x

فاطمة ناعوت نجاح جمعة الحسم فاطمة ناعوت الإثنين 02-09-2013 00:39


أكتبُ إليكم بعد انتهاء «مليونية» «الحسم»، التى مرّت، والحمد لله، بسلام. دعكَ من أن الجبل قد تمخّض، فولد مسيراتٍ نحيلة هنا وهناك ترفعُ أكفًّا سوداءَ على خلفياتٍ صفراءَ تحمل سمتَ الترويع، ما تكاد تلمح كتلتها البشرية من الدور السابع. ودعك من كوميديا تسميتها «مليونية»، على نهج قناة «الجزيرة» التى غدت تُثير الشفقة أكثر مما تثير الغضب، بعدما تحولت من الرصد الخبرى إلى التأليف والإخراج المسرحيّ. ودعكَ من خفّة دم المصريين التى لا مثيل لها بين شعوب الأرض؛ ففجّرت لطيفَ النكاتِ حول «هول» المليونيات التى جابت ميادين مصر وشوارعها فلم يشعر بها أحدٌ، «عشان كانوا عاملينها ع الضيق فمعزموش حد»، أو بالأحرى «هى مليونية لم يرها إلا المؤمنون»، حسب تصريح «الشيخ» وجدى غنيم، ما اضطر المراقبين للبحث عن المتظاهرين بعدسات مُكبّرة قائلين: «اللى مخبّى مليونية الإخوان يطلعها»، وما جعل أساتذة الحساب يراجعون مع أنصار المعزول درسَ «رابعة» ابتدائى: «المليون ستة أصفار، مش ستة أنفار!»، وخبر عاجل يقرر: «جمعة الحسم بالفعل أسقطت النظام والجيش والشعب كله من الضحك»، إلى آخر نكات المصريين الذكية.

وبالرغم من أننى من الذين لا يشمتون فى خصومهم، ولا أعرف حقًّا كيف يشمت الشامتون، إلا أننى أعترف بأن النكات أضحكتنى كما أضحكت الجميع، لسببين. أولاً: لأنها، كعادة النكات المصرية، فائقةٌ عميقةٌ، ونافذة مثل رصاصة البهجة، تخترق عقلك فتخطف ابتسامتك ممزوجةً بالسؤال والتأمل، وثانيًا: لأن أنصار المعزول خططوا لإشاعة الفزع فى الشارع وعلى صفحات فيس بوك وتويتر على مدى أسابيع من «هول» اليوم الأسطورة «30-8» الذى سوف يدمر مصرَ ويغتال المصريين؛ لهذا رأى المصريون أن من حقهم السخرية، ولو عبر النكات، من أولئك الذين قضّوا مضاجعكم، وأشاعوا الرعبَ فى قلوبهم، ونشروا الإرهاب بين جنبات وطنهم. ودعك من المرتزقة الهتّيفة الذين «كانوا» يخرجون لصالح الإخوان تحت مِعول العَوَز والطمع فى جنيهات الشاطر، فتوقفوا عن الخروج حين «انقطعت» قروش السجين الذى أثرى بدم المصريين. ثم دعك من الذين لم يخرجوا اليوم لأنهم أفاقوا من «وهم» أن الإخوانَ «ملسمون».

دعك مما سبق، فالذى يعنينى هو أن جمعة «الحسم» قد نجحت، و«حُسِم» الأمرُ لصالح مصر، ولصالح إرادة المصريين، ولصالح الخير والعدل والجمال. أما المئات الذين خرجوا دون دعم مادى، فربما مازالوا مؤمنين بوهم الإخوان. أولئك الطيبون، أدعوهم من قلبى إلى الإنصات إلى اعترافات صفوت حجازى «دوجلاس»، فى النيابة، ليعرفوا كيف غُرّر بهم وخُدعوا، فحاربوا مصر الطيبة، من أجل أصنام من القشّ. دعونا نبنى مصرَ، فقد أتعبناها كثيرًا.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية