أزمات عديدة تلاحق منصة الفيديوهات القصيرة الصينية «تيك توك» واتهامات ونزاعات بسبب المحتوى ليس فى مصر فقط، ولكن يمتد الأمر إلى دول أخرى فبسبب استخدامات غير أخلاقية وإذاعة مقاطع تحمل إيحاءات وعبارات جنسية، تصدرت أخبارها بعض الفتيات مؤخرا، مما زاد المخاوف لدى أولياء الأمور من استخدام أبنائهم لتلك المنصة التى يقبل عليها المراهقون وصغار السن بشكل كبير، وأظهرت بيانات جهاز تنظيم الاتصالات زيادة الإقبال على التطبيق بنسبة ١٩٤% خلال أول شهر من الحظر الصحى الذى تم فرضه فى منتصف شهر مارس الماضى، وارتفع الإقبال عليه مرة أخرى فى شهر رمضان بنسبة ٢٥%.
وكشفت «تيك توك» أنها أزالت ما يزيد على 49 مليون مقطع فيديو خلال ستة أشهر الماضية لانتهاكها شروط المحتوى، وأوضحت فى تقرير عن الشفافية أن السبب الرئيسى للإزالة هو محتوى «تعرى البالغين والأنشطة الجنسية»، حيث تمت إزالة واحد من كل أربعة مقاطع فيديو محذوفة لهذا السبب، وشملت الأسباب الأخرى تعاطى الكحول والمخدرات والعنف وإيذاء النفس أو الانتحار، ولفتت الشركة إلى أنها تلقت 500 طلب من الحكومات ووكالات إنفاذ القانون فى 26 دولة خلال النصف الثانى من عام 2019، بسبب المحتوى.
وتم حظر التطبيق فى الهند الأسبوع الماضى، بعد إزالة 16.5 مليون مقطع فيديو، أما الولايات المتحدة فشهدت حذف 4.6 مليون مقطع.
وقالت «تيك توك» ردا على الاتهامات الموجهة للمنصة بسبب المحتوى الذى اعتبره الكثير يؤثر سلبيا على سلوكيات الأطفال والمراهقين، إن التطبيق يقدم مجموعة من إعدادات الأمان والسلامة العائلية، بالإضافة إلى مراجع تعليمية فى مركز الأمان. وشددت على أن التطبيق هو للمستخدمين ممن أعمارهم 13 عامًا وما فوق فى شروط الخدمة، ويتضمن التطبيق مقاييس لتحديد العمر عند تسجيل الحساب فى البداية، كما أنه مصنف لمن هم أكبر من 12 عاما على متجر التطبيقات، وهو ما يتيح للآباء حظره من هاتف أطفالهم باستخدام أدوات الرقابة الأبوية. كما نحث الآباء على الإشراف على معدل وطريقة استخدام أطفالهم للإنترنت وسلوكهم، بما فى ذلك أى تطبيقات قد يقومون بتنزيلها.
بجميع المستخدمين على توخى الحذر سواء على منصات الإنترنت أو خارجها.
من جانبه قال على خالد، خبير التكنولوجيا، إنه لابد من وجود رقابة أبوية من أولياء الأمور على أبنائهم داخل الإنترنت وخارجه، ومراقبة المواقع التى يتعرض لها الأطفال والمراهقين، لافتا إلى أن معظم المنصات انتبهت إلى التأثير السلبى للتكنولوجيا على الأجيال الجديدة، وأتاحت إعدادات أمان تتيح للآباء متابعة سلوك أبنائهم أثناء الاستخدام، منها جوجل وفيسبوك، وحتى «تيك توك»، لافتا إلى أن المنصات التى تقدم محتوى ترفيهيا لاقت رواجا كبيرا بين المستخدمين خلال فترة الحجر الصحى، وبالرغم من تواجد الأسرة كلها فى مكان واحد، إلا أنه لم تتوافر الرقابة المطلوبة.
أوضح أننا لا نستطيع أن نقول إن منصة أو موقعا بعينه يمثل خطرا على الشباب أو المراهقين، كل المنصات تحتوى عددا هائلا من المحتوى، وقياسا على تيك توك مثلا فإنها تحتوى ملايين الفيديوهات، منها فيديوهات ترفيهية ذات محتوى جيد، وفيديوهات تعليمية، وأخرى للموضة، والاتيكيت وغيرها، ويعتمد رؤية الفيديوهات على المنصة والوصول لها على تفضيلات المستخدم، فالذكاء الاصطناعى يقوم بترشيح محتوى مرتبط ومماثل للمحتوى الذى يبحث عنه المستخدم ويتعرض له باستمرار، وهو ما يعنى أنه يمكن الاستفادة بالمحتوى الهادف دون التعرض لأى محتوى آخر إذا لم يقم المستخدم نفسه بالبحث عنه، أو سعى للوصول إليه.