x

سليمان جودة شعور بالأسف! سليمان جودة السبت 22-08-2020 01:26


أشعر بالأسف الحقيقى كلما قرأت أن حكومتنا استنفرت ثم أطلقت حملة لترشيد استهلاك المياه، مع بدء كل جلسة جديدة من جلسات التفاوض حول السد الإثيوبى على النيل الأزرق!.

أشعر بالأسف، ليس طبعًا لأن الحكومة أطلقت حملتها، فإطلاق حملة كهذه يظل مسألة تستحق الحفاوة.. ولا لأن الحملة تتوازى مع الذهاب للمرة الألف إلى التفاوض مع طرف إثيوبى لا يحترم كلمته، ولا يراعى حقوقًا ثابتة لمصر والسودان فى ماء النهر الخالد.. فالذهاب إلى التفاوض محسوب لنا رغم كل شىء، ومحسوب على الطرف الذى يتملص منه على الدوام!.

سبب الأسف أننا لسنا فى حاجة إلى تملص إثيوبى لنراجع أنفسنا فى الطريقة التى نستخدم بها المياه، سواء على مستوى الاستخدام الشخصى، أو على مستوى الرى فى الدلتا وفى الوادى!.

وسبب الأسف أن حد الفقر المائى فى العالم هو ألف متر مكعب للفرد سنويًا، وأن البلد الذى يقل فيه نصيب المواطن عن ذلك هو بلد يواجه فقرًا فى الماء!.

وبما أن نصيبنا المعروف هو ٥٥ مليار متر فى كل سنة، فحساب الورقة والقلم يقول إننا مائة مليون مواطن، وإن هذا العدد فى حاجة إلى ضعف هذه الكمية!

ولأن الحصول على ضعف الكمية مسألة غير واردة، على الأقل فى المدى الزمنى المنظور، فاستخدام كل قطرة واحدة فيها لابد أن يكون بحساب، ولابد من معركة موازية لمعركة التفاوض مع الجانب الإثيوبى.. معركة تستخدم كل متر مما هو متاح لنا فى مكانه.. معركة على مستوى وعى الناس، نفهم منها جميعًا أن ترك حنفية البيت أو العمل مفتوحة جريمة تستوجب الحساب، وأن فتح الخراطيم الضخمة فى الحدائق بلا تقدير دقيق لحاجة الحديقة جريمة مماثلة، وأن الرى بالغمر فى وجود وسائل الرى الحديثة جريمة ثالثة!.

أشعر بالأسف لأن الوعى بهذا كله لا يزال دون الطموح.. فالوعى كان سلاحًا خُضنا به معركة السادس من أكتوبر ١٩٧٣، فانتصرنا، وكان لابد أن ننتصر!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية