x

السفير الروسى: موسكو تحاول إقناع إثيوبيا بحل أزمة سد النهضة

الأحد 23-08-2020 22:46 | كتب: أ.ش.أ |
السفير الروسي الجديد  جيورجى بوريسينكو - صورة أرشيفية السفير الروسي الجديد جيورجى بوريسينكو - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

أكد سفير روسيا بالقاهرة، جيورجى بوريسينكو، اليوم، أن العلاقة الوثيقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين تشكل حافزًا للتقارب بين البلدين، واصفًا العلاقات مع مصر بأنها «ودية ومُكثَّفة»، وقال إن روسيا تحاول إقناع إثيوبيا بتسوية النزاع بشأن سد النهضة «سلميًا بدون إلحاق الأذى لجيرانها».

وأضاف، في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط: «وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أرسل مناشدات متكررة إلى شركائنا الإثيوبيين يطالبهم فيها بالالتزام بالمفاوضات الجارية والتوصل إلى اتفاق ثلاثى بشأن ملء وتشغيل سد النهضة مع مصر والسودان».

وشدد على أنه من المستحيل تغيير الجغرافيا، ولذلك يتعين على دول حوض النيل أن تتعايش، اليوم وغدًا وبعد 100 عام، ومن الضرورى أن تكون قادرة على حل جميع الأمور بروح الجوار الطيب. وأوضح «بوريسينكو» تفهم روسيا المعنى الاستراتيجى لنهر النيل لمصر وشعبها، وقال: «نعترف بحق إثيوبيا في تطوير اقتصادها، بما في ذلك قطاع الطاقة».

وتابع «بوريسينكو»: «الآلية الخاصة لعقد القمم الثنائية سنويًا والمنتدى الروسى- الإفريقى الذي عُقد في مدينة سوتشى تحت الرئاسة المشتركة لمصر وروسيا أثبتت أن صداقتنا يمكن أن تكون مثمرة للمنطقة بأسرها».

وكشف: «التعاون المصرى- الروسى عميق الجذور، وله تاريخ طويل في تطوره، ونتشارك وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية، ونتعاون في إطار المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة»، مشيرًا إلى أن مصر تُعد أحد شركاء بلاده الرئيسيين في مجال التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأوضح أنه بالرغم من الجائحة العالمية لفيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، فإن هناك تنسيقًا مستمرًا ووثيقًا على مختلف المستويات بين مصر وروسيا، بما في ذلك الرئاسية والوزارية والبرلمانية، مؤكدًا أن مصر ترتبط بعلاقات ثقافية متينة مع روسيا.

وأكد السفير الروسى أن هناك مشاورات منتظمة على مستوى وزارى في إطار مجموعة «2+2» في مجالى الشؤون الخارجية والدفاع، والتى تسهم في تطوير الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، مشيرًا إلى أن الجانبين يشجعان على توسيع التعاون الاقتصادى والتجارى من خلال الإطار الحالى للجنة الحكومية المشتركة.

ونوّه بتشكيل لجنة للصداقة من البرلمانيين لتعزيز العلاقات الروسية- المصرية، معبرًا عن أمله في تكثيف هذه العلاقات بعد إنشاء مجلس الشيوخ المنتخب حديثًا في مصر، مؤكدًا اهتمام البلدين باستئناف الزيارات بعد الانتهاء من وباء كورونا، وأنه يتم حاليًا استخدام تقنيات الاتصالات الحديثة لمناقشة القضايا الأكثر حيوية.

وشدد «بوريسينكو» على أن روسيا تولى اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على اتصالات مكثفة وتعاون مع مصر في مجالى الأمن ومكافحة الإرهاب، وأنه من المخطط عقد اجتماع لمجموعة العمل المشتركة حول قضايا مكافحة الإرهاب في المستقبل، مشيرًا إلى أن مصر تُعد الشريك الإقليمى الأساسى لروسيا في مكافحة الإرهاب، مضيفًا: «نقدر كثيرًا جهود مصر في هذا المجال، بما في ذلك الحملة طويلة الأمد التي تشنها قوات الأمن المصرية في شمال سيناء ضد الإرهاب».

وعن النزاع في سوريا وليبيا، قال «بوريسينكو»: «مصر وروسيا تتبنيان موقفًا وثيقًا فيما يتعلق بالوضع في البلدين»، موضحًا: «موقفنا المشترك هو ضرورة تعزيز الحوار السياسى الشامل بين الأطراف المتنازعة، وأنه لا يوجد بديل إلا الحل السياسى في كلا النزاعين».

وأكد تفهم موسكو مخاوف شركائها المصريين على أمنهم القومى، خاصة مع وجود الكثير من الإرهابيين في شرق ليبيا، الأمر الذي يشكل تهديدًا لكل من مصر وروسيا والولايات المتحدة والعالم بأسره، مشيرًا إلى أن الوضع الحالى جاء نتيجة لتدمير مؤسسات الدولة الليبية عام 2011، ودخول ليبيا، التي كانت مزدهرة، في حرب أهلية واسعة النطاق، كما أكد تأييد روسيا إعلان القاهرة الأخير لأنه يمهد الطريق لحل سلمى للنزاع في ليبيا، مضيفًا: «نبذل جهودًا كبيرة لتجنب الخط الأحمر سرت- الجفرة، الذي أعلن عنه الرئيس السيسى»، مشيرًا إلى أن الجانب الروسى يُجرى مشاورات مستمرة مع تركيا للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في ليبيا وتجميد تحرك قوات الوفاق الوطنى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية