لأنه قد لا يقرأ الشكاوى، وقد لا يسمع الهتافات، قرر الواقفون على أبواب «الرئيس» أن يدونوا مطالبهم على جدران «القصر الجمهورى»، وكما وثق الثوار أحداث ثورتهم على جدران التحرير، أراد المتظاهرون أن يوثقوا «كسر السد بين الشعب والرئيس بـجرافيتى شعبى»، يثبت وصولهم إلى باب قصره.
لا يحتاج المار أمام القصر الجمهورى للتحدث مع المتظاهرين للتعرف على مطالبهم أو دافعهم للوقوف أمام باب الرئيس، فالصمت الذى دام 30 عاما أدى بهم للانفجار على جدران قصر الرئيس التى طالما اتسمت بالبياض الناصع. طال انتظارهم أمام البوابة فكتبوا له رسالة استعجال «جدرانية» على الحائط المجاور لبوابة القصر قالوا فيها: «افتح بقى يا مرسى»، وفى رسالة أخرى كتب من لم يستطع الدخول رغم الرسالة الأولى: «يا مستنى الفرج والعدل من مرسى».
لم يستطع «رجب» الانتظار لحين مقابلة الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، حتى يوصل له مطالبه، فكتبها له على حائط كامل، الرسالة كانت تحت عنوان «مطالب المهندس رجب»، عرّف «رجب» نفسه ثم كتب مطالبه: «حبس المشير والعادلى ومفيد شهاب وحاتم الجبلى وتوفير وظيفة مناسبة لى لا يقل راتبها عن 1200 جنيه».
الرسائل الشعبية التى سعى أصحابها لتذكير «مرسى» بها فى بداية فترة توليه الحكم كانت جدران القصر هى الأنسب لحفظها، وأولها تذكيرا بدلالة الوقوف أمام بابه، تقول إحدى الرسائل: الديمقراطية هى التعبير عن الرأى بأدب واحترام وأخذ الحق من أصحابه ورد الحقوق لأهلها»، وتقول أخرى: «كرامة المواطن من كرامة الشعب والساكت عن الحق شيطان أخرس».
ربما لم يظهر ضباط 8 إبريل بين المتظاهرين لكنهم أثبتوا حضوراً على الجدران أيضا، فكتبوا على حوائط القصر: «ضباط 8 إبريل يجب أن نحيا كراما، نطالب بالإفراج عن ضباط 8 إبريل».
حتى المعارضون كان لهم مكان على الجدران، خاصة بعد إصدار قرار عودة مجلس الشعب، كتب المعارضون لهذا القرار أثناء تظاهرهم أمام القصر: «الرئيس اللى يخلف وعده ليس برئيس.. باطل، إمضاء ائتلاف خريجى الحقوق والشريعة».