أنتمى لعائلة صوفيّة المنزع. نؤمنُ بوحدة الكون، وواحدية الخالق، ورغبته فى تعدد سُبل عبادته عبر طرائقَ وعقائدَ عدّة، تصبو جميعُها إلى الإله الواحد الحق. «ولو شاءَ اللهُ لجعلَكم أمّةً واحدة»، قرآن كريم. لهذا تصالحتُ أنا وعائلتى الكبيرة، وأسرتى الصغيرة، مع كافة المعتقدات، لأن الإيمانَ بالله هو غايتُنا، وليس أسلوب الإيمان به. يشغلنا «النورُ» الذى فى نهاية النفق، وليس النُفُق.
تعلمتُ من ابن عربى وجلال الدين الرومى وشمس التبريزى وغيرهم حبَّ الله. ومن ملأ حبُّ اللهِ قلبَه، لن يكون بقلبه متسعٌ لبُغض لمخلوق، ولو كان حشرةً صغيرة تسعى.
بعضُ أعشاب الهالوك من جهلاء المتطرفين، أغضبهم انتقادى زعيمهم ياسر برهامى حين قال إن زواج المسلم من كتابية يجب أن يتم بمبدأ «الاغتصاب» دون مودة ولا حب! لأن موالاة النصارى كفرٌ. فيجوز للمسلم أن يتزوج المسيحية طمعًا فى مالها أو اشتهاء لجسدها مع البغض! ولا يجوز حتى أن يبادرها بالسلام! نصُّ كلامه بالفيديو:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=EfZ9yZajl4c
ونسأل: هل بَغِض رسولُ الله (ص) زوجتَه ماريا القبطية أم ولده الوحيد، وحرمها السلام؟! ثم ناديتُ الدولةَ بحماية أقباط المنيا من القتل والتهجير ودفع الجزية الإجبارية لأعداء الحياة. فحاولوا النَّيل منى بقرصنة صورة من صفحتى لى وزوجى فى بيتنا جوار مكتبة أوسمة وقلادات عليها تمثال تقريبى للسيدة العذراء عليها السلام. وتعامَوا عن رؤية أربعة تماثيل لبوذا وآخر لزرادشت، بالمكتبة ذاتها، جوار القرآن الكريم! وكلها سُبلٌ للواحد الأحد. الطريف فى الأمر، أن ابنى «مازن» هو مَن التقط الصورة، وأنا مَن اخترت زاوية التصوير جوار البَتول المطهّرة التى أعتبرُها مصدرَ فرح ورحمة وبركة فى بيتى. هى التى اصطفاها اللهُ وطهّرها ولم يسمح للشيطان أن ينخسَها ووليدها، واختصّها بسورة فى القرآن، دون نساء العالمين. وحين يزورنى التليفزيون لإجراء لقاءات معى، تظهر العذراءُ فى كل الزوايا، لأن لدى تماثيلَ عدة لها، وأجلبُ المزيد من كل دولة أزورها. الطريفُ أيضًا أن فى ألبوم الصور ذاته، الذى وضعته بنفسى على صفحتى، صورةً لزوجى يختم القرآن فى رمضان الماضى، لم تلفت نظرهم!
انهمر سيلُ تعليقاتٍ متحضرة تسخر من ضيق أفق كارهى العذراء الطهور. فتأكدتُ أن شعبنا سيبقى راقيًا ونظيفًا، رغم بعض بعوض يثيرُ الغبارَ فى فضائنا. ولكنْ، سرعان ما يحرقه الضوءُ فيسقط من حالقٍ ويموت، دون أن يلوثَ ثوبَ مصرَ النقيّ. مصرُ تنفضُ عن ثوبِها مخلوقاتٍ أوليةً وحيدةَ الخلية، علَقت بذيلها فى غفلة منّا، ومنها. ويبقى أبناؤها المثقفون الواعون الذين يعرفون قدرها ويؤمنون بأن اللهَ حافظُها، ولو كره الكارهون.