x

كان يُمكنُ أنْ نكونَ لوحةً (شعر).. دانييل لفانتى بال

الخميس 11-06-2020 23:10 | كتب: اخبار |
دانييال دانييال تصوير : اخبار

«قصيدة حب»

لم تولد بعد،

لكنى أحببتك،

أريد أن أقول دائمًا،

وإلى الأبد:

إنى أحبك

وسأظل وفيًّا لهذا الحب

ما بقيت.

رسمت وجهكَ على الرمال،

بنيت لك قلعة لتحميك من الأشرار

من الفرسان الأبطال،

حقًّا...

أقولها بصدق.

كم مرة بحثت عن ملامحك

المجهولة،

مُبحرًا في غياهب سحب السهل العظيم؟

أول صدمة لى

ربما كانت وأنا في الرابعة

أو في الخامسة من عمرى،

حقا، كانت بسببك، يا من أذوب فيه عشقًا.

أتذكر كيف كانت

الفتيات الغجريات الجارات يلمسننى

بنظرات لامعة براقة،

ومن قطرات الندى المتساقطة

لا أدرى هل قَرَأْنَ اسمك حقا

أم تنبأن لى به!

«يجلس في القطار، بلا جواز سفر»

يجلس في القطار، بلا جواز سفر.

لا يعرف حدودا،

يسافر بحرية في حياتنا الخاصة

في منطقة الشنغن المتسعة تدريجيا،

تهرب السعادة

إلى كلا الجانبين من المعابر الحدودية المنتهية.

إذًا ثمة شىء ما، ليس لدى سياسة له.

إذا حدث رغم ذلك، بدبلوماسية ذكية

يرقص بين مطالبات مناطقية

متفاوتة الشدة.

أنتظر عودته إلى الوطن إن كنت أنا وطنه،

أنتظره، فلأكن أنا وطنه.

«قطار المساء الصغير»

ملأت الاستمارات،

وضعت في ملف قرارات سيئة،

أخرجت مفتاحًا،

إذا زارنى، فليكن مكانه بجوارى،

وبجوارى حياته، قلبه، وابتسامته، حلمه،

فليكن واحداً، ولا يكن له رقم متسلسل.

«السرير مشترك»

السرير مشترك والوسائد تكثر

شيئا فشيئا.

في غضون عشرين عاما من العزلة

كم سيصير عدد الوسائد

كم سرير تحتنا،

للجسم سجاد حوائط،

خلف ظهرى، بيننا؟

لا أدرى، ولا تدرى،

هذا جميل هكذا،

هذا جيد هكذا،

وأعطى نقودا حتى تذهب

إلى متجر الوسائد،

لأنك تذهب إلى متجر الوسائد.

«بزجاج مكسور»

الليلة الماضية،

تصبب جسدى عرقا

غيرت ملابسى نحو أربع مرات،

ماذا عسانى أن أقول

أنا شديد التعرق.

عندما تأتى، أخاف عليك،

لا تخطُ على الشظايا،

إذا كنت حافيا حولى،

وإذا كنت ترقد بجوارى،

لا يجب أن أجرحك.

أستلقى هنا،

لا أحلم بزجاج مكسور،

ولا معك، فليكن أي أحد،

أحسب فقط

كم من الماء يكمن

في ثمانين كيلو.

أيما تكون أنت،

فمن الأفضل أن تبقى هنا

عندى أو في مكان ما ليس هنا،

حتى أنا لا يمكننى أن أرجو

الاثنين معا في آن.

«بلا جدوى»

حين أسدل الليل ستائره

كنت منشغلا بذلك

وليس فقط بفكرى،

كيف أخرجه من مكانه،

لأنه بلا جدوى.

مر الوقت سريعا فوقى،

لم أنتبه إليه

ووقفت في أول ضوء خافت،

وفى قوس عريض، من الرابع،

رميته إلى أسفل، لا حاجة لى به.

على الفور نساء معروفات

التففن حوله مقرفصات،

طرفن بأعينهن إلى أعلى، في قلوبهن امتنان،

ومَزقن منه، وأخذن معهن

السنوات المخزنة فيه.

«لوحة»

كان يمكن أن نكون لوحة

على حائط منزل فخم أو على ظهر لوحة منزل فخم مطلي

بعض ملامح وجه سطحية

في صورة ربما لكل واحد منا

فيها مكان، وليرسم آخرنا

على ظهر صورة ممدودة على حائط

منزل فخم مطلى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

■ ■ دانييل لفانتى بال شاعر مجرى شاب ولد عام 1982، وهو من الأصوات الشابة البارزة الآن في الشعر المجرى، وهذه مختارات من ديوانه «لم نعش سُدًى» الذي سيصدر قريبًا عن إحدى دور النشر .

ترجمة د. عبدالله عبدالعاطى النجار

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية