أدى الآلاف من أهالى مدينة إدكو في محافظة البحيرة، صلاة الجنازة على روح الدكتور محمد ندير توتو، استشارى الأمراض الصدرية بمستشفى المعمورة بالإسكندرية، مساء أمس، والذى توفى نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد، في جنازة مهيبة تعتبر من أكبر الجنازات التي تشهدها مدينة إدكو لأحد المتوفين من أبناء المدنية نتيجة إصابته بالفيروس، ويعود ذلك إلى أن الفقيد كان محبوبًا ومشهور بفعل الخير الكثير.
وتداول أهالى إدكو قسمًأ للدكتور «ندير» نشره عبر صفحته على موقع «فيس بوك» باحترام مهنته في شهر إبريل الماضى نصه: «أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلًا وسعي في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عورتهم، وأكتم سرهم، وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلًا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، للصالح والخاطئ، والصديق والعدو، وأن أثابر على طلب العلم، أسخره لنفع الإنسان لا لأذاه، وأن أوقر من علمني، وأعلم من يصغرني، وأكون أخًا لكل زميل في المهنة الطبية متعاونين على البر والتقوى، وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقية مما يشينها تجاه الله ورسوله والمؤمنين، والله على ما أقول شهيد.»
وعن سر تجمع العدد الكبير من الأهالى في الجنازة على غير المعتاد، يقول كامل غطاس، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة وادى النطرون، أحد أبناء مدينة إدكو مسقط رأس المتوفى، «كان خلوقًا وملتزمًا بعمله ومحبًا لعمل الخير».
ونعى ناصر محلاوى، مدرس من أبناء مدينة إدكو، الطيب الراحل قائلاً «اللهم تقبل د.محمد ندير توتو في الصالحين وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة، وألهم أهله والهمنا جميعاً الصبر، شهيد الرداء الأبيض لمدينتنا، رحمك الله وغفر لك وتقبل عملك وتضحيتك لعباد الله أنت ومن سبقك من زملائك الأطباء،.يا شهيد إدكو وابنها الطيب، والذي أدى رسالته في علاج أبناء مدينته في عيادته وأبناء وطنه بمستشفى صدر المعمورة. وضحى بحياته في سبيل الرسالة والواجب.»
وأصدرت الإدارة الصحية في إدكو بيانًا لنعى المتوفى، جاء فيه: «ينعى الدكتور، حسام الدين كمال، مدير عام الصحة بإدكو، والدكتورة بسمة سامى عبدالنبي، مدير الطب الوقائى بالإدارة، وجميع العاملين بصحة إدكو شهيد الجيش الأبيض بإدكو، الدكتور محمد ندير توتو.. إدكو إذ تودعك اليوم.. دكتور ندير باق في قلوب أهل إدكو.. قلوب مواطنيها وهي تبكيك، ويكاد الحزن يقتلها، ستظل ذكراك في القلوب والعقول والضمائر؛ فأنت أديت رسالتك مع أبنائها في عيادتك الخاصة، ومع أهل مصر في مستشفى الصدر بالمعمورة.. واجهت الوباء لحماية أهلك ومنحك الله بفضله وكرمه أجر الشهداء ومنزلة الصالحين.. دكتور محمد ندير.. سجلَّت سيرتك في تاريخ مدينتنا بأحرف من نور، وستظل في القلوب.»