اتهم خبراء سياسيون وأمنيون الرئيس مرسى وتيار الإسلام السياسى بتوفير غطاء سياسى للجماعات الإرهابية فى سيناء باستخدام أسلوب يتسم باللين مع خاطفى الجنود المصريين فى سيناء، وهو ما ظهر حسب قولهم فى عدم إعطاء القوات المسلحة قراراً سريعا بالتحرك لتحرير المختطفين، لإعطاء الفرصة للجماعات السلفية للتفاوض مع الجماعات الإرهابية لحل الأزمة والإفراج عن الجنود دون تدخل عسكرى.
قال الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن الرئيس مرسى قام بتعطيل التدخل العسكرى ليعطى الخاطفين فرصة للإفراج عن الجنود دون تدخل عسكرى، لافتاً إلى أن الرئيس ينظر لهذه الجماعات الإرهابية كرصيد استراتيجى له، يمكن أن يلجأ لهم عندما تتأزم الأمور ولا ينجح فى بسط سيطرته على الدولة بالتمكين، فيلجأ إليهم لفرض سيطرته بالقوة كما فعلت حماس بقطاع غزة.
وأكد جاد أن الرئيس أعطى الغطاء السياسى لهذه الجماعات منذ وصوله للسلطة، والآن يقوم بحمايتهم من خلال موقعه كقائد أعلى للقوات المسلحة ويكبل يد الجيش عن التحرك، ليبحث عن مخرج آمن لهذه الجماعات من الأزمة، وأعطى الفرصة للسلفيين وغيرهم من التيارات الدينية للتفاوض مع الإرهابيين للإفراج عن المختطفين وتعويضهم فى فرصة أخرى.
فيما قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرئيس ينظر إلى التيارات الجهادية حسب ارتباطات جماعته وفصائل الإسلام السياسى وليس كرجل دولة.
ولفت نافعة إلى أن المعلومات عن الخاطفين غير متوفرة حتى الآن، ولا أحد يعلم إذا كان الرئيس يقوم بتحجيم دور العمل العسكرى للإفراج عن المختطفين أم لا، لكن رد فعل مؤسسة الرئاسة يعطى انطباعاً بأن الرئيس يتبنى موقفاً ليناً مع الخاطفين ويقف حائلاً أمام أى تحرك عسكرى للإفراج عن الجنود المختطفين.
فيما قال علاء عبدالمنعم، عضو مجلس الشعب السابق، إن الرئيس يتعامل مع هذه الجماعات باستيحاء وكأنها صاحبة فضل عليه، لذلك خرج رد فعل الرئيس متخبطاً، فقام بدعوة الأحزاب الكرتونية والكنيسة والأزهر لمناقشة الأزمة، التى قال عبدالمنعم إنها لن تحل إلا بالتفاوض المباشر مع الخاطفين وتلبية مطالبهم وتكون إهانة كبيرة للدولة، أو من خلال عملية عسكرية نوعية يقوم بها متخصصون فى مواجهة العمليات الإرهابية، مؤكداً أنه لا مجال لحل ثالث للأزمة.
وأوضح عبدالمنعم أن الرئيس أعطى غطاءً سياسياً لهذه الجماعات لحظة وصوله للسلطة، عندما أصدر قراراً بالإفراج عن المساجين من الجماعات الإرهابية، ودعوة بعضهم للاحتفاليات الرسمية للدولة، وهو ما اعتبره يعكس فضل تلك الجماعات على الرئيس، وجعل مصر «تسدد فواتير انتخابية».
فيما قال الدكتور نبيل عبدالفتاح، مسؤول تقرير الحالة الدينية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن رد فعل الرئاسة فى قضية المختطفين لم يتغير عنه فى القضايا الأخرى، وأن السمة السائدة فى حكم الرئيس هى البطء فى اتخاذ القرار بسبب ازدواجية اتخاذ القرار بين مؤسسة الرئاسة ومكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين.