الضجة التى ثارت ولاتزال حول تعاقد «نتفليكس» مع عمرو دياب لتقديم عمل درامى، هى ضجة ليست فى محلها لأنها لا تطرح السؤال الصحيح!
ذلك أن نتفليكس توصف كلما جاءت سيرتها بأنها منصة عالمية لتقديم الأعمال الفنية الدرامية، من نوعية ما تنوى تقديمه مع دياب.. ومن نوعيات أخرى أيضاً!
والسؤال الذى كنت أنتظره فى هذا الموضوع، ليس عن حظوظ نجاح العمل الدرامى المرتقب، ولا عن فرص خروجه حياً إلى حياة المشاهدين، وإنما السؤال هو: ماذا سيقدم هذا العمل للناس، وما هى القيمة التى سيحملها إليهم مبشراً بها، وداعياً إليها، إذا كتب الله له أن يرى النور؟!
هذا سؤال أول فى الموضوع كله، وهو سؤال لا بديل عن أن يمثل الشغل الشاغل لعمرو دياب، باعتباره البطل المرشح للعمل، ثم لنا جميعاً فى مجتمع يجب أن يتساءل أصحاب العقول فيه عما تحمله الأعمال التى تبثها المنصة العالمية من «قيم» بين مشاهديها.. وبالذات بين الشباب من مشاهديها!
لست فى حاجة إلى الإشارة إلى أشياء بعينها يعرف المتابعون لأعمال هذه المنصة أن كل عمل فنى تقدمه لا يخلو منها.. وهى أشياء سلبية للغاية بكل أسف.. ولكن لأنها تأتى ضمن شكل فنى مصنوع بشكل جيد، فإنها تتسرب إلى وجدان كل مشاهد دون أن يدرى ودون أن يحس!
ولست معنياً بأصل المنصة ولا بفصلها، ولكن ما يعنينى على وجه التحديد هو «الرسائل» التى تشتمل عليها الأعمال التى تنتجها ثم تذهب إلى الترويج لها.. من حقها طبعاً أن تنتج ما تحبه وتراه، ومن حقها أن تعمل على الترويج لما تقتنع به من أشياء، ولكن من واجبنا فى المقابل ألا نغفل عن هذا كله، وأن ننتبه إلى حقيقة مضمون ما تعرضه، وأن ننتبه إلى أن تشكيل وعى أجيال صاعدة من الشباب، لا يجب أبداً أن يكون على يد منصة تعرض ما تعرضه وهى تعرف ماذا بالضبط تعرض وتفعل!
إننى أتوجه بهذه السطور إلى الدكتورة إيناس عبدالدايم، على أساس أنها تستقر على رأس الوزارة المعنية بتشكيل وعى الناس بالقيم الوطنية.. فلا يجوز أن تنازعها المنصة العالمية هذا الأمر ثم تلتزم السكوت.. وأتوجه بالسطور نفسها إلى كل جهة أخرى بخلاف وزارة الثقافة يعنيها تحصين البلد ضد كل ما من شأنه إحداث اختراق فيه!.. اللهم إنى قد بلغت!