قصص تحرش وتفاصيل جنسيّة صادمة، هذا ما تم تداوله داخل شهادات ضحايا الشاب المُتهم بالتعدي على أكثر من 50 فتاة ما بين تحرش واغتصاب.
بدأت القصة عندما تصدّر اسم المدعو أحمد بسام ذكي، حسبْ بيان النيابة العامة، مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اتهمته فتيات، بعضهم ارتَاد الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيثٌ كان يدرس الشاب، بقيامه بالتحرش بهنْ وابتزازهن إذا لم يوافقن على طلباته «الجنسية»، وبعد انتشار الهاشتاجات المُطالبة بمحاسبته، نشرت العديد من الفتيات شهاداتهن «الصادمة»، مُتهمين إياه بـ«التحرش بأكثر من 50 فتاة واغتصاب فتاة عُمرها 14 عاما فقط».
وخلال الشهادات المُنتشرة، قالت إحدى الفتيات: «هذا الشخص تحرش بي وبشقيقتي، عندما كان عمرنا 13 و14 عاما، وهددنا بنشر صور (مفبركة) لنا، إذا لم نستجب لما يقول»، وروت فتاة أخرى: «سبق وتحرش بي، وقام بمطاردتي وتهديدي مئات المرات، وفي أحد المرات، هددني بإخبار والداي إنني أمارس الجنس معهُ، لكني لم أفعل ذلك، فقط أراد تهديدي كي أخضع له ولمطالبه الجنسية».
«المصري اليوم» ترصد القصة الكاملة لما مُنذ بدأ انتشار هاشتاج «أحمد_بسام_ذكي» وحتى الآن..
1.
بعدما تناثرت الأقاويل حول اتهام الطالب أحمد بسام بالتحرش بعدد من الفتيات، قالت الجامعة الأمريكية بالقاهرة إن الشاب الذي اتهمته مجموعة من الفتيات بالتحرش بهن واغتصابهن، ليس طالبا حاليا بالجامعة، وأنه غادرها منذ عام ٢٠١٨، وأكدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة على سياساتها التي لا تتسامح إطلاقًا مع التحرش الجنسي وتلتزم بالحفاظ على بيئة آمنة لجميع أفراد مجتمع الجامعة.
2.
فتاة واحدة ظهرت للنور من «أكاونت فيس بوك» غير معروف صحته، تُدعى «فرح.م»، وقالت إن الشاب المتهم، كان سببا في انتقالها للعيش خارج مصر، بسبب «الأذى» الذي تعرضت له، وقالت الفتاة إنها ستعود إلى مصر، خلال الأيام القادمة، كي تتقدم ببلاغا رسميًا ضد الشاب، وذكرت أيضًا عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، أن مكتب النائب العام، قد تواصل معها هاتفيًا.
وكتبت «فرح» على «فيس بوك»: «الحمد لله بعد كمية الدعم والمسجات الكتير اللي وصلتلي من ناس كتير هو أذاهم، فرحتني جدا والله وشجعتني أكتر، إني هبدأ أخد إجراء قانوني، ولازم أني أنزل مصر عشان أعرف اتخذ الإجراء اللازم».
لكن بعد ساعات من تصدّر اسم «فرح» هاشتاجات مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الدعم، اختفى حساب الفتاة، دون إبداء أسباب واضحة.
3.
ذكرت النيابة العامة، مساء أمس الجمعة، أن «وحدة الرصد والتحليل» بـ «إدارة البيان بمكتب النائب العام» تابعت عن كَثَب خلال الأيام المنقضية وحتى تاريخه ما تداول بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن مَن يدعى «أحمد بسام زكي» وتعديه على عدد من الفتيات بالقول والفعل، وإكراههن على ممارسات منافية للآداب بالتهديد والإكراه، وتتخذ الوحدة إجراءاتها بالفحص والرصد والتحليل تمهيدًا لعرض الأمر على المستشار حمادة الصاوي النائب العام لاتخاذ ما يلزم قانونًا.
وأكدت النيابة العامة- في بيانها- بتلك المناسبة عدم تلقيها أيَّ شكاوى رسمية أو بلاغات ضد المذكور من أي شاكية أو متضررة منه، سوى شكوى واحدة من إحدى الفتيات قدمتها عبر الرابط الإلكتروني الرسمي لتقديم الشكاوى إلى النيابة العامة مساء أمس؛ والتي أبلغت فيها عن واقعة تهديد المشكو في حقه لها خلال نوفمبر عام ٢٠١٦ لممارسة الرذيلة معها، وجارٍ اتخاذ اللازم قانونًا بشأنها.
4.
أعلن المجلس القومي للمرأة، اليوم السبت، تقدمه اليوم ببلاغ للنائب العام للتحقيق في الواقعة الشهيرة التي أثيرت مؤخرًا على موقع التواصل الاجتماعي، «إنستجرام»، بقيام مجموعة من الفتيات بإنشاء مجموعة على الموقع لتجميع أدلة اتهام ضد شاب، وسرد شهادات الفتيات على وقائع اغتصاب عديدة قام بها الشاب، ووقائع تحرش جنسي بهن، فضلاً عن رسائل نصية وصوتية خادشة للحياء أرسلها الشاب إلى العديد من الفتيات.
وقال البلاغ: «في ضوء متابعة المجلس القومي للمرأة لمواقع التواصل الاجتماعي تبين وجود صفحة على تطبيق انستجرام تم تدشينها من قبل بعض الفتيات والسيدات يشكين فيها من قيام شخص باغتصاب البعض منهن وهتك عرض والتحرش جنسيا بالبعض الآخر. وتتضمن الصفحة التي يتابعها الآلاف من المتابعين رسائل نصية وصوتية خادشة للحياء قام هذا الشاب بإرسالها إلى العديد من الطفلات والفتيات بهدف التهديد والابتزاز».
وتابع البلاغ أن المجلس تلقى العديد من النداءات والمناشدات من الضحايا المجني عليهن بشأن قيام ذات الشخص بابتزازهن وتهديدهن مستغلا ما يحتفظ به من صور ومقاطع توثق جرائمه النكراء في التشهير بهن إذا قمن بالإبلاغ عنه للسلطات المختصة. وقد طالبت الضحايا المجني عليهن بحماية حرمة حياتهن الخاصة وعدم الإفصاح عن بياناتهن حتى يتسنى لهن التعاون مع الشرطة والنيابة العامة.
وأشار البلاغ إلى أن «المجلس القومي للمرأة يعد الآلية الوطنية المعنية بشؤون المرأة وفقا للقانون رقم 30 لسنة 2018 بشأن إصدار قانون تنظيم المجلس القومي للمرأة، وتنص المادة 7 في بنديها 13 و14 من القانون سالف الذكر على اختصاص المجلس القومي للمرأة بتلقي ودراسة الشكاوى الخاصة بانتهاك حقوق وحريات المرأة وإحالتها إلى جهات الاختصاص وإبلاغ السلطات العامة عن أي انتهاكات لحقوق وحريات المرأة، وفي إطار جهود المجلس لمناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة، فإننا نتقدم لسيادتكم بذلك البلاغ للتحقيق في تلك الواقعة، واتخاذ اللازم قانونا ضد مرتكبها مع التوجيه بحماية ومساعدة المجني عليهن».
وناشد المجلس القومي للمرأة جميع الفتيات التقدم ببلاغ رسمى ضد هذا الشاب حتى ينال عقابه الذي يستحق طبقا للقانون، ويكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بالفتيات والتحرش بهن.
5.
من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية، اليوم السبت، أن التحرش الجنسي حرامٌ شرعًا، وكبيرةٌ من كبائر الذنوب، وجريمةٌ يعاقب عليها القانون، ولا يصدر إلا عن ذوي الأهواء الدنيئة، والنفوس المريضة التي تُسوِّلُ لهم التلطُّخَ والتدنُّسَ بأوحال الشهوات بطريقةٍ بهيميةٍ، وبلا ضابط عقليٍّ أو إنسانيٍّ.
وأضافت دار الإفتاء -في فيديو موشن جرافيك أنتجته وحدة الرسوم المتحركة- أن الشرع الشريف قد عظَّم من انتهاك الحرمات والأعراض، وقبَّح ذلك ونفَّر منه، وتوعد فاعلي ذلك بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ».
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الشرع كذلك أوجب على أولي الأمر أن يتصدوا لمظاهر هذه الانتهاكات المُشينة بكل حزم وحسم، وأن يأخذوا بقوة على يد كل من تُسَوِّل له نفسُه ارتكاب مثل هذه الأفعال المحرمة.