x

هل أصبح برشلونة مطالبًا بالتخلص من ميسي؟

الأحد 05-07-2020 16:22 | كتب: محمد البرمي |
برشلونة برشلونة تصوير : اخبار

ركن أساسي من معطيات النجاح هو كيفية الإدارة وطريقتها في التعامل مع الأزمات، وفي كرة القدم تحديدًا يقع على عاتق الإدارة الكثير؛ فإذا اختارت مدربا جيدا، وتمكنت من البناء وتطوير أسلوب ثابت، وفي حالة تعاقدها مع لاعبين أكفاء مع الاحتفاظ بأبرز عناصرها، فبالتأكيد بهذا الشكل تضع فريقها على منصة البطولات.

قبل عقد من الآن، كانت الإشادات ببرشلونة لا تتوقف، الفريق العريق الذي بدأ مشروعه من «لاماسيا» ودفع بجوارديولا الذي صار الأفضل في العالم، وميسي الأفضل في التاريخ، ومجموعة رائعة من «أبناء النادي» بوسكتس وإنييستا وتشافي وبويول وبيكيه، مع اختلاف سنوات الصعود والأعمار، ولم يجد أي حرج في التخلي عن الأفضل في العالم وقتها رونالدينيو، بات اليوم بلا ملامح، وفي مشاكل متتالية تسببت في انهيار متتالٍ للفريق.

برشلونة

الجزء الأساسي في انهيار برشلونة هو غياب المشروع، وانتهاء «التيكي تاكا»، الفكرة التي قامت عليها أعمدة الجيل التاريخي، وربما الأفضل في تاريخ الكرة مع جوارديولا، وخروج اللاعبين الكبار إنييستا وتشافي دون إيجاد بديل يناسب طريقة وهوية برشلونة التي اعتمد عليها منذ سنوات.

خلال المواسم الماضية تعاقد برشلونة مع لاعبين بقيمة مليار يورو؛ لم يقدموا للنادي أي شيء، مثل جريزمان ودي يونج وديمبلي وكوتينيو وباولوينيو، وغيرهم من اللاعبين.

والمشكلة الأكبر أن برشلونة الذي اعتاد أن يشتري القليل مع شرط أن يقدم الإضافة، ويناسب طريقة لعب الفريق، لم يعد كذلك، وأصبح يتعاقد دون أن يدرس بشكل جيد مدى الاستفادة من هؤلاء اللاعبين.

برشلونة

المشكلة الثانية هي طريقة اختيار المديرين الفنيين الذين تعاقبوا على النادي؛ بداية من التعاقد مع فالفيردي، الذي اعتاد على الكرة الدفاعية مع أتليتك بلباو، بالتالي ضاعت هوية النادي الفنية، وتعرض لأزمات كبيرة، منها الخروج من دوري الأبطال برباعية مفاجئة ومذلة أمام ليفربول في الأنفيلد، بعدما فاز في كامب نو بثلاثية، وأضاع لاعبوه العديد من الأهداف.

الأزمة الكبرى في برشلونة هي وجود ميسي.. لماذا؟، اللاعب الأفضل في التاريخ بسبب قدرته الدائمة على صناعة الفارق، أصبح نقمة على برشلونة، لأنه ولسنوات أخفى عيوب الإدارة الفنية للكثير من المدربين والصفقات التي تعاقد النادي معها، فميسي دائمًا ما ينقذ الفريق، وبالتالي تقل الانتقادات، ففي عالم كرة القدم طالما تفوز لا تهاجمك الجماهير مهما كان مستواك.

مستوى ميسي أنسى الجماهير قائمة طويلة من اللاعبين الذين حضروا لبرشلونة ولم يقدموا أي شيء، أمثال: سميدو وبالوينيو وأومتيتي وسونج وماثيو وفيدال ولوكاس ديني وألكاثير وياري مينا ودينيس سواريز، قائمة طويلة دخلت كتالونيا السنوات الماضية ولم تقدم أي شيء.

بالتأكيد لا أقصد أن ميسي السبب في ذلك؛ لكن ميسي كان سببًا في إخفاء الكثير من عيوب الإدارة الفنية في برشلونة، وبالانتقال إلى إدارة بارتيمو، فيمكن أن نعدد الأزمات خلال السنوات الماضية، مثلًا «استقالات عديدة من مجلس إدارته، وتبادل اتهامات بين الأعضاء المستقيلين ورئيس النادي بارتوميو»، ولا تزال التحقيقات جارية بشأن القضية.

هناك أزمة أخرى مثل جلب فالفيردي وطرده بعد خسارة السوبر الإسباني، وإحضار كيكي سيتين، المدرب الذي لا يملك سيرة قوية لتدريب فريق بحجم برشلونة، وتسببت تلك التغييرات في أزمة كبيرة داخل غرفة خلع الملابس، ففالفيردي رغم المستوى الفني السيئ، كان محبوبًا من قبل لاعبي الفريق، وطريقة رحيله لم تكن جيدة، ما تسبب في خلاف بين اللاعبين والإدارة.

برشلونة

دخل لاعبو الفريق في أزمة مع أبيدال، بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، واضطر ميسي للرد عليه، وحاولت الإدارة احتواء الأزمة قبل أن تحدث أزمة جديدة بسبب مساعد كيكي سيتين، وهو إيدر سارابيا، الذي سب اللاعبين في محاولة لإثارة حماسهم، وهو ما لم يعجب الكبار في كتالونيا.

بالتأكيد هناك أزمة اقتصادية؛ فبرشلونة يعاني حاليًا بسبب فاتورة الأجور الضخمة، والصفقات الفاشلة التي كلفت النادي الكثير دون أن تقدم أي شيء.

ورغم كل هذه المشاكل، إلا أن إدارة النادي لم تنتبه للعديد من النقاط الفنية المهمة، منها أن ليونيل ميسي لم يتبق الكثير في مسيرته، ولا يوجد بديل، صحيح أنه الأفضل في التاريخ، ومن الصعب توفير بديل له، لكن الخطة أو السؤال «ماذا بعد اعتزال ميسي؟».

مشكلة فنية أخرى تواجه برشلونة، تكمن في أن لاعبين مثل بيكيه وسواريز وخوردي ألبا وفيدال وبيكيه، تجاوزوا الثلاثين، ولا يوجد بديل لهم، ومعدل الأعمار في الفريق يتزايد يومًا بعد يوم، ومع ذلك ضحت إدارة برشلونة بلاعب شاب وجيد مثل آرثر مقابل بيانيتش، صحيح أنه لاعب جيد، لكنه تجاوز الثلاثين، وبالتالي معدل الأعمار في برشلونة لا يؤهله للمضي قدمًا في ظل أيضًا غياب مشروع حقيقي، وعدم تصعيد لاعبين من اللاماسيا.

برشلونة

أزمة أخرى خارج برشلونة، وهي الاستقرار، الذي بات يميز ريـال مدريد، فالفريق اتخذ قرارًا ذكيًا رغم الاعتراضات، وهو رحيل رونالدو، وتقليل أعمار اللاعبين، وإعادة زيدان، والبدء في تكوين جيل جديد من اللاعبين صغار السن، ودمجهم مع الخبرات الكبيرة في النادي، مثل راموس وبنزيما، وهو ما تجني ثماره مدريد حاليًا، وسيظهر أثره في السنوات القادمة، التي سيسيطر ريـال مدريد عليها في ظل الإدارة والتخطيط الجيد.

ويبقى السؤال: هل على برشلونة الإطاحة بليونيل ميسي؟

ليونيل ميسي قد لا يحبذ فكرة البقاء في برشلونة السنوات القادمة، لكن بالتأكيد خروجه خسارة كبيرة، والأفضل أن يكون نواة لبناء فريق قوي صغير السن مع خبراته الكبيرة، وهو خيار قد يفكر فيه البعض، لكنه خيار لا يتجاوز العامين، وربما على برشلونة تكرار تجربة ريـال مدريد دون رونالدو، ففي النهاية مصير كل اللاعبين اعتزال كرة القدم.

برشلونة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية