x

حمدى رزق وكتابه «الجائحة».. دعوات البابا وشيخ الأزهر فى مواجهة كارثة أقرب للخيال العلمى

الأربعاء 05-08-2020 01:54 | كتب: لوسي عوض |
كتب كتب تصوير : آخرون

فى تقديمه للكتاب الأحدث للكاتب الصحفى حمدى رزق «الجائحة»، الصادر عن سلسلة «كتاب اليوم»، قال رئيس تحرير السلسلة علاء عبدالهادى: «لو جمح خيال أحد كبار كتاب الخيال العلمى قبل شهور أو سنوات، هل كان يمكن أن يصل به هذا الخيال إلى قسوة وغرابة الواقع الذى وصل إليه كوكب الأرض خلال شهور معدودة؟.. هل كان يمكن أن يصل به هذا الخيال إلى حد تصور توقف حركة الطائرات على مستوى الأرض وليس قارة أو حتى دولة كاملة، بل توقف تام لحركة القطارت والسفن، وكافة وسائل النقل؟.. هل كان يتخيل أن يجبر الناس جبرًا على البقاء فى منازلهم مرعوبين خائفين من هذا الزائر القاتل الذى يتسرب من حيث لا يعلمون، ويخطف الأحبة بلا رجعة، ويفرق بين الأم وأولادها، وبين الإخوة، وبين أفراد الأسرة بلا رحمة؟.. إنه COVID-19 القاتل، أو فيروس كورونا المستجد الذى خرج من حيث لا نعلم، وتفشى وعبر الحدود، واجتاز البحار والمحيطات ليصل إلى أدغال إفريقيا وأصقاع سيبيريا، ويترك ضحاياه بالملايين فى شتى أنحاء الأرض، لم يترك دولة صغيرة أو كبيرة إلا وزارها، كان عادلا: أذل القوى العظمى تماما كما أذل البلاد النامية والفقيرة».

ومثلما أثرت جائحة كورونا فى كل منا.. أثرت فى الكاتب الصحفى حمدى رزق، فراح يشرح كل صغيرة وكبيرة لنا، لعلنا نفهم ونستوعب ما حدث فى كتابه «الجائحة». للكاتب أسلوب أدبى، يرصد بمذاق سردى وتوثيقى يوميات فيروس كورونا فى مصر والعالم، ولعل عناوين فصول الكتاب ولغة الطرح تؤكد هذا، حيث جاءت عناوين الفصول كالتالى: «الجائحة ليست خرافة - حين يأتى الرعب - مشروع البابا فرنسيس - القتل الغاشم - كورونا سوداء!- أغنياء من التعفف - موعد فى الخريف - ما بعد الجائحة». ويقول «رزق» على غلاف الكتاب: «تستحق 2020 وصف (السنة الكبيسة) حصريًا، لم تكمل شهرها الأول إلا بوباء (الكورونا) الذى يحصد الأرواح، وإعصار يخطف القلوب خوفًا.. وما خفى كان أعظم، بإيمان راسخ والإيمان برب السموات والأرض، أرى فجرًا جديدًا، قوس قزح جميلا يداعب عينى منبثقا من (شلالات نياجرا) التى هجرها الناس، أراها فى ضراعة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان يعظ وحيًا فى فراغ لا نهائى فتسمعه البشرية، وفى تقوى الإمام الطيب شيخ الجامع الأزهر وكلماته من قلب رجل صالح، وفى محبة وطبطبة البابا (تواضروس) بابا الكنيسة المصرية، هو يواسى المبتلين، وفى دعوة عابر سبيل فى شوارع المحروسة يتضرع إلى السماء باكيا حاله (حوش عنا البلاء يارب)». كما يناقش رزق أيضا واحدًا من أهم جوانب الجائحة، وهو تأثيرها على اقتصاديات العالم، وبخاصة اقتصاديات الدول النامية والفقيرة والأكثر فقرًا، مشيدًا بدعوة البابا فرنسيس، وحاجتنا الماسة إلى نسخة جديدة لمشروع مارشال عالمى كما سماه «رزق»: «مشروع البابا فرنسيس». وأيضا يشير «رزق» لاستغلال الجماعات الإرهابية لجائحة الكورونا، وتوظيف الفيروس كأداة لتحقيق أهدافها ومخططاتها الإرهابية، مؤكدًا أنه على الرغم من تباين تعليقات الجماعات الإرهابية على أزمة انتشار فيروس كورونا، غير أن العامل المشترك بينهما جميعا ارتبط فى الرغبة فى التوظيف غير الإنسانى للأزمة، وذلك إما عبر العمل على استغلال الارتباك الحاصل على أكثر من ساحة من أجل شن عمليات إرهابية، أو بدافع التشفى فى المجتمعات الغربية وإضفاء طابع دينى على أزمة صحية تعانى منها أغلب المجتمعات البشرية فى الوقت الراهن. ويتناول الكاتب الصحفى حمدى رزق السباق الأمريكى- الصينى على إنتاج وامتلاك المضاد والعلاج لفيروس كورونا، فهو انعكاس لحرب ضروس بين بكين وواشنطن على وقع الجائحة الفيروسية، والاتهامات بين الجانبين تتطاير مع هبات الفيروس، وكلما اجتاح الفيروس أراضى جديدة، هاج السياسيون على الجانبين، وحمت التصريحات حول سبب البلاء، واتهامات خطيرة للصين بتصنيع الفيروس.. لكن طموح التنين بات خارج حدود الكوكب، مما أضحى يهدد القوة الاقتصادية الأمريكية، وكيف تحول هذا الصراع من مباراة علمية إلى صراع سياسى واقتصادى بين كيانات اقتصادية ضخمة.

وفى عالم ما بعد الجائحة، يقول «رزق»: «أملى ورجائى وأحلامى باتساع الكون فى عالم لن يصغر الفقير خده للناس بعد الجائحة، ولن يدير الغنى وجهه للفقير. سيذهب العالم لاتقاء الجائحة فى بلد صغير لا يرى خريطة الكوكب حذر العدوى، ستجتهد العواصم وتهرع من فورها وتنفر إلى توقى الوباء، وستتوفر على حرب الأمراض فى مستعمراتها الفيروسية البعيدة، الفيروس يستعمر الخلايا الحية، المستعمرات الفيروسية البشرية ستكون هدفًا لمنجزات الطب الحديث.. وإذا لم يحدث هذا الذى أتمناه أخشى من الخشية سيكون عالما أكثر قسوة وتوحشًا».

لوسى عوض

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية