داخل إحدى قرى الساحل الشمالي، انتشر فيديو لسيدة تتشاجر مع أخرى داخل حمام السباحة، لأنْ الأخيرة ترتدي «مايوة» محجبات، المعروف باسم «البوركيني»، تتطوّر الخلاف فيما بعد إذ قالت الأولى للأخيرة: «المايوة (البوركيني) ده مؤذي للعين»، لترد عليها، قائلة: «أنا بنزل بالمايوة ده في أمريكا، مش هاقدر أنزل بيه في بلدي؟، ده مش خلاف عشان خاطر المايوة، ده خلاف بسبب التقبل، أنتوا مش متقبيلن بعض».
انتقل الخلاف من داخل القرية السياحيّة إلى صفحات المواقع التواصل الاجتماعي، إذ أثار الفيديو اعتراض الكثيرين، «المايوة الشرعي مش مؤذي للعين».
«المصري اليوم» ترصُد القصة الكاملة لخلاف «البوركيني» في الساحل الشمالي.
قصّة «البوركيني»
كشف مصطفى حسن، صاحب فيديو خلاف المايوه الشرعي في الساحل الشمالي، كواليس الواقعة، قائلا: «الاختلاف كان عن المايوه الشرعي، أنا كنت بسمع الفترة اللي فاتت كتير عن الموضوع دة وظهرت السنين اللي فاتت بس كنت بسمع وبقول يا جماعة دة مش بيحصل في الحقيقة لحد ما اتعرضت له امبارح».
وتابع «حسن» خلال اتصال هاتفي ببرنامج «مساء dmc»، المُذاع على فضائية «dmc»: «كنت قاعد أنا والمدام في البيسين عادي فجأة لقيت 5 أو 6 الجيران بيقولوا لمراتي اللبس دة مينفعش من فضلك أطلعي برا البيسين، لو عاوزة تنزلي بيه أنزليه في البحر».
وواصل: «لما سمعت الكلام دة مصدقتش، ومراتي اتنرفزت جدا لأنه بوركيني معروف في أي حتة، خاصة أن فيه واحدة بوركيني بس مش لابسة حجاب، فأنا معرفش المشكلة في البوركيني ولا الحجاب، قالوا المايوه هي المشكلة، والمشكلة فرد الأمن جاي متنرفز عشان كنت بصور».
لا يوجد مانع
«لا يوجد مانع»، هكذا علق على غنيم، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، على الجدل المُثار حول منع ارتداء «البوركيني» في حمامات السباحة أو البحر، قائلا: «الموضوع ده أثير أكتر من مرة وغرفة الفنادق تصدت للظاهرة دي، وبعتت منشور لكل القرى والفنادق بالسماح بنزول السيدات بالمايوه الشرعي».
وأضاف «غنيم» خلال اتصال هاتفي ببرنامج «مساء dmc»، المذاع على شاشة قناة «dmc»: «المانع الوحيد هو مخالفة التعليمات الصادرة من وزارة السياحة بارتداء الملابس المخالفة ولكن طالما أن مايوه حريمي معتمد ومسموح له، كما أن المايوه الشرعي مسموح بارتداءه في جميع القرى والفنادق السياحية».
وأكد عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية أن هناك إجراء حازم لأي شخص يعترض على هذا القرار، وتقديم شكوى لغرفة الفنادق والتي من شانها أخذ إجراء وقائي قوي جدا مع وزارة السياحة.
ما هو البوركيني؟
يُعرف «البوركيني» بأنه لباس خاص للسباحة، له ألوان زاهية، مكوّن من بنطال وفوقه بلوزة بأكمام طويلة، ويتم صناعته من أقمشة خفيفة، لا تشكل عائق أثناء السباحة، يرتديه المحجبات بشكل كبير، لكن ترتديه أيضًا السيدات اللاتي يرغبن في حماية أجسادهن من حرارة الشمس، وخاصةً أصحاب الأمراض الجلدية.
وعن سبب التسمية، قالت مصممته عاهدة زناتي، أسترالية من أصل لبناني، إنه «حينما كنت أحاول تسويق البوركيني في البداية وقبل أن أعطيه اسما كنت أشرح للسيدات كيف هو قطعتين وكٌن يعتقدن بأنه بكيني. فكنت أزيد شرحا بأنه يغطي الجسد كله وكنت أقرأ مقالا فوجدت في العنوان (لقد نزلوا البحر بالبرقع)».
وأضافت في حوارها مع «دويتش فيله»: «لفتت انتباهي كلمة برقع فبحثت عنها في القاموس دون أن أكمل قراءة المقال، وفي ذلك الوقت كان تعريف الكلمة أن البرقع قطعة من القماش تغطي الجسد ـ ولم يذكر الوجه ـ ولذلك أردت استخدام الكلمة ودمجها مع كلمة بيكيني فخرجت كلمة بوركيني، لقد قصدت أن ادمج الثقافتين الشرقية والغربية في كلمة واحدة وشعار واحد».
وعن فكرة تصنيعه، قالت «عاهدة»: «ليس رمزا للإسلام، ولم أقصد أن أفرق بين المسلمة وغير المسلمة بارتدائه، قصدت فقط أن أجعل بعض الفتيات والسيدات مرتاحات في ملابسهن أثناء ممارسة الرياضة».
وحدّدت «عاهدة» بإحصائية بسيطة، أهم الدول التي تستورد «البوركيني» وهي: «الولايات المتحدة وكندا وأوروبا ولدينا أيضا زبائن في الدول العربية منها قطر والبحرين، واستقبلنا طلبات تقريبا من كل أنحاء العالم عبر الانترنت. أما عن مستخدميه في السابق وقبل الجدل حوله أستطيع أن أقول أنه كان حوالي سبعين بالمائة من المسلمات وثلاثون بالمائة من غير المسلمات وكنا نقيس ذلك من الرسائل التي كانت تصلنا حول المنتج».
خلافات البوركيني
في يونيو 2019، تحديدًا على شواطئ مدينة غرونوبل الفرنسيّة، أعلن رئيس المدينة، إغلاق حمّامي سباحة تابعين للبلدية بالرغم من موجة الحر التي تجتاح البلاد، وذلك بعد خلاف حول ارتداء نساء للبوركيني.
وقالت البلدية في بيان إن رجال الإنقاذ طلبوا إغلاق حمامي السباحة لانهم «موجودون هناك للحفاظ على سلامة السابحين ولا يمكنهم فعل ذلك عندما يتعيّن عليهم القلق بشأن الحشود» التي نتجت عن ارتداء نساء لملابس سباحة مثيرة للجدل.
داخل ألمانيا أيضًا، اشتعلت الآراء حول البوركيني، إلى أن رفعت محكمة ألمانية الحظر الذي فُرضَ على البوركيني، بسبب منع ارتداء هذه الملابس في حمامات السباحة التابعة لمدينة كوبلنز الغربية، وقال المسؤولون إن ذلك الزي «يجعل من المستحيل التحقق مما إذا كان مرتديها يعانون من جروح أو أمراض مفتوحة».