديدة، مضيفا الدول العربية تريد أن يستمر ترامب في الحكم لأن التصريحات التي يطلقها جو بايدن ليست مبشرة في علاقته مع العرب.
وحول دور الجامعة العربية، قال الفقي :«يجب أن توائم جامعة الدول العربية ظروفها مع الاوضاع الجديدة ولابد أن يدرك الجميع أن الجامعة العربية يجب ان تركز جهودها على العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدان لانها أثبتت أنها لا تستطيع أن تفرض رأيا سياسيا حاليا».
وأكد الفقي أن مصر كانت أول من يوقع إتفاقية سلام مع إسرائيل ويبدوا أنها ستكون آخر من يطبع فمصر ليست ضد اليهودية ولكنها ضد الممارسات الاسرائيلية.
وطالب الفقي إسرائيل بتقديم المرجو منها في إتجاه حل القضية الفلسطينية ووقف عمليات الاستطيان. مشيرا إلى أن انتهاء نظرية المقاطعة يمكن أن تخلق ضغطا اقليميا وعالميا في اتجاه حل القضية الفلسطينية.
وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية عن مواقف الدول من هذه الاتفاقيات، لافتا إلى أنه رغم أن روسيا لم تعقب على تلك الاتفاقيات إلا أنها لا تمانعها ولا ننسى أنها أول من اعترف بدولة اسرائيل.
وأكد أن تركيا تستحدم الورقة الفلسطينية لمصالحها الخاصة وليس من أجل القضية الفلسطينة، مبينا أن العراب الحقيقي للعلاقات العربية الإسرائيلية هي الولايات المتحدة الأمريكية.
وردا على سؤال حول ما يمكن أن يفعله محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قال الفقي أن محمود عباس لا يملك نفس الاوراق التي كان يملكها عرفات ولكنه رئيس السلطة الفلسطينة الذي ليس له بديل والشارع الفلسطيني منقسم وبالتالي يمكن أن يعلق أو يبارك ولكنه لا يمكن أن يضحي بعلاقاته مع دول الخليج لأن الدول الخليجية قدمت دعما ماليا كبيرا لهم خلال العقود الماضية.
وقال الفقي إن هناك قبولا عربيا عاما ولا يوجد انتقاد شديد من الدول للاتفاق حتى بين الدول التي وصفها الحدية مثل الجزائر وتونس، مؤكدا تمسك الدول العربية بالحقوق الفلسطينية ولكن الاوضاع تغيرت ويجب أن يكون هناك طرق بديلة للوصول إلى حل للقضية.