قال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومستشاره، إن دولة عربية أخرى سوف تعلن عن إطلاق علاقاتها مع إسرائيل خلال الأسابيع القليلة المقبلة!.. جاء ذلك فى حديث له يوم 14 أغسطس الجارى مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، رافضًا تسمية الدولة العربية التى يقصدها رغم أنه يعرفها بالتأكيد!
ولا أحد يستطيع تحديد هذه الدولة على وجه الدقة، ولكن من الممكن تخمينها من خلال محطات على الخريطة، كان صهر ترامب ومستشاره يتحرك بينها منذ فترة!
وبصرف النظر عن اسم هذه الدولة، فإن المهم فى هذه اللحظات السابقة للإعلان عنها ليس هو اسمها، وإنما المهم هو الثمن الذى ستحصل عليه لنفسها وللعرب فى ذات الوقت حين تقرر إطلاق علاقات لها مع تل أبيب كما فعلت الإمارات، قبل أيام!
وإذا كانت أبوظبى قد أعلنت أن المقابل الذى حصلت عليه هو وقف ضم الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية من جانب إسرائيل، والالتزام بمبادرة السلام العربية، التى تضع السلام مع الطرف الإسرائيلى فى مقابل الأرض، فالأمل كله أن تنتبه هذه الدولة العربية الأخرى إلى أن عليها أن تحصل على شىء مضاف، لا أن تحصل على ما حصلت عليه الإمارات هو نفسه!
وما أقصده بالشىء المضاف أن يكون إقلاع الحكومة الإسرائيلية عن ضم الأراضى وقفًا نهائيًا لا تجميدًا للقرار لأن الفارق كبير بين الوقف النهائى وبين التجميد، الذى يمكن تحويله إلى تفعيل فى أى وقت!
وأقصد أيضًا أن يكون الالتزام بمبادرة السلام العربية ملزمًا لتل أبيب حسب إطار زمنى محدد، يجرى خلاله تحويل المبادرة من نصوص تنام على الورق منذ إطلاقها فى بيروت مارس 2002 إلى عملية حية تعطى الأرض وتحصل فى مقابلها على السلام!
هذه هى الأرضية الواضحة التى على «الدولة العربية الأخرى» أن تمشى فوقها.. وعند ذلك سوف لا تجد عربيًا يلومها أو يأخذ عليها تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.. فإطلاق العلاقات مع الدولة العبرية لا بديل عن أن يكون له ثمن تدفعه، ولا يجوز أن يكون بالمجان!