16 عامًا.. قد يراها البعض مدة ليست بالطويلة، وقد يعتبرها البعض الآخر سنوات كثيرة، ولكنها بالتأكيد هى سنوات تحظى بالكثير من الأحداث والمواقف، وقد تغير من طباع وأمور البشر، 16 عاما مليئة بأحداث ومواقف كثيرة شخصية وعملية، مثلت لى «عمرا» لا أعرف متى سينتهى بأى الأجلين، 16 عاما.. هى عمر «المصرى اليوم» الذى أتمته بالأمس، عايشته ومعى مجموعة كبيرة من زملائى منذ اليوم الأول للعدد التجريبى، بالتأكيد لم تكن «المصرى اليوم» هى تجربتى الصحفية الأولى، فقد سبقتها بعدة تجارب، كانت تمثل لى «محطات عابرة» لحين الوصول إلى محطتى «الرئيسية»، تعلمت من محطاتى العابرة، ولكنى أصقلت مهنتى من «المحطة الرئيسية»، أمسكت بالقلم الصحفى قبل 23 عاما من الآن، منذ كنت طالبة بكلية الإعلام حتى التخرج والعمل الفعلى، من نصيب «المصرى اليوم» 16 عاما، تمثل ثلث عمرى الحقيقى إلا قليلا، وأكثر من نصف عمرى المهنى، أحمد الله دائما أن قلمى الصحفى لم يعرف سوى «الحق»، وكان هذا توجه جريدتنا ومعى زملائى وأصدقائى فى المكان، «المصرى اليوم» بالنسبة لنا أشبه بالوليد الصغير الذى يكبر على يديك، هى بالفعل «ابننا» الذى وصل لمرحلة النضج مبكرا، «ابننا» صاحب صوت الحق ب«احترام»، كلما قرأت اسمى على صفحات الجورنال، أشعر كأننى أقرأه لأول مرة، لن أنسى ما حييت الجملة التى كانت ترددها المصادر الصحفية على مسامعنا أنا وزملائى، عندما كنا نتواصل معهم، ونلقى عليهم اسم جريدتنا وكأنهم على اتفاق مسبق، فكانوا يقولون «المصرى اليوم فى عيد»، البعض كان يتضايق من الجملة، ولكنى عندما سمعتها لأول مرة عام 2004، تفاءلت بها، فما أجمل الأعياد، هل يرفض الإنسان أن تكون أيامه كلها أعيادا، وكنت أتمنى أن نكون دائما «فى عيد»، سواء أبناء «المصرى» أو أبناء « مصر» بالكامل، وتظل دائما «مصر» ومعها أبناؤها «فى عيد»، 16 عاما من عمرنا عايشناه ب«حلوه ومره».. ونتمنى أن تكون الأيام المقبلة للمهنة بشكل عام أن تكون «حلوة» تمحو «مرار» ما نعيشه من أزمات وتجاهل. كلمات الشكر لن توفى حق كل من ساهم فى انطلاق ونجاح «المصرى اليوم» منذ عام 2004 وحتى الآن، فى مقدمتهم مؤسسها المهندس صلاح دياب، الذى آمن بالصحافة الحرة، وكانت «المصرى اليوم» نتيجة إيمانه، شكرا لكل من عمل بجد وإخلاص طوال 16 عاما لرفعة المكان، وتحية لأصدقائنا الذين غيبهم الموت عن الاحتفال معنا، فى مقدمتهم الصديق المحترم ناجى عبدالعزيز، وصديقتنا الغالية غادة محمد الشريف، وصديقنا الجميل محسن محمود، والزميل الشاب رضا غنيم، وتحية لكل من ساهم معنا فى انطلاق «المصرى اليوم» ونجاحها، وخرج للمساهمة فى إطلاق تجارب أخرى، ونتمنى أن تظل أسماؤنا مضاءة بفعل جريدتنا، وتظل دائما «المصرى اليوم فى عيد».