x

تصميم.. مريم البلوشى.. فنانة الخط العربى فى ضيافة «أيقونة»

السبت 11-07-2020 05:50 | كتب: غادة سويلم |
مريم البلوشي مريم البلوشي تصوير : اخبار

«وقعت فى غرام اللغة العربية إلى الشغف.. وهامت عشقًا فى الخط العربى منذ طفولتها».. هكذا عرفت الفنانة والأديبة والمهندسة الإماراتية مريم البلوشى خبايا وأسرار فن الخط العربى، ونسجت قصصها بأنامل رقيقة من خلال لوحات فنية ذات فلسفة خاصة من فن الخط العربى.

فمن عشقها للكلمات وما تحمله حروفها من إيصال رسائل إنسانية عديدة، استطاعت «مريم» أن تصل إلى العالمية من خلال تعاون مع دار المجوهرات الفرنسية الشهيرة «فان كليف أند آربلز»، لإطلاق مجموعة خلابة من المخطوطات الفنية المستوحاة من الخط العربى بمزيج فريد من القيم العربية والإنسانية وروح وقيم الدار فى شهر رمضان الماضى.

«مريم» تقول لـ«أيقونة» عن بداية شغفها بالخط العربى: «البداية كانت فى الكتابة منذ أيام المدرسة والتى استمرت معى إلى الآن، وفى الوقت نفسه كان بداخلى شغف لفنون الخط العربى منذ كنت طفلة ما جعلنى أنمى تلك الموهبة، فإتقانى للخط العربى والكتابة كانا يسيران فى خط متواز مع بعضهما البعض، حتى ابتعدت عن الخط العربى لفترة 6 سنوات بسبب انشغالاتى المهنية، كان لا بد أن أضحى بشىء لأجد الوقت لشىء آخر، فكانت التضحية بأننى توقفت عن كتابة لوحات الخط العربى، وأدركت بعدها أن هناك حنينا بداخلى، فأخذت القرار بالعودة بشكل قوى، وبدأت تعلم أشياء جديدة فى فنونه، عندها خيرنى معلمى بين أن أكون خطاطة أو مصممة، فاخترت أن أكون مصممة، وهو اختيار كان تحديا كبيرًا، لأن التصميم يعنى أن يكون لدى هوية خاصة وتدريب بصرى وأتحلى بالصبر، فاللوحة قد تأخذ وقتا لشهور أو عام كامل».

تصمم مريم لوحاتها، بالخط الجلى الديوانى، لأنه يمنحها الحرية فى التصميم والمرونة حيث تستطيع الخروج منه إلى مساحات إبداعية كبيرة فيه، ويبقى اللون محوريا فى أعمال «مريم» ويعبر عن بصمتها الفنية، فألوان مثل الأخضر، والبنفسجى بدرجاته، والمارون، والأزرق، استطاعت عمل تناغم بين المساحات المختلفة من خلالها، وتقول «مريم»: «لم أختر التخطيط باللون الأسود وإنما اخترت التخطيط بالألوان، وهذا كان مجازفة منى، لأن تصميم الخط العربى بالألوان هو ما يكشف ضعف الخطاط من قوته، فاللوحة التى يتم إنجازها فى شهر مثلًا بالأسود، قد تحتاج إلى شهور لإنجازها باللون الأخضر».

لم يكن الخط العربى مجرد عمل فنى تقوم به «مريم»، وإنما تميزت بأن يكون لدىها رؤية خاصة بها، حيث تقول: «لوحة التعايش على سبيل المثال، قمت بتصميمها فى 2018، كانت فكرتها تتحدث عن العيش فى سبع قارات، تعبت فى تنفيذها ولكننى عشقت الرسالة التى تحملها ومعانى التعايش فيها، فعندما أنظر الان لتلك اللوحة وما نعاصره من تداعيات فيروس كورونا المستجد، أجد أن تلك اللوحة تحمل رسائل التواصل بالرغم من اختلاف الثقافات».

وتوضح «مريم» أن أكثر اللوحات التى أخذت منها وقتا فى التفكير والتنفيذ، كانت لوحة «الاتحاد باق إلى يوم الحشر»، وهى مقولة للشيخ زايد- رحمه الله- تم عرضها فى عام زايد، فبحسب قولها، كل حرف وكل خط أخذ منها وقتا فى التفكير. تقول: «فى هذا المعرض، قمت بقراءة الكثير من مقولات الشيخ زايد بشكل كبير، وأخذت فى مرحلة البحث عن المقولة التى أرغب فى تصميمها وقتا طويلا حتى أشعر بالعلاقة أو المشاعر التى تربطنى بتلك المقولة عن غيرها، إلى جانب أننى كنت أرغب أن يتحدث التصميم إلى المتلقى عن الإمارات».

مريم البلوشي

مريم البلوشي

مريم البلوشي

ومن أهم المحطات التى أضافت لخبرات «مريم»، كانت التعاون الذى جمع بينها وبين دار المجوهرات الفرنسية الشهيرة «Van Cleef & Arpels»، فتقول: «كان تحديا كبيرا جدا لى، ولكننى اسمتعت بكل تفاصيله وما تم إنجازه من لوحات حملت فلسفة عميقة، ألا وهى أزهار ملؤها القيم».

بدأ التعاون بين مريم ودار فان كليف فى إبريل من عام 2019، عندما تواصلت معها الدار من أجل الاحتفال بشهر رمضان، وتقول: «أخبرونى أنهم يريدون عمل شىء جديد بهوية المنطقة العربية، وهم لم تكن لهم أى أعمال بالخط العربى من قبل، وكانوا يريدون عملا مبتكرا لشهر رمضان بعيدا عن الشكل المعتاد الذى يرمز لشهر رمضان وهو الهلال والنجمة، وكانت فكرتى أنه لماذا لا نقوم بالتركيز على القيم الإنسانية والرمضانية المرتبطة بثقافتنا، وقررنا البدء فى تلك الفكرة التى تمزج بين قيم مجتمعنا والقيم الإنسانية إلى جانب قيم دار فان كليف، فقمت بدراسة فلسفة الدار وأعمالهم وتصميماتهم حتى اتعمق فى فهم روح هذه الدار العالمية». بدأت مريم بـ38 قيمة ثم اختصرتها إلى 12 قيمة مشتركة حول العمل، واعتمدت شكل زهرة فريفول الخاصة بفان كليف كأساس لتطوير العمل الفنى، وتوضح: «وجدت أن هذه الوردة موجودة فى كتبهم بمعان مختلفة، وما جذبنى إليها شكل القلب، فهو الأقرب لقلبى إلى جانب أنه منبع المشاعر والقيم كلها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية