وضع القرار المفاجئ لنادي الوصل الإماراتي بإنهاء التعاقد مع الأسطورة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا حدًا لحالة الصخب والضجيج التي عاشتها الأوساط الرياضية والحياة العامة في دبي والإمارات لمدة عام كامل.
فمنذ وصول مارادونا لمدينة دبي العام الماضي أصبحت هذه المدينة الصغيرة محط أنظار وسائل الإعلام العالمية، وصار نادي الوصل يتصدر العناوين الرئيسية في الصحف والقنوات الرياضية العالمية .
وتحولت دبي إلى مقصد لصحفيين وإعلاميين من كبريات الصحف الغربية، وظلوا يطاردون مسؤولي نادي الوصل والجهاز الفني للفريق، طمعًا في إجراء مقابلة صحفية مع مارادونا، ومعرفة تفاصيل تعاقده، الذي تردد أنه بقيمة 10 ملايين دولار لمدة عامين.
ورغم أن عنوان سكن مارادونا كان أمرا سريا، حتى لا يتعرض إلى مضايقات، إلا أن كثيرًا من الإعلاميين كانوا يبحثون عنه في الفنادق، وبعضهم علم بوجوده في جناح فندقي في جزيرة صناعية بالخليج، فترددوا بالعشرات لتصوير منزله، ومحاولة لقائه.
وقدر نادي الوصل عدد التقارير الصحافية الكبرى التي كانت تنشر عن مارادونا أثناء وجوده في دبي، بين الفترة من مايو من العام الماضي إلى مايو 2012، بأكثر من 1300 تقرير شهريًا، وقدرت قيمة التغطية الإعلامية خلال العام الذي قضاه الأسطورة بالإمارات، بأكثر من 100 مليون دولار.
وإلى جانب هذا الهوس الإعلامي بالأسطورة، كان مارادونا يثير العواصف في الامارات، بتصريحات إعلامية، وصفت بأنها نارية وصدامية، وأحيانا تصريحات هوجاء.
فقد أشعل الشارع الرياضي بتصريحات صدامية عن حكام المباريات، ووصفهم بأنهم يمنعونه من ممارسة عمله، وقال إنهم يظلمون فريقه بقراراتهم، وتكرر هذا التصريح من مارادونا عقب كل مباراة يخسرها.
ودخل مارادونا في معارك مع مدربي الأندية المنافسة، ومنها معركته الشهيرة مع المدير الفني لنادي العين الاماراتي أميريل كوزمين، التي وصلت الى حد التراشق بالالفاظ، ووصف مارادونا مدرب العين بأنه شخص غير مؤدب.
وأثار مارادونا الانتقادات حوله أثناء مباراة لفريقه مع نادي كلباء الإماراتي، حين اتجه مارادونا نحو مدرب الفريق الخصم، الأرجنتيني ميجيل أنخيل، وأشار بيده على رقبته في إشارة لذبح المدرب المنافس، ما دفع الشارع الرياضي للسؤال كيف يهدد مارادونا مدربًا آخر بالذبح؟ .
وكانت دبي منبرًا إعلاميا لمارادونا ليهاجم فيه النجم البرازيلي بيليه، ولا ينسى الصحفيون حين طالب مارادونا بيليه بتغيير طبيبه ويتوقف عن وصف نيمار نجم فريق سانتوس البرازيلي، بأنه أفضل من ليونيل ميسى نجم برشلونة الإسباني، وتعجب مارادونا من وصف الأسطورة البرازيلية بيليه نفسه بالموسيقار الألماني لودفيج فان بيتهوفن ، قائلا «أنا مارادونا وهذا يكفي» .
وأثار الاسطورة الأقاويل حوله بسلوكيات وصفت بأنها «مرفوضة ولا تراعي تقاليد الدول العربية»، حين ظهرت معه امرأة ترافقه في سيارته بدبي ومدرجات المباريات التي يقودها، وقيل بعدها إنها صديقته، ثم قيل انها زوجته.
وفي شهر مارس الماضي، هاجم مارادونا بعض جماهير نادي الشباب الإماراتي في المدرجات واشتبك معهم بالقول، بعد أن تشاجروا مع هذه المرأة، وحال رجال شرطة دبي دون اشتباك الطرفين بالأيدي، واصطحبوا المدرب الارجنتيني وزوجته الى غرف الملابس.
وقال مارادونا للصحفيين عقب الواقعة انه لا يسمح بأي تطاول على زوجته .
كانت تقاليع الأسطورة الأرجنتيني محط أنظار الشارع الإماراتي، فقد كان يزين أذنه بقرط من الألماس ويغطي جزءًا من ساقه بوشم لصورة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ويزين ذراعيه بوشم آخر، ويرتدي ساعتين في يديه، وهو ما أثار فضول كثيرين.
وكانت الاجابة من مسؤولي نادي الوصل أن النجم الأرجنتيني يعشق أسرته، وكتب اسم والدته وابنته وحفيده على ذراعه بالوشم، وحتى يتواصل معهم دوما، خصص ساعة في يده لتوقيت الإمارات، والأخرى لتوقيت الأرجنتين حتى يحادثهم في أوقات مناسبة لهم.
وقبل عدة أشهر، انتشرت صورة لمارادونا وهو يدخن الشيشة وقيل إنها التقطت له وهو في مقهى بفندق في دبي.
وما إن نشرت الصورة حتى تناقلتها عشرات المواقع ومئات المشجعين عبر هواتفهم المحمولة .
ولا ينسى الشارع الرياضي الإماراتي حين ركل مارادونا مشجعا اماراتيا بقدمه، حين كان النجم الأرجنتيني يلتقط صورة إلى جوار لوحة مثبتة في نادي الوصل، وأمام الهجوم الشديد بعد هذه الواقعة قدم الأسطورة اعتذارا إلى المشجع.
ورياضيا، كان مارادونا طوال العام الذي قضاه في الإمارات محل انتقادات بسبب النتائج الهزيلة لفريقه، حتى إن الوصل في عهده خسر في إحدى مبارياته بخمسةداهداف، ما دفع مشجعي الفريق للقول إن «رصيد مارادونا نفذ» .