حدثناكم منذ اسبوعين عن فترة الإختبارات الشاملة التى مرت بها سيارة 911 آنذاك لوضع الاعتمادات الأخيرة على أنظمة السيارة قبل طرحها رسميا فى الأسواق. تلك الإختبارات التى شملت وضع السيارة فى ظروف مناخية متباينة للتأكد من حصول العملاء حول أنحاء العالم على الأداء ذاته بغض النظر عن الظروف المحيطة. وما لبث صانع شتوتجارت من الانتهاء من اختبار السيارة حتى شحن بضعة نسخ للولايات المتحدة لتقابل العامة للمرة الأولى بشكل رسمى.
وياله من لقاء، حين تم الكشف عن التصميم النهائى أخيرا بعد أسابيع كثيرة من صور التصميم المموه الذى لا يشفى ظمأ الناظرين. فقد حضر الجيل الثامن بتصميم يعكس قوة غاية فى الجدية من پورشه، ولا نعنى قوة المحرك أو الأنظمة الميكانيكية، بل لغة التصميم ذاتها. فبغض النظر عن الخطوط الرئيسية التى تنتمى كل الانتماء لتصميم 911 التاريخى، العناصر المكملة للتصميم من فتحات تهوئة وشبكات وأجنحة ومنظمات لمسارات الهواء أصبحت غاية فى الجدية وكأنها تتبنى شخصية للشعب الألمانى. لا مجال للمزاح، وقت الجد والعمل. تذكرنا 992 ببعض تصاميم الشركة فى بداية تسعينات القرن الماضى كـ993 و959 خاصة فى بعض العناصر. الأمر الذى جعل للجيل الجديد لمسة مميزة تشوقنا للماضى. كالعادة، اختلفت الآراء على التصميم الجديد. جانب من المؤيدين الذين يرون أن التطور مقبول بل ومستساغ. والجانب الآخر يرون أن پورشه أخفقت بهذا الإتجاه. فى الواقع، إذا ما أردنا الحكم بموضوعية، فلكلى الجانبان وجهة نظر، وقد أرضت پورشه كليهما، ولكن ليس بالضرورة فى التصميم الخارجى.
الجانب الأول الذى يرى التصميم رائعا لا يؤرق المصممين، ولكن الجانب الآخر الذى يرى أن پورشه عادت للماضى بتصميمها الجديد مما يعكس عجزا فى الإبتكار لدى مصمميها، هؤلاء هم من يسببون الغيمة السلبية غير الموضوعية حول الجيل الجديد. وعلى الرغم من ذلك فالرد عليهم وارضائهم ليس بالآمر المعجز. فأبسط ما يمكن ارضائهم به هو نظرة سريعة على المقصورة الداخلية. وكيف أن پورشه تمكنت من دمج شاشة بقياس 10.9 بوصة فى تصميم المقصورة الداخلية لتبدو وكأنها جزءا لا يتجزأ من التصميم التاريخى. ذلك بالإضافة للأنظمة الحديثة للتحكم فى مكونات السيارة بالتوازى مع أنظمة السلام ومعاونة السائق التى لم تكن موجودة حتى فى الجيل الأخير مثل نظام الطرق الزلقة بسبب الأمطار أو Wet Mode الذى يظهر للمرة الأولى على الإطلاق فى أى سيارة، ونظام الرؤية الليلية الذى يستخدم كاميرات رؤية حرارية لكشف العوائق التى قد تعترض طريق السيارة. الإلهام للجيل الجديد جاء بلا شك من الأجيال السابقة، بداية من السبعينات. ولكنه اكتمل باندماج رائع مع متطلبات العالم الرقمى ليضع 911 كالعادة فى الآن المثالية للتربع على عرش السيارات الرياضية الحصرية. فيما يتعلق بالمحرك، حدثت بورشة أنظمة محركها ذا الاسطوانات الـ6 لرفع كفاءته ودفع المزيد من القوة من غرف الاحتراق بداخله. فأصبح يتمكن طرازى Carrera S وCarrera 4S ذا الدفع الرباعى من توليد 450 حصانا.
أى 30 حصانا أقوى من الجيل السابق، 991. مما قلص زمن التسارع للشقيقتين بمقدار 0.4 ثانية عن الجيل ذاته ليصبح 3.7 ثانية للوصول لـ100 كم/س. وبتقلص ذلك الزمن أكثر ليصل لـ3.5 ثانية فى حال اختار العميل سيارته بباقة Sports chrono package. وللجيل الجديد حظا وفيرا فى علب التروس، حيث تم تطوير وحدة جديدة ذات قابض مزدوج كم 8 سرعات لتصل لسرعة قصوى تبلغ 308 كم/س لنسخة S و306 لنسخة 4S. خلاصة القول أن التصميم الجديد شأنه شأن أى تصميم، تختلف فيه الآراء. ولكن حتى وإن كان التصميم بخطوطه العريضة هو واحد من أهم نقاط شهرة 911، إلا ان عشاق السيارات يعرفون جيدا أن أنظمتها الميكانيكية هى ما يميزها عن غيرها. وفى ذلك الأمر لم تفشل پورشه فى اثبات قدرتها على التطور باستمرار.